سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ملف أحد المرحلين من إيطاليا يكشف تورط ضابط بالجيش الملكي المغربي مع الجماعات الإرهابية كان ينشط في ''الفيس'' المحل واتهم بالتعدي على الأميرالية العسكرية بالجزائر
كشفت جلسة محاكمة ''ب•الهادي'' بمحكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة، باعتباره أحد المرحلين في 2008 من إيطاليا إلى الجزائر، عن حقائق مثيرة تصب في مجملها حول تورط أحد ضباط الجيش الملكي المغربي في فترة التسعينيات من القرن المنصرم، ضمن جماعات إرهابية بالجزائر، أين كان يحضر عدة اجتماعات تتعلق بالطرق التي يمكن بواسطتها تزويد الإرهابيين بالمؤونة والأموال، إضافة إلى محاولة نشر الفكر الجهادي في عقول المواطنين الجزائريين المترددين في تلك الفترة على المساجد، وتعدي المتهم على الأميرالية العسكرية بالجزائر بهدف المشاركة في حركة تمرد للاستيلاء على الأسلحة والمعدات، الفعل الذي أدين بموجبه بمجلس قضاء العاصمة في أكتوبر 1993 غيابيا بالإعدام• فصلت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة في قضية ''ب•الهادي'' أحد الأشخاص الذين تم ترحيلهم في 2008 من إيطاليا ببراءته من تهم جناية تكوين جمعية أشرار والاعتداء بغرض القضاء على نظام الحكم، والتآمر قصد نشر التقتيل والتخريب وتكوين عصابات مسلحة بغرض الإخلال بالنظام وأمن الدولة والوحدة الوطنية والانخراط في جماعة إرهابية، بعدما أدانته ذات المحكمة في 1993 بالإعدام في ذات وقائع القضية غيابيا رفقة 82 متهما آخر تمت إدانة معظمهم بخمس سنوات سجن نافذ• وجاء الحكم ببراءة ''ب• الهادي'' الذي ينحدر من حي باب الوادي بالعاصمة بعدما تم إلقاء القبض عليه في 2008 بمطار هواري بومدين الدولي، وهو حامل لهوية مزورة، حيث تم ترحيله من إيطاليا على خلفية اتهامه بتكوين جمعية أشرار، قضى بموجبها 8 سنوات سجنا، واستفاد بعد فترة من العفو الشامل بهذا البلد وتم تحويله إلى مركز الهجرة الذي مكث به إلى غاية 13 سبتمبر 2008 تاريخ تحويله إلى الجزائر، حيث سبق وأن أودع طلبا للاستفادة من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية• ويتضمن ملف ذات المتهم عدة أفعال خطيرة التمس بناء عليها النائب العام تسليط عقوبة الإعدام ضده• كشف عنها شرطي كان ينشط ضمن الجماعات الإرهابية المسلحة خلال فترة التسعينيات بالجزائر، بعدما سلم نفسه لمصالح الأمن، والتي تفيد بضلوع أحد ضباط الجيش الملكي المغربي خلال التسعينيات من القرن الماضي في المشاركة مع الجماعات الإرهابية المسلحة في اجتماعات تتناول الطرق والخطط التي يتم بواسطتها تمكين الإرهابيين من المؤونة والأموال لتنفيذ علمياتهم الإجرامية، ونشر الفكر الجهادي بالمساجد في محاولة لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المواطنين وتوريطهم في الأعمال الإرهابية بالجزائر• ومما ينسب ل ''ب• الهادي'' من جهة أخرى حسب ما جرى في جلسة محاكمته التي حضرها ثلاثة شهود من ضمن 26 في القضية، بأنه انخرط في حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحل خلال التسعينيات، وتم توقيفه من طرف مصالح الأمن بعد إلغاء الانتخابات التشريعية في 1992 برفقة شقيقيه الاثنين بغرض التحقيق معهم، وهاجر بعدما أطلق سراحه إلى إيطاليا في نهاية التسعينيات أين استقر هناك، وتزوج بإحدى الإيطاليات التي أنجب منها خمسة أطفال، عاود هناك النشاط مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة، بعدما اتصل به المدعو ''م•ك'' وطالبه بتمثيل الحزب ''الهيئة التنفيذية'' بالخارج وهذا بفتح مكتب له بإيطاليا، الذي استغله في عملية توزيع البيانات والمناشير التحريضية التي كانت تصدر عن الجناح المسلح للجيش الإسلامي للإنقاذ المحل، والتي كان يتلقاها بواسطة الفاكس من الجزائر، زيادة عن تكفله بالإشراف بالجانب الإعلامي بذات المكتب ونشاطه بالمساجد• وأصدر ''ب•الهادي'' في إيطاليا مجلة تضمن محتواها أهم المعلومات حول العمليات الإرهابية التي كانت تنفذها الجماعات المسلحة بالجزائر في 1995، ما أدى بالسلطات الإيطالية إلى إيقافه والتحقيق معه حول تهم تكوين جمعية أشرار والتزوير واستعمال المزور، وتم إيداعه السجن إلى غاية 1996، عمل بعدها كمترجم بمكتب للمحاماة، تمكن بعدها من الحصول على عمل كعون أمن بإحدى الشركات الخاصة الإيطالية إلى غاية 2005 العام الذي صدر فيه ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، حيث تقدم بطلب للقنصلية الجزائرية بهدف الاستفادة منه، الخطوة التي تناسبت مع إصدار حكم ضده من طرف القضاء الإيطالي قضى بإدانته بثمان سنوات سجنا نافذا بتهم تكوين جمعية أشرار تنقل بعدها إلى عدة سجون بإيطاليا إلى غاية 28 أوت 2008، أين استفاد من العفو العام وتم تحويله إلى مركز الهجرة بإيطاليا الذي مكث فيه إلى 31 سبتمبر 2008، تاريخ تحويله إلى الجزائر عبر مطار هواري بومدين، وألقي عليه القبض على خلفية تورطه في عملية التعدي على الأميرالية العسكرية بالجزائر وجناية القتل العمدي في 1992• ونفى المتهم أثناء مثوله أمام هيئة المحكمة بمجلس قضاء العاصمة كل الأفعال المنسوبة إليه، مؤكدا عدم انخراطه في حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة، موضحا في السياق ذاته بأن شقيقه ''ب•رشيد'' هو من كان ينشط ولديه علاقة مع هذا الحزب•