جرت امس الأحد في جنوب إفريقيا مراسم دفن رئيسها الأسبق نيلسون مانديلا ليفتح فصل جديد في مسيرة البلاد نحو الحفاظ على ديمقراطية تقوم على تعدد الأعراق كان الزعيم الجنوب إفريقي أبرز دعائمها. وأقيمت مراسم جنازة مانديلا الرسمية بحضور حوالي 5 آلاف شخص من أقارب وأصدقاء وقادة أفارقة وغيرهم وذلك في مسقط رأسه بلدة "كونو" شرقي الكاب بعد أسبوع شهد مراسم وداعية شملت حفل تأبين يوم الثلاثاء الماضي حضره عدد كبير من قادة الدول في ما اعتبر "أكبر تجمع" لزعماء العالم في التاريخ المعاصر. ولف نعش الرئيس الراحل بالعلم الجنوب أفريقي وحمله جنود على عربة مدفع إلى مثواه الأخير. ومن أصل 5 آلاف ضيف في مراسم الجنازة دعي 450 شخص فقط للتوجه إلى مدافن العائلة بسبب ضيق المكان فيما شاهد الباقون المراسم عبر شاشة عملاقة وضعت خصيصا للمناسبة. وأطلقت المدفعية 21 طلقة فيما كان نعش مانديلا ينقل من منزله نحو موقع الجنازة. وقال نائب رئيس حزب المؤتمر الأفريقي الحاكم سيريل رامافوسا إن "الشخص الراقد هنا هو أعظم ابن لجنوب أفريقيا". وألقى الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما كلمة في مراسم الدفن أثنى فيها على الزعيم الراحل الفائز بجائزة نوبل للسلام وقال "بعد 95 سنة مجيدة كمناضل في سبيل الحرية بقي خادما متواضعا للشعب الجنوب أفريقي". وأضاف مخاطبا مانديلا "فيما انتهت مسيرتك باتجاه الحرية بالمعنى الجسدي إلا أن رحلتنا مستمرة.. علينا الإستمرار في بناء المجتمع الذي عملت بلا كلل من أجل بنائه.. علينا أن نحمل إرثك ونسير إلى الأمام". وكان مانديلا الحائز على جائزة نوبل للسلام توفي ليل 5 ديسمبر عن عمر ناهز 95 عاما بعد صراع طويل مع المرض. وقضى مانديلا 27 عاما في السجن بعد اتهامه بالتخريب والتخطيط لانقلاب على الحكومة في ظل الصراع لإنهاء قانون الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. وأفرج عنه في 1990 وأصبح أول رئيس أسود للبلاد في 1994 حين أطلق دعوة للتسامح والمصالحة.