يؤكد اللاعب الدولي الجزائري، ووسط ميدان وفاق سطيف، خالد لموشية في حوار لموقع " سي أن أن " أن قرار إبعاده من صفوف المنتخب الوطني، هو إجحاف في حقه، طالما أنه لعب كل اللقاءات التصفوية المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا وكأس العالم 2010، وفي الأخير يجد نفسه مبعدا بطريقة لم يقدر على تجرعها، خاصة وأن لا رئيس الاتحادية، محمد روراوة، ولا مدرب الخضر، رابح سعدان، اتصل به أو أوضح له سبب إبعاده. و عاد خريج مدرسة ليون الفرنسية للحديث عن سوء اشتباكه مع المدرب الوطني رابح سعدان خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة "سعدان لم يحسن الظن بي، بل وضع ثقته في لاعبين آخرين وتركني مهمشا، من دون أن يقدم لي توضيحات ، وهذا ما أثار حفيظتي، وفي لحظة غضب لم أدري ما الذي كنت أتلفظ به، وعلى كل حال أطلب اليوم أن يراجع سعدان و روراوة حساباتهما معي، وأنا أنتظر اتصالا واحد فقط لتعود المياه إلى مجاريها " و فيما يلي نص الحوار. -ما تعليقك على تصريحات روراوة رئيس الفاف، الذي أكد فيه بأن لموشية مبعد نهائيا من المنتخب الجزائري؟ في الحقيقة لم يتصل بي لا روراوة ولا المدرب الوطني، رابح سعدان، لأتحدث عن القضية، وكان يتعين عليهما على الأقل أن يتصلا بي أو ألتقيهم في اجتماع أدافع فيه عن نفسي وأشرح الأسباب التي جعلتني أفقد أعصابي قبل مباراة مالي الثانية التي أجريناها في أنغولا لحساب نهائيات كأس أمم أفريقيا. لكن لم يحدث أي شيء، لأطالع عبر وسائل الإعلام أنني مبعد نهائيا عن المنتخب. - وكيف استقبلت الخبر؟ بكل صراحة لحد الآن لم أستوعبه، لأنني لا أرى أنني ظلمت أحدا، أو أدرت ظهري للمنتخب، بل في نظري هُمشت ودُفعت إلى المغادرة، لسبب واضح وهو فسح المجال لالتحاق مدحي لحسن لا أكثر ولا أقل. - روراوة قال إنك تعديت الخطوط الحمراء، وخلقت بلبلة وسط المجموعة، لذا تم طردك؟ لم يطردني أحد، بل أنا من غادرت المعسكر، كوني لم أقدر على تحمل الوضعية التي كنت أشاهدها في المنتخب. ودعني هنا أوضح أمرا مهما، كيف لي أن أشتم المدرب أو أقلل من أدبي معه، إذا ما لم تكن هناك أمور تفقدك صوابك؟ أنا شخصيا لعبت تقريبا كل لقاءات الأدوار التصفوية المؤهلة إلى المونديال وكأس أمم أفريقيا، تعبت واجتهدت وحاربت من أجل فرض نفسي في المجموعة، إلى درجة ظرفت الدم في مصر، ولعبت لقاء العودة مع المنتخب المصري ورأسي معصوب، وحينما تأهلنا إلى المونديال جميع الناس هتفوا لي وشكروني على الشجاعة الكبيرة التي لعبت بها.. ولكن في نهائيات كأس أفريقيا أجد نفسي مبعدا عن التشكيلة من دون أي سبب، ولحظتها يقولون إنني خدعت المنتخب، وخلقت بلبلة وسط المجموعة.. ألا يتأثر اللاعب ويفقد تركيزه وصوابه؟ - وهل لديك مشكلة مع المدرب سعدان أو روراوة أو تصفية حسابات؟ لا لم يسبق لي وأن اشتكيت أو تحدثت عن أحد، ورغم أنني سمعت عن إبعادي من المنتخب، إلا أن علاقتي بالرئيس محمد روراوة، والمدرب رابح سعدان، تبقى تسودها الاحترام المتبادل، وأبقى دائما أشكرهما على ثقتهما بي. قلت إن جلب مدحي لحسن، وسط ميدان "راسينغ الإسباني "، هو من جعل سعدان و روراوة يتخذان قرار إبعادك، هل لديك دليل في ذلك؟ لا يمكنني الإجابة عن هذا السؤال، رغم أنني مقتنع من الأمر ومتأكد منه.. الكل يعرفه في المنتخب على أن عدد من اللاعبين الحاليين رفضوا في البداية التحاق مهدي لحسن بالمنتخب، لكن مع ضغط وسائل الإعلام، وإلحاح سعدان، وإصرار روراوة، لم يستطيعوا رفض التحاق لحسن من الصمود، واستسلموا في الأخير للأمر الواقع.. بالنسبة لي لا يوجد أي إشكال مع لحسن، بل أتمنى له كل التوفيق في المنتخب، وأتمنى له الاندماج السريع ويكون في أحسن مستوى، لأن اللاعب سيحمل ألوان بلدي الجزائر، وعليه أن يكون بقدر الثقة والمسؤولية الملقاة عليه، وأتمنى له ولكل المنتخب التوفيق في التحديات التي تنتظرهم. - هل لدا لموشية بصيص من الأمل للعودة إلى المنتخب قبل نهائيات كأس العالم؟ بطبيعة الحال أنا متفائل بالعودة، بل أملي كبير طالما أنني لم أتنكر في يوم لنداء الواجب الوطني، ولا للدفاع عن ألوان بلدي، ويبقى كما يقال كل شيء لمكتوب الله. - هل ما يزال لموشية يفكر في العودة إلى فرنسا بعد الذي حدث معك في المنتخب؟ لم يحدث أي شيء في المنتخب يستحق التهويل، بل سوء تفاهم جر المسؤولين لإبعادي عن الخضر، وهذا كل ما في الأمر. أما عن فكرة تغيير الأجواء نحو الاحتراف في فرنسا أو بلد عربي آخر، فأكون معك صريح، في مرحلة التحويلات الشتوية كانت لدي عروض كثيرة من أندية فرنسية تلعب في بطولة الدرجة الأولى، لكن كنت أفضل يومها مواصلة مهمتي مع فريقي وفاق سطيف، وبعد لعب كأس العالم سأفصل في وجهتي، لكن بعد الذي حصل سأبقى حتى نهاية الموسم لأرى ما سأفعله. - لو نتكلم عن فريقك وفاق سطيف، ما تعليقك على تأهلكم إلى الدور الثاني من منافسة رابطة أبطال أفريقيا على حساب "الشياطين السود" الكونغولي؟ تأهل في نظري مستحق، عرفنا كيف نقلل الأضرار في لقاء الذهاب، ونخرج بفارق هدف واحد، بعد أن أنهينا اللقاء بنتيجة 3-2. و لكن في لقاء العودة أثبتنا عن نيتنا في التأهل وسحقنا "الشياطين السود" بثنائية نظيفة أهلتنا للدور الثاني. - وكيف ترى مهمة الوفاق في مختلف التحديات التي تنتظركم، سواء البطولة، كأس الجزائر، رابطة أبطال أفريقيا؟ هي تحديات كبيرة وكثيرة، فلا تنسى أننا في بداية الموسم لعبنا نهائي كأس الإتحاد الإفريقي وخسرناها أمام الملعب المالي، وبعدها نشطنا نهائي كأس شمال أفريقيا، وفزنا بها على الترجي التونسي، لندخل منهكين للبطولة، وبعدد كبير من اللقاءات المتأخرة، لتضاف إلى هذا كأس الجمهورية، ونواصل المهمة برابطة أبطال أفريقيا. ولكن ورغم التحديات الكبيرة التي تنتظرنا إلا أننا متأكدون من شيء واحد، كثافة المنافسة، وكثرة الجبهات تعكس أمر واحد، فريق وفاق سطيف كبير واللعب معه يزيد من قوة أي لاعب. - وهل ستتداركون وضعيتهم في البطولة، مادامت سطيف في المركز الخامس؟ أكيد سوف نتدارك ذلك، لأننا نملك عدد كبير من اللقاءات المتخلفة في البطولة، فضلا على التعداد الذي نملكه والتماسك والانسجام الكبير الذي يعرف به فريقنا، وهذا ما يجعلني متفائل جدا بالعودة سريعا إلى الواجهة، ومنافسة مولودية الجزائر على لقب البطولة. بل شخصيا أعتبر أن البطولة لن تفلت منا مثل ما حدث لنا العام الماضي، بل سنجلب البطولة ونلعب على كل الجبهات برغبة شديدة وحرارة عالية، نثبت كما قلت في السابق إن سطيف لديها سمعة كبيرة فاقت حدود الجزائر، خاصة لما نعرف عنه كفريق حاز على لقب دوري أبطال العرب مرتين متتاليتين.