بدأت مجموعات مسلحة موالية للحكومة الليبية، على رأسها كتيبة تينيري، عملية بحث وتمشيط، منذ مساء يوم الأربعاء الماضي، بمساعدة من خبراء في تقفي الأثر، بحثا عن إيطاليين وكندي تم اختطافهم من قبل مجموعة مسلحة مجهولة الهوية في منطقة غات، جنوب غربي ليبيا. قال مصدر أمني جزائري إن عمليات البحث تتم على مستوى أربع مناطق جبلية وعرة تقع شمال شرقي وشرق وجنوب شرقي مدينة غات، بحثا عن أي دليل قد يقود لمعرفة مصير الإيطاليين المختطفين جنوب غربي ليبيا. وتسابق أجهزة أمن دول مختلفة الزمن منذ يوم الأربعاء الماضي لمعرفة مصير ثلاثة رهائن، إيطاليان وكندي، اختطفوا قبل ثلاثة أيام في مدينة غات جنوب غربي ليبيا، الأجهزة الأمنية تعمل على منع وقوع الرهائن في قبضة تنظيم داعش، في ليبيا أو في شمال مالي، الأجهزة الأمنية الجزائرية وجدت نفسها في قلب الحدث لعدة أسباب أهمها القرب الجغرافي لمكان الحادثة مع الحدود الجزائرية، فالموقع الذي تم فيه الاختطاف لا تفصله عن مدينة جانت الجزائرية سوى أقل من 100 كلم، والمخاوف من فرار الخاطفين إلى الصحراء الجزائرية، بالإضافة للنفوذ الكبير الذي باتت الجزائر تتمتع به في الجنوب الغربي لليبيا بسبب المساعدات الإغاثية والغذائية التي تمنحها الجزائر دوريا لسكان جنوب غرب ليبيا، والتسهيلات التي تقدمها لهم في مجال التنقل من أجل العلاج. وكشف المصدر الأمني الجزائري أن وسيطا جزائريا يقود في الوقت الحالي عملية اتصالات معقدة عبر وجهاء من قبيلة إيدنان التارڤية الليبية، من أجل التواصل مباشرة مع المجموعة الخاطفة التي يعتقد أنها بصدد بيع الرهائن لجماعة إرهابية، وقال مصدرنا إن مسؤولا أمنيا إيطالي رفيعا، وصل يوم الأربعاء إلى الجزائر من أجل بحث دخول الجزائر على خط التفاوض من أجل الإفراج عن الرهائن الإيطاليين، وقد التقى المبعوث الأمني الإيطالي بمسؤولين أمنيين جزائريين في العاصمة يومي الأربعاء والخميس، المسؤول الإيطالي تنقل إلى الجزائر، كما تقول مصادرنا، من أجل بحث مستجدات الاتصالات الجارية من أجل الإفراج عن الرهائن الثلاثة الإيطاليين والكندي، حيث يعمل حاليا وسيط جزائري على استغلال أي علاقات محتملة مع قيادة كتيبة تينيري، وهي مجموعة مسلحة موالية للجيش الليبي، تتكون من مقاتلين توارڤ تسيطر على بعض المواقع على الحدود البرية الجزائرية الليبية، بالإضافة إلى وجهاء من قبائل العرب والتوارڤ والتبو في الجنوب الغربي لليبيا، وفي منطقتي غات وغدامس، هدف الاتصالات حسب المصدر، هو: أولا معرفة مصير الرهائن وإن كانوا ما يزالون بيد جماعة مسلحة إجرامية ولم ينقلوا بعد إلى شمال مالي، وثانيا: منع بيع الرهائن للقاعدة أو داعش في حالة عدم وجود مخطط مسبق للاختطاف، وثالثا: الحصول على مساعدة ميليشيا محلية لمنع وصول المختطفين إلى شمال مالي. ومن خلال خبرة الأجهزة الأمنية الجزائرية في مجال عمليات الاختطاف، فإن انقضاء 72 ساعة بعد اختفاء المختطفين يعني بالضرورة أنهم في يد جماعة متشددة، أغلب المؤشرات تشير إلى أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب يكون وراء العملية، من خلال حلفائه في جماعة "المرابطون" التي يقودها بلمختار، إلا أن بعض المصادر لا تستبعد تورط جماعة أبو الوليد الصحراوي الموجودة في شمال مالي والمنشقة عن "المرابطون" والتي بايعت داعش قبل عام ونصف.