باشرت قوات الأمن المشتركة ببلدية جانت في ولاية إليزي، منذ صبيحة أول أمس، عملية تمشيط واسعة النطاق، بصحراء المنطقة بحثا عن السائحة الإيطالية، التي تم اختطافها من قبل مجموعة إرهابية منذ يوم الأربعاء الفارط. اعترفت الخارجية الإيطالية، أمس، باختطاف الرعية الإيطالية ودعت السلطات الجزائرية إلى عدم الإقدام على أي خطوة قد تعرض حياتها للخطر. وحسب مصادر مطلعة، فإن عمليات التمشيط جاءت مباشرة بعد حصول الأجهزة الأمنية على معلومات، مفادها أن مجموعة إرهابية مسلحة يصل عدد عناصرها إلى 14 شخصا، بعضهم ملثم وبعضهم ملتح، يمتطون سيارتين رباعيتي الدفع من نوع ''تيوتا ستايشن''، ومدججين بالأسلحة الرشاشة، اختطفوا سائحة من جنسية إيطالية تبلغ من العمر 56 سنة بمنطقة أليدينا الواقعة ب130 كلم جنوب مدينة جانت في الحدود مع النيجر، واقتادوها نحو وجهة مجهولة، قبل أن يتم إطلاق سراح مرافقيها، وهما مرشد وسائق يعملان مع الوكالة السياحية ''تينيري''، ويقطنون بمدينة جانت بعد ساعات من تنفيذ عملية الاختطاف. وشارك في عملية التمشيط الواسعة التي باشرتها قوات الأمن المشتركة 3 مروحيات عسكرية إضافة إلى أكثر من 100 عسكري تم إنزالهم في جبال المنطقة، بإتجاه ولاية تمنراست وفي الحدود مع دولتي مالي والنيجر وكذا الجماهيرية الليبية بغرض تقفي أثر المختطفين. وأكد شهود عيان من منطقة تين طرابين في الحدود بين الجزائر والنيجر بأن عسكريين جزائريين ونيجريين شوهدوا، مساء الخميس الماضي، في أحد المواقع قرب الحدود في دورية مشتركة تضم قوات خاصة جزائرية ورجالا من قبائل التوارف يرجح بأنهم أدلاء. وتعد الحادثة الأولى من نوعها منذ سنة 2003، بحيث شهدت المنطقة عملية اختطاف ما بين شهر فيفري ومنتصف شهر مارس، استهدفت 32 سائحا أوروبيا من طرف تنظيم عماري صايفي المدعو عبد الرزاق ''البارا''، نائب أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال قبل أن تتحول، بعد ثلاث سنوات عن ذلك، إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وفتحت مصالح أمن متخصصة، تنقلت من العاصمة، تحقيقا في سبب تسرب المعلومات المتعلقة بمسار الرحلة السياحية للرهينة الإيطالية المختطفة، واحتمال تسبب تقصير أمني في الحادثة. وكشف مصدر قريب من التحقيق بأن عملية الخطف تمت في موقع صحراوي يقع بين منطقة بحيرة إيهرير السياحية وعرق دادر القريب من الحدود مع النيجر. وتشير الدلائل التي خلفها الخاطفون إلى أنهم أخفوا سياراتهم عدة أيام في أحد المرتفعات في موقع قريب من جبل سركوت في انتظار فوج سياحي لكنهم فشلوا في ذلك، بعد إلغاء زيارة وفد سياحي لجبل سركوت قبل 10 أيام. وكانت مصالح الأمن والجيش تراقب منذ عدة أشهر مناطق وادي ''تافسسات'' الذي يخترق الحدود بين الجزائر والنيجر في ممرات شديدة الوعورة، وتوقعت حدوث عملية تسلل عبر هذا الوادي إلى معاقل تنظيم القاعدة في شمال مالي والنيجر.