كشفت مصادر أمنية أن وحدة الطوارئ بوزارة الخارجية تعيش منذ اختطاف الرعية الإيطالية حالة استنفار قصوى من أجل متابعة كل حيثيات القضية، حيث نصبت خلية أزمة على مستوى الوزارة من أجل التواصل مع السلطات في إيطاليا عن طريق سفارتها في الجزائر حسب ما كشف عنه مسؤول مطلع من روما في تصريحات لوسائل إعلام إيطالية. وأضافت نفس المصادر أن سفارة روما في اتصال مستمر ووثيق مع وزارة الخارجية، إضافة إلى مصالح الأمن الجزائرية التي سخرت كل إمكانياتها للسفارة الإيطالية من أجل متابعة القضية، خاصة وأن وحدات من الأمن الوطني كنت قد جندت عناصرها في ولايات الجنوب مدعومة بقوات من الجيش الوطني الشعبي من أجل تعقب الخاطفين في عمق الصحراء. في هذه الأثناء كان مدير وكالة السياحة التي أشرفت على سفر السائحة الإيطالية المختطفة منذ الأربعاء الماضي في الجزائر، قد صرح أن الخاطفين كانوا يتحدثون العربية بلهجة موريتانية. وقال أحمد خيراني مدير وكالة تينيري السياحية إن المرشد السياحي الذي كان يرافق الإيطالية في جانت هو الذي أخبره بعملية الاختطاف صباح الخميس. وتابع خيراني إن الخاطفين ''صادروا أوراق وهواتف المرشد والحارس وراع (كان معهم) وأجبروا الجميع بمن فيه الإيطالية على الصعود إلى السيارة واتجهوا بهم نحو الحدود الجزائرية النيجيرية''. وقال مسؤول قبلي محلي في اتصال مع وكالة الأنباء الفرنسية ''إن كل الطوارق الذين ينحدرون من النيجر ومالي وموريتانيا يتحدثون اللغة العربية بلهجة موريتانية بخلاف الطوارق الجزائريين''. وأضاف خيراني أن ''التحقيق مع المرشد السياحي ما زال جاريا''. وأضاف أن المنطقة آمنة ''لم يسبق وأن شهدت أي حادث اختطاف من قبل''. واستنفرت قوات الجيش الشعبي الوطني مدعومة بمصالح الأمن قواتها مباشرة بعد حادثة الاختطاف بعد معلومات تفيد باختطاف سائحة إيطالية بولاية إليزي تحديدا بجانت، وتقوم مصالح الأمن والجيش الوطني الشعبي بعملية بحث عبر سائر منطقة الطاسيلي. وتذكر مصادر أمنية أن الجماعات الإرهابية لن تكتفي باختطاف الرعية بينما ستعمل على نقلها إلى عمق الصحراء، مرتع الجماعات الإرهابية، ويعتقد المحللون أن الساعات القادمة القليلة ستكون كافية لمعرفة الجماعة التي اختطفت الرعية من خلال تبني جهة ما عملية الخطف. ولغاية الساعة لم تتبن قاعدة المغرب اختطاف الرهينة في وقت يطرح فيه المتتبعون تساؤلات تصب في خانة سبب تأخر الجماعات الإرهابية إعلان مسؤوليتها عن هذا الاختطاف.