نظمت الفيدرالية الوطنية للصحافيين الجزائريين يةم الخميس 06 أوت بدار الشعب بالجزائر العاصمة، ندوة خاصة بالقطاع و هذا بحضور عشرات الصحافيين يمثلون مختلف المؤسسات الإعلامية والفروع النقابية للفيدرالية إلى جانب مختصين و أساتذة جامعيين، فكرة الندوة جاءت بالأساس لوضع برنامج التربصات والدورات التدريبية الذي باشرت الفيدرالية إعداده مع جملة من الشركاء الوطنيين والأجانب منهم مؤسسات جامعية ومراكز تكوين متخصصة ومنظمات مهنية إعلامية دولية وأيضا مؤسسات إعلامية وطنية وهيئات حكومية وخاصة أخرى. و بدأت الندوة بتقديم قراءة في نتائج الاستبيان الذي أجرته الفيدرالية الوطنية للصحافيين الجزائريين في أوساط الصحافيين الجزائريين ومس عينة من 122 صحافي موزعين على مختلف المؤسسات الوطنية، الورقة أشرف على إعدادها وتقديمها عضو المكتب الوطني للفيدرالية الزميل نور الدين هادف، وهو أيضا جامعي متخصص في علوم الإعلام والاتصال. وأظهرت نتائج الاستبيان أن ما يقرب من نصف الصحافيين المستجوبين (45 بالمائة) لم يستفيدوا من قبل من أي شكل من أشكال التكوين ذات العلاقة بعلوم الاعلام والاتصال، بالرغم من أن أزيد من 94 بالمائة يحملون شهادة جامعية من درجة ليسانس فما فوق. و أفادت الدراسة بأن نحو 91 بالمائة من أفراد العينة يرون بأن التكوين الذي تلقوه في الجامعة هو غير كاف لمزاولة مهنة الصحافة ، و رأى 80 بالمائة من أفراد هذه الفئة أن الحل يكمن في تأسيس مدرسة متخصصة لتكوين الصحفيين بعد التخرج. كما فضلت أغلبية كبيرة أيضا تلقي البرامج التكوينية المقررة عبر دورات وتربصات بيداعوجية مباشرة، فيما رأت البقية أنها تريد تلقيها عن بعد عبر المراسلة الإلكترونية، واختار المستجوبون اللغات الأجنبية على رأس أولويات التكوين بعدها بفارق ضئيل تطبيقات الإعلام الآلي والانترنيت ثم فنيات التحرير، لكن الملفت أن 88.52 بالمائة من الصحفيين المستجوبين قالوا بأنهم لم يجدوا تسهيلات من طرف مسؤوليهم في العمل لتمكينهم من حضور الدورات التكوينية التي أتيحت لهم فرصة الاستفادة منها المختصون و الصحافيون و جها لوجه. و في مداخلته حول العلاقة ما بين برامج التكوين التي تطرحها معاهد الإعلام والاتصال الجامعية والحاجات الفعلية للممارسة الصحافية، قال الأستاذ الدكتور محمد لعقاب من معهد الإعلام بجامعة الجزائر أنه من الضروري وضع شروط ومسابقة لدخول معهد الإعلام، ودعا إلى التحقق من امتلاك المترشحين لدخول المعهد الملكات الفكرية واللغوية والاتصالية اللازمة لهضم التكوين المطلوب ثم لممارسة المهنة فيما بعد، لكنه اعتبر من الخطأ تحميل المعهد فوق طاقته في مجال تكوين الصحافيين، ملحا على أن الدور الأكبر يجب أن تلعبه المؤسسات الإعلامية والمنظمات المهنية نفسها بالشراكة مع مؤسسات ومراكز التكوين الأخرى، وانتقد لعقاب لجوء الصحافيين إلى الاقتباس "المفرط" من مصادر على شبكة الأنترنت بشكل "قتل روح الإبداع الفكري". في حين قال الإعلامي كمال منصاري في مداخلته أن غياب أطر تنظيمية وقنوات واضحة في السابق فوت على الصحافيين والمؤسسات الإعلامية في الجزائر فرصا تدريب هامة مع شركاء ومؤسسات دولية. وعرج منصاري الذي يسجل حضوره باستمرار في ملتقيات ومؤتمرات دولية وإقليمية حول ذات الموضوع، على تجربة بعض مؤسسات التدريب الإعلامي الأمريكية المختصة التي أشرفت على برنامج تدريب لصالح الصحفيين في عدد من العناوين الوطنية في السنوات الثلاث الماضية، وقال أنهم كانوا يركزون على تنظيم قاعات التحرير "التي يرون أنها تعيش كثيرا من الفوضى." واختتمت الندوة بتحديد خمس مجالات رئيسية تشكل أولوية ضمن المواضيع التي سيتضمنها برنامج التربصات والدورات التدريبية الذي باشرت الفيدرالية إعداده مع جملة من الشركاء الوطنيين والأجانب، منهم مؤسسات جامعية ومراكز متخصصة ومنظمات مهنية إعلامية، وتتمثل الأولويات الخمي في اللغات الأجنبية، فنيات التحرير والأجناس الصحفية، تطبيقات الإعلام الآلي والانترنت، الصحافة المتخصصة وأخيرا التشريع القانوني الخاص بالممارسة الصحفية، كما توجت الندوة بإعلان الفيدرالية عن إطلاق عملية لتوزيع 1000 نسخة مجانية لأول منشوراتها في مجال التدريب "دليل الصحفي للبحث المحترف على الانترنت" على كل قاعات التحرير عبر المؤسسات الإعلامية الوطنية، وهو دليل من 120 صفحة باللغتين العربية والفرنسية أشرفت أمانة التكوين في الفيدرالية بمساعدة مختصين في المعلوماتية على إعداد وصياغة مادته، وهي جملة من الرموز والعلامات والكلمات والجمل المفتاحية تساعد الصحافي على إنجاز بحث مثمر على الأنترنت مع توفير الكثير من الجهد والوقت المطلوب لذلك،الطبعة الأولى من لدليل والتي تحصي ألف نسخة. في غضون ذلك وجه الأمين العام للفيدرالية الدولية للصحافيين، أيدن وايت، رسالة إلى الأمين العام لفيدرالية الصحافيين الجزائريين، عبد النور بوخمخم، يهنئ أولا فيها الصحافيين الجزائريين على مبلاد فيدراليتهم و "نجاح مؤتمرها التأسيسي" كما جاء في الرسالة التي أشادت بموضوع الندوة وبرنامج عملها الذي وصفه الأمين العام للفيدرالية الدولية للصحافيين بأنه "طموح" وأضاف أنه كان يتمنى أن يكون حاضرا في الأشغال لولا أن ارتباطاته المقررة سلفا حالت دون ذلك، لكنه يضرب موعدا وفرصة أخرى للحضور بين الصحافيين الجزائريين في نشاط آخر.