أبدت باريس مخاوفها من انتقال حقيقي للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التي تتخذ من الصحراء الحدودية للجزائر مرتعا لعناصرها ، حيث أكد رئيس دائرة مكافحة الإرهاب الفرنسية برنار سكارسيني أن خطر وقوع اعتداء على الأراضي الفرنسية "لم يكن أبدا كبيرا كما هو اليوم". وقدم المسؤول الفرنسي لصحيفة " لوجورنال دو ديمانش" أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، تشكل قلقا رئيسيا لفرنسا ن وقد أثارت تصريحات سكاريسني ، رعبا وهلعا في الأوساط الفرنسية التي بدأت ترى بأن الإرهاب على أبواب البلد ، بينما أشار المتحدث أن "نواجه اليوم مستوى الخطر نفسه الذي واجهناه في العام 1995" الذي شهد موجة اعتداءات في فرنسا. وأضاف "نظرا الى الإشارات التي ينقلها إلينا شركاؤنا الأجانب فضلا عن مراقباتنا الذاتية، ثمة أسباب موضوعية لان نشعر بالقلق. الخطر لم يكن أبدا كبيرا كما هو اليوم". ويعي الفرنسيون أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي سعا منذ نشأته، إلى جعل الصحراء قاعدة أساسية لنشاطه، وأن مساعيه بفرض أجندة الأمن على تلك المنطقة تكاد تنجح، فلا حديث اليوم في شمال إفريقيا سوى عن مخاطر هذا التنظيم الذي تمكن من حشر حكومات غربية في مربع "التفاوض" سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على غرار ما حدث مع حكومتي اسبانياوفرنسا مؤخرا، من خلال قبولهما بدفع الفديات نظير إطلاق سراح مواطنهما المحتجزين لدى القاعدة التي يقودها بالصحراء أبو زيد ، ويرى سكارسيني أن "التهديد الإرهابي في فرنسا ، يكتسي ثلاثة أوجه، هي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التي ترسل مجموعة لتنفيذ اعتداءات في فرنسا، والجهاديون، وهم هؤلاء الفرنسيون الذين يذهبون الى أفغانستان أو الى اليمن وغدا الى الصومال والذين يعودن سرا مدربين على القتال لمتابعة معركتهم على الأراضي الفرنسية".