أكدت الأمينة العامة لحزب العمال،لويزة حنون نهار اليوم السبت بالجزائر أن الندوة الدولية ضد الحرب و الاستغلال تأتي في ظرف عادت فيه الجزائر إلى كنف السلم المدني و ذلك بفضل مقاومة وطنية على كل الاصعدة. و ركزت حنون،لدى افتتاح الدورة الثامنة للندوة العالمية ضد الحرب و الاستغلال المنظمة بالجزائر من قبل الوفاق الدولي للعمال و الشعوب على السياق الوطني الذي تنظم فيه الندوة مشيرة،إلى أن"الجزائر قد عادت إلى كنف السلم المدني بفضل مقاومة وطنية على جميع الاصعدة حيث لعب الاتحاد العام للعمال الجزائريين خلالها دورا محوريا للحفاظ على وحدة العمال". و ذكرت في هذا الإطار،أن الجزائر كانت من بين الدول التي كانت تحت تهديد أزمة خطيرة بعد حرب الخليج الأولى مضيفة أنها"استطاعت العودة إلى بر الأمان بعدما دفعت ثمنا باهظا يتمثل في عشرات الآلاف من القتلى و أكثر من 20 مليار دولار من الخسائر المادية". كما أشارت حنون،إلى التعديل الهيكلي الذي فرض على الجزائر خلال العشرية السوداء من قبل صندوق النقد الدولي و هو التعديل الذي ترجم -كما قالت- إلى إجراءات "مدمرة"على العمال و الشباب.و تابعت تقول أن من النتائج كذلك غلق 500 مؤسسة اقتصادية عمومية و هي ضريبة كبيرة-كما أبرزت- دفعها ضحايا الإرهاب و الحروب التي فرضتها الرأسمالية العالمية. و أوضحت حنون،أن تصحيحات في مسيرة التوجه الاقتصادي للبلاد قد طبقت منذ سنة 2009 مشيرة إلى الإجراءات الجديدة حول الاستثمار الأجنبي و الإجراءات الردعية فيما يخص تحويل العملة الصعبة إلى الخارج و دعم الفلاحة و الصيد البحري و الأولوية التي أعطيت لإعادة فتح 200 مؤسسة عمومية في إطار برنامج واسع للتنمية. لابد من إجراء قطيعة مع اتفاق الشراكة بين الجزائر و الاتحاد الأوروبي.كما دعت إلى إجراء قطيعة مع اتفاق الشراكة المبرم بين الجزائر و الاتحاد الأوروبي معتبرة أن مطالب السلطات الجزائرية لمراجعته "مشروعة".و تابعت تقول،أن"نجاح مشروع إعادة البناء الوطني يتوقف على العمال المدعوين إلى السعي من اجل تجسيده".و في معرض تطرقها للازمة الاقتصادية العالمية أكدت على الأطروحة التي تقول بان هذه الأزمات هي نتاج لطبيعة النظام الرأسمالي مضيفة بان هذه الحروب التي تهدد بلدانا بالتفكك و الدمار"مفروضة من الرأسمالية". كما أشارت في هذا الإطار و بشكل خاص إلى الوضعية السائدة في بلدان الساحل الإفريقي مبرزة أن الثروات الطبيعية مثل اليورانيوم و النفط و الذهب هي الدافع وراء أطماع القوى العالمية التي تريد فرض نفسها من خلال الإرهاب. و تابعت قولها،أن"القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تعد الشجرة التي تغطي الغابة".في هذا الصدد ذكرت،بعديد بؤر الأزمات على غرار السودان و أفغانستان و باكستان و شبح الحرب المخيم على شبه الجزيرة الكورية و فلسطين و الفقر الذي ينخر بلدان الجنوب موضحة بان"هذه الأزمات أصبحت تضرب بلدانا رأسمالية متطورة"حيث تم اتخاذ إجراءات لحماية الرأسمال على حساب مصالح العمال و الشباب. و خلصت حنون،في الأخير إلى القول بان مسالة الكفاح من اجل استقلالية الحركة العمالية من المواضيع المحورية التي سيتم مناقشتها خلال ندوة الجزائر.