اعتبر الخبير الاقتصادي الدولي أرسلان شيخاوي أن أسعار النفط ستدخل مرحلة عدم استقرار هيكلي، وتساهم في تسجيل مستويات عالية خلال المرحلة القادمة. وأوضح الخبير في تصريح ل''الخبر'' أن المنطقة العربية إجمالا ستعرف وضع أزمة هيكلية، مما سيؤثر حتما على اسعار النفط بدرجة كبيرة، خاصة وأن عدم الاستقرار يدرج ضمن المؤشرات الهامة لهيئات التنقيط والتصنيف الائتماني مثل ''فينتش'' وموديز'' وستاندرز أند بورز'' التي بدأت تعيد حساباتها بالنظر إلى المعطيات الجديدة عن ارتفاع تكاليف التأمين وإعادة التأمين والنظر في عدد من المؤشرات الخاصة بمخاطر الدول من قبل هيئات الضمان، وكل ذلك يصب في إعطاء انطباع بعدم الاستقرار ويؤثر بالتالي على أسعار النفط والمواد الأساسية. ولاحظ الخبير أن منتدى دافوس الذي يجمع صناع القرار الاقتصاديين تحاشى التحدث مباشرة على الأحداث التي تعرفها المنطقة، إلا أن هنالك وعي بأن الأزمة أضحت هيكلية. في نفس السياق، توقع الخبير أن تكون مستويات الأسعار هذه السنة متقلبة لكنها ستظل في حدود 90 دولارا للبرميل، خاصة وأن العديد من المؤشرات تفيد بأن الطلب العالمي سيعرف زيادة أفضل من تلك المسجلة العام الماضي، مضيفا بأن العام الماضي كرس واقعا جديدا لأسعار الطاقة عموما وأسعار البترول بالخصوص، حيث سندخل قريبا عهد السعر المرتفع للطاقة. وقد بدأت توقعات الوكالة الدولية للطاقة وميريل لينش وهيئات متخصصة تميل الى سيناريو الارتفاع بدليل أن التسليمات الآجلة جلها هذه السنة وسنة 2012 فوق 90 دولارا للبرميل، مع احتمال وجود تقلبات وفوارق في الأسعار، لكن برميل النفط سيظل عاليا. برنت بحر الشمال يقترب من سقف 100 دولار للبرميل أسعار النفط تلتهب على وقع الاحتجاجات العربية اقترب سعر برميل النفط أمس من سقف 100 دولار للبرميل في بورصة لندن بالنسبة لبرنت بحر الشمال، متأثرا من الشكوك السائدة في منطقة الشرق الأوسط، على خلفية الاحتجاجات الشعبية في مصر وتونس واليمن والأردن، ولكن أيضا معطيات خاصة بنمو الاقتصاد الأمريكي. ويتوقع الخبراء أن يصل خلال الأيام القليلة المقبلة سعر البرميل إلى 100 دولار لأول مرة مند ثلاثة سنوات، بالنظر إلى الضغوط الكبيرة المسجلة على عدد من المستويات من بينها الاضطرابات المتواصلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تعد من بين أهم المناطق المنتجة والتي تحوز أكبر مخزون استراتيجي للنفط والغاز فضلا عن كونها أهم ممر حيوي لتجارة المحروقات. وقد تجاوز أمس سعر النفط 99 دولارا للبرميل، بالنسبة لبرنت بحر الشمال تحت تأثير عودة النمو للاقتصاد الأمريكي والاضطرابات التي تعرفها العديد من الدول العربية، في وقت بدأت المجموعات الدولية مثل بريتيش بتروليوم وشال يعتبران عن قلقهما حيال الزيادة المتسارعة لأسعار النفط. من جانب آخر أعلن عبد الله البدري الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط ''أوبك'' أن السعودية التي تعد أكبر منتج للنفط في المنظمة لم ترفع إنتاجها، مضيفًا أن أوبك لن تزيد الإنتاج إلا إذا سجلت اختلالا بين العرض والطلب في السوق. واعتبر البدري أن سعر برنت يرتفع ليس بسبب نقص في العرض، لكن بسبب مساكل فنية، مؤكدا على عدم وجود نقص مادي في السوق. وعندما ترى أوبك اختلالاً في السوق فإنها ستتحرك لموازنة السوق، ويأتي رد فعل الرياض بعد تقرير للوكالة الدولية للطاقة التي أكدت رفع العربية السعودية لإنتاجها لتهدئة السوق، فيما توقعت منظمة ''أوبك'' زيادة الطلب العالمي ب2,1 مليون برميل يوميا في .2011 ويتوقع أن تعرف أسعار النفط مستويات عالية على خلفية العوامل التي تدفع الأسعار إلى أعلى بما في ذلك تقلبات الأحوال الجوية في العديد من البلدان الغربية، رغم مؤشرات تحسن المخزون الأمريكي الذي ساهم في انكماش الأسعار نسبيا في 27 جانفي مثلا. لكن الأسعار عادة مجددا للزيادة بصورة معتبرة في اليوم الموالي.