تعرف حركة القطارات منذ يوم الأحد شللا تاما بسبب الإضراب الذي يشنه السائقون مع عدم توفر الحد الأدنى من الخدمة، ما تسبب في أزمة نقل كبيرة عطلت لحاق آلاف العمال بأماكن عملهم إلى جانب تزامنها مع فترة الامتحانات الجامعية. وتشهد محطات الحافلات منذ يوم أمس أولى أيام الإضراب ازدحاما كبيرا للمسافرين خاصة خلال أوقات الذروة، ويتسبب ذلك في تعطل الوصول الكثير من العمال إلى أماكن عملهم، وما يزيد الطين بلة هو تزامن هذا الإضراب مع فترة الامتحانات الجامعية حيث يفضل أغلب الطلبة القطار لأنه أسرع من وسائل النقل الأخرى. وعبر الكثير من زبائن مؤسسة السكك الحديدية عن استيائهم من هذا الإضراب المفاجئ في غياب الحد الأدنى من الخدمة، متسائلين عن سببه خاصة وأنه تكرر كثيرا خلال الأشهر الأخيرة .
بولمية: الإضراب سيتواصل ولم نطلب سوى منحة التقنية
وللإجابة عن أسئلة المسافرين، توجه "موقع الإذاعة الجزائرية" إلى المعنيين المباشرين بالأمر فكان لنا حديث مع بولمية هارون، المكلف بالإعلام للفرع بمؤسسة السكك الحديدية الذي قال أن هذا الإضراب جاء عفويا من قبل سائقي القطارات، نتيجة حرمانهم من منحة التقنية التي قال أن السائقين هم أولى بها من كافة السككيين نظرا لأن أحد شروط انتقاء السائقين هو الكفاءة التقنية. وأكد بولمية أن هذا الإضراب سيستمر إلى غاية تلبية مطالب سائقي القطارات، نافيا أن يكونوا طلبوا التصنيفات أو سلم الرواتب، بل منحة التقنية التي قال أن أول المعني بها يحرم منها وهو السائق، وأضاف نه العودة إلى الإضراب جاءت نتيجة الظروف المهنية السيئة التي يعيشوها السائقون حين تأدية عملهم. كما توجهنا إلى مديرية النقل بالسكك الحديدية للاستفسار عن مطالب سائقي القطارات، فكان لنا حديث مع نور الدين دخلي مدير الموارد البشرية، الذي أوضح أن هذا الإضراب لم يكن منتظرا خاصة وأنه جاء بعد المفاوضات التي أجريت مع الفدرالية الوطنية للسكاكين والتي أسفرت عن توقيع بروتوكول اتفاق تم اتخاذ كل مطالب العمال بعين الاعتبار، مع الاتفاق على إعادة الاجتماع بعد سنة. وأضاف أن المطالب التي رفعت خلال هذا الإضراب كان مفاجئة نظرا لذلك الاتفاق، وحدد هذه المطالب بنوعين مطالب تتعلق برفع الرواتب ومطالب تتعلق بمنحة التقنية، التي قال أنها كانت موجهة لعمال الصيانة وهي العملية التي ليس للسائقين تدخل مباشر فيها. وأوضح دخلي انه سيتم عقد لقاء مع المعنيين لإيجاد حل ملائم وعودة حركة القطارات التي تسببت في عرقلة تنقل الآلاف من العمال والطلبة خاصة وان هذا الإضراب تزامن مع فترة الامتحانات الجامعية وامتحان شهادة التعليم الابتدائي، وقدم اعتذارا لكل زبائن مؤسسة السكك الحديدية عن هذا الإضراب. أما فيما يتعلق بالحماية ضد الحوادث التي يتعرض لها السائقون خلال تأدية عملهم، قال دخلي أن هناك قانون يحمي السككيين، مؤكدا وقوف مؤسسة السكك الحديدية إلى جانب هؤلاء السائقين عند وقوفهم أمام المحكمة.