فرضت التطورات الأخيرة على الساحة العربية نفسها بشكل ملفت أمس الثلاثاء في أشغال الجمعية العامة ال20 لرابطة وكالات الأنباء المتوسطية التي جرت بطنجة بالمغرب. و شارك في هذا المؤتمر، الذي تسلمت خلاله وكالة المغرب العربي للأنباء رئاسة رابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط برسم 2011-2012، ممثلو 22 وكالة أنباء وهيئة إعلامية لمناقشة مجموعة من النقاط المتعلقة بتعزيز التعاون بين الوكالات الأعضاء في الرابطة. و أشار المدير العام الجديد لوكالة المغرب العربي للأنباء خليل الهاشمي الإدريسي إلى أن هذا اللقاء يجري في ظرف دولي استثنائي يتميز بمختلف التغييرات التي تعرفها المنطقة على المستويات السياسية و الاقتصادية والاجتماعية والإعلامية، وشدد في المقام ذاته على "أهمية المسؤولية المهنية التي يجب أن تتحلى بها وكالات الأنباء، كأداة أساسية للمتابعة و نقل الوقائع وتطورات الأوضاع ...بالموضوعية والشفافية المهنية المطلوبتين". و تابع يقول أن وسائل الإعلام في الفضاء المتوسطي مدعوة إلى "التفكير في أفضل السبل من أجل التحكم في تدفق المعلومات، التي غالبا ما تكون غير موضوعية، و التي تبثها بعض الوسائل الإعلامية، التي تستفيد من التسهيلات التي توفرها التكنولوجيا الجديدة، وتحاول بالتالي المساس بصدقية المعلومات التي تقدمها وكالاتنا". أما وزير الاتصال المغربي خالد الناصري فقال أن هذه الدورة "تكتسي أهمية خاصة على ضوء ما تعرفه بلدان المنطقة من حركية سياسية واجتماعية ترمي في العمق إلى تكريس الممارسة الديمقراطية ، وتحقيق التنمية المستدامة لفائدة مجتمعاتها". من جهته ممثل وكالة الأنباء الفرنسية "واف" جون بيار غالوا فقد أعلن عن تنظيم وكالته في نهاية سنة 2011 ملتقى حول "وسائل الإعلام والربيع العربي". فيما اقترح رئيس وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا" الذي تحتضن بلاده الجمعية العامة ال 21 لرابطة وكالات الأنباء المتوسطية، استئناف المحادثات حول دور الإعلام والحركات الاجتماعية في المنطقة. و فيما تميزت أشغال الجمعية العامة بالتطرق إلى أهمية التكوين في مدارج ممارسة المهنة قدمت وكالة المغرب العربي للأنباء وثيقة عمل حول مخطط تكوين خاص برابطة وكالات الأنباء المتوسطية، و أقترحت من خلاله إنشاء خلية أو لجنة مكلفة بهذه المسالة وإنشاء صندوق مخصص للتكوين بمساهمة وكالات الأنباء. و إذاك قرر المشاركون بأن يعرض على اجتماع لجنة المتابعة دراسة هذا المخطط، الذي يتضمن أيضا اتفاقيات شراكة بين رابطة وكالات الأنباء المتوسطية، و مؤسسات وهيئات دولية، فضلا عن دراسة إنشاء مركز للتكوين والتربصات على مستوى الرابطة. من جانب آخر تم خلال هذه الأشغال القيام بعرض الموقع الإلكتروني الجديد لرابطة وكالات الأنباء المتوسطية، كما تم تسليم الجوائز للفائزين في مسابقة أفضل مقال صحفي و أحسن صورة فوتوغرافية. للإشارة فإن احتضان المغرب جاء إثر موافقة مسؤولين وكالات الأنباء المتوسطية، المجتمعين بالجزائر بتاريخ 26/ 06 / 2009 ، في إطار الجمعية العامة ال18 للرابطة، بالإجماع ، بناء على طلب تقدمت به وكالة المغرب العربي للأبناء لاحتضان المغرب للجمعية العامة لرابطة وكالات الأنباء المتوسطية، في العشرين من شهور جوان 2011. في حين تقرر تنظيم الجمعية العامة ال19 للرابطة في شهر جوان 2010 بمدينة مرسيليا الفرنسية .