صرح السيد عز الدين ميهوبي كاتب الدولة لدى الوزير الأول مكلف بالاتصال بأن وكالات الأنباء المتوسطية أدوات فعالة لتحقيق الشراكة بين دول الضفتين، داعيا هذه الوكالات إلى تعاون صادق يجعل من قضايا الإرهاب والهجرة غير الشرعية مجرد تفاصيل في أجندة المصير المشترك لبلدان المنطقة. وأبرز السيد ميهوبي خلال إشرافه أمس على افتتاح أشغال الجمعية العامة ال18 لرابطة وكالات الأنباء المتوسطية بفندق "الجزائر" ضرورة بناء جسور متعددة الأبعاد بين دول منطقة البحر الأبيض المتوسط من أجل تجاوز كل الإختلالات القائمة فيما بينها، مذكرا بدعوة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لبلدان الضفة الشمالية للمتوسط إلى ضرورة تقوية علاقاشت التعاون والشراكة مع نظرائه في الجنوب قائلا لهم "انتم تريدون الأمن ونحن نريد التنمية فلا سبيل لنا إلا التعاون" . وأثنى كاتب الدولة للاتصال على دور وكالات الأنباء التي تعتبر الوسيلة الإعلامية الأولى في التبليغ وإيصال المعلومة للرأي العام، مشيرا إلى أن نبل هذه المهام أكسبها بامتياز صفة المهنية والحيادية بعيدا عن لغة المغالطة والتحريف. وبعد أن ابرز الأشواط التنموية التي قطعتها الجزائر على درب التنمية، مشيرا إلى أنها اليوم ورشة مفتوحة أمام التطور والعصرنة والتنمية المستدامة، وتستعد لاحتضان حدث إفريقي كبير متمثل في المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني، أعرب السيد ميهوبي عن أمله في أن يحظى هذا الحدث الكبير باهتمام وكالات الأنباء المتوسطية، باعتباره جسرا آخر بين الثقافات والحضارات وأحلام الإنسان. من جانبه أكد السيد ناصر مهل المدير العام لوكالة الأنباء الجزائرية الذي تسلم أمس رئاسة رابطة وكالات أنباء المتوسط من نظيره البرتغالي، بأن التعاون بين الوكالات المنضوية تحت لواء هذا الائتلاف قائم منذ 18 سنة على عدة مستويات، ولا سيما في مجالات تبادل المعلومات والخبرات والتكوين، وأشار في نفس الصدد إلى أن هذا التعاون تعزز مؤخرا بإنشاء موقع الكتروني مشترك يجري تسييره انطلاقا من العاصمة اللبنانية بيروت وتساهم فيه مختلف الوكالات المتوسطية، مبرزا أهمية الدور الذي تلعبه هذه الوكالات في تنمية الحوار والتعايش بين شعوب المنطقة المتوسطية، ولا سيما من خلال ترسيخ لغة إيجابية في معالجة بعض المشاكل والقضايا المطروحة، على غرار قضية الهجرة غير الشرعية التي تم تناولها في ملتقى الوكالات المتوسطية أمس، الذي انتهى إلى اتفاق على ضرورة استعمال المصطلحات المتعارف عليها في الاتفاقيات الدولية، وتجنب المفاهيم السلبية في معالجة هذه الظاهرة حتى يتم تفادي نشر مناخ من الخوف والكراهية والتمييز عند تناول مثل هذه المفاهيم. وعن دور وكالة الأنباء الجزائرية في إطار رابطة وكالات الأنباء المتوسطية، أوضح السيد مهل أن هناك تبادلا يوميا ومتواصلا بين الطرفين، وخاصة في إطار الموقع الالكتروني المشترك، مشيرا إلى أن العمل منصب في الوقت الراهن على إيجاد سبل تعزيز التعاون بين الوكالات المتوسطية ودعم بعضها البعض في مجال التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، مع الحفاظ على مستوى التنسيق والتشاور القائم بينها وتقويته أكثر من خلال المشاريع التي تسهر الرابطة على تجسيدها سنويا وخاصة في مجال التكوين الموجه للصحفيين وتبادل الخبرات بين الإطارات والمسؤولين. وفي هذا الإطار اتفق ممثلو 15 وكالة أنباء متوسطية المشاركة في أشغال الجمعية العامة ال18 بالجزائر، والتي جرت في جلسة مفتوحة على برنامج نشاطات الرابطة خلال العام القادم، والذي تضمن اقتراح تنظيم ملتقى تكويني لفائدة صحفيي الوكالات حول موضوع "دور وكالات الأنباء في تقوية حوار الحضارات والثقافات"، وورشة تكوينية لفائدة إطارات الوكالات حول "تعامل وكالات الأنباء مع المعلومة الأمنية" . كما اتفق المشاركون خلال أشغال هذه الجمعية العامة التي استضافتها الجزائر، بعد اعتذار موريتانيا عن احتضانها، على منح الرابطة هبة ب20 ألف دولار لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" لتجديد تجهيزاتها التقنية، ووافق المشاركون أيضا على طلب وكالة الأنباء والإعلام اللبنانية بإعفائها من دفع مستحقات الاشتراك لسنة 2007، بالنظر لكون لبنان كانت تعاني حينها من مخلفات العدوان الإسرائيلي الجائر، كما طرح مقترح رفع تجميد عضوية وكالة أنباء الجبل الأسود "مينا" للنقاش، مع الإشارة إلى أن قرار تجميد عضويتها تم بموجب تقرير الأمين العام للرابطة حول تخلف "مينا" عن دفع اشتراكاتها في إطار الرابطة. وإلى جانب هذه القرارات قد تضمنت أشغال الجمعية العامة ال18 للرابطة المصادقة على تقرير نشاطات الجمعية العامة السابقة التي انعقدت في لشبونة بالبرتغال، واستعراض النشاطات الأخرى التي قامت بها الرابطة على غرار الاتصالات التي أجرتها مع المنظمات الدولية لترقية تبادل الخبرات والعلاقات مع الائتلافات وتحالفات وكالات الأنباء في مناطق أخرى من العالم.