أعلن مصدر عسكري هذا الأحد تقدم قوات المجلس الانتقالي في ليبيا نحو مدينة سرت الساحلية من ناحيتي الشرق والغرب وقال أن مسألة السيطرة عليها لن تستغرق سوى أيام. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الليبية العقيد أحمد باني في تصريح صحفي أن قوات المجلس حققت تقدما شرق مدينة "سرت" الساحلية نحو (450 كلم شرق طرابلس) خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة. وأضاف أن القوات المتجهة إلى المدينة من جهة الغرب باتت على مقربة من وسط المدينة. مبينا أن مسألة السيطرة على سرت ما هي إلا مسألة أيام فقط وأنه تم السيطرة على الطريق من شرق إلى غرب ليبيا تماما. وقد أكدت وكالة الأنباء الفرنسية بأن هدير طائرات الحلف الأطلسي سمع، صباح أمس، وهي تحلق فوق المنطقة ونفذت غارات على المدينة. وبحسب تقريره اليومي نفذ الحلف، أول من أمس، 34 غارة في ليبيا، أصيب خلالها مركزا قيادة ورادار ومبانٍ عدة لتخزين الذخائر و29 آلية في ضواحي سرت. وأوضح المتحدث العسكري – من جهة أخرى - أن مدينة غدامس جنوب غرب طرابلس تعرضت ليلة أمس السبت لهجوم من قبل القوات الموالية للعقيد القذافي مبينا أن عناصر منهم ما زالت تتواجد داخل المنطقة وأنه تم وضع خطة للتعامل معهم. وأضاف أن قوات القذافي هاجمت قوات المجلس في غدامس، وأن المعلومات المتوافرة حاليا تشير إلى أن هذه المجموعات على صلة بخميس ابن القذافي، وتابع أن قوات المجلس سيطرت على المنطقة ولن تسمح بهجوم أخر. وتفصيلاً، قال نائب رئيس المجلس المحلي لغدامس، في اتصال هاتفي مع وكالة فرنس برس للأنباء "تعرضنا لهجوم فجر أمس، من قبل موالين للقذافي ومجموعات من الطوارق". وأوضح ان "الاشتباكات، التي قتل فيها ثمانية أشخاص وأصيب اكثر من 50 بجروح، متواصلة" و قد أكد ممرض في مستشفى غدامس الواحة الواقعة على الحدود الجزائرية التونسية "إن المستشفى تلقى ثمانية جثث". من جهته، قال شاهد يعمل في شركة لحفر الآبار، إن "المدينة تتعرض للقصف من قبل القوات الموالية للقذافي بالصواريخ والقذائف، وتدور اشتباكات بالرصاص بين هذه العناصر ومقاتلي المجلس الوطني الانتقالي.وأضاف ان "الوضع متأزم والمدينة تحتاج إلى الدعم والمساعدة لصد الهجوم المستمر". وواضح أن احتدام الاقتتال بين الطرفين المتنازعين في هذه المناطق من ليبيا وبهذه الشدة والضراوة يقيم الدليل على أن ظاهرة انتشار السلاح في الأراضي الليبية أخذ أبعادا خطيرة من شأنها تهديد أمن واستقرار المنطقة وبما فيها الدول المجاورة، خصوصا بعد أن أصبح السلاح منتشرا في كل مكان وفي متناول أي كان . و قال "باني" حول هذه الظاهرة إنه لا يوجد تعارض بين وزارة الدفاع والفعاليات الشعبية والمحلية والمجالس العسكرية بشأن جمع السلاح. مبديا "استيائه" لحمل السلاح بين المدنيين. سياسياً، وفي أول ظهور للقيادة الليبية الجديدة في الأممالمتحدة قال رئيس المكتب التنفيذي محمود جبريل إن "ليبيا الجديدة تخرج إلي الحياة، طرفاً فاعلاً يستطيع كغيره من دول الأرض في أن يسهم في بناء الحضارة البشرية". ومضى قائلاً "نحن لا ندعي أننا نملك حلولاً سحرية (...) فليبيا على مدار 42 عاماً لايزال لديها أكثر من خمس ساكنها يعانون الفقر، ولديها نظام تعليمي وخدمات صحية هي الأسوأ ولديها بنية أساسية متهالكة وبطالة تتجاوز 30٪ من شبابها". ويأتي هذا في وقت تأجل فيه إعلان الحكومة المؤقتة بسبب احتدام الخلاف حول شكلها وتمثيلها لمختلف الأطياف الفاعلة سياسيا وميدانيا وحتى للمناطق الجهوية الليبية وهو ما جعل رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل يتحدث بوضوح حول الأسس التي تقوم عليها الحكومة المؤقتة بقوله: "إن النضال ضد القذافي ليس معيارا لدخول الحكومة"، مضيفا أن "هذه الأزمة يجب إدارتها من خلال رجال أكفاء بغض النظر عن الجهات التي قدموا منها".