بدأت العاصمة الليبية طرابلس تكشف عن وجهها الحقيقي بعد خمسة أيام من إعلان المعارضة سيطرتها على معظم أرجائها، وعلى حد وصف تقارير وكالات الأنباء العالمية جبريل: ”نظام القذافي لم يسقط” الترهوني: ”نشترط استسلام القذافي قبل الحوار” فالمدينة تحولت شوارعها إلى ”أشباح” خالية من السكان الذي فضلوا البقاء في منازلهم خوفا من الاشتباكات بين المسلحين والموالين للقذافي، بينما طغت رائحة الجثث المتعفنة المنتشرة على جميع أرجاء العاصمة الليبية. رغم أن مصير العقيد الليبي معمر القذافي لا يزال ”غامضا” إلا أن شبكة ”سي أن أن” الأمريكية قالت بأنه القذافي كلف نجله الساعدي معمر القذافي لإجراء مفاوضات من أجل نقل سلطة والده، وهي الأنباء التي علق عليها علي الترهوني المسؤول الكبير بالمجلس الانتقالي الليبي ل”رويترز”قائلا: ”أن حكومة المعارضة الليبية لن تتفاوض مع العقيد معمر القذافي إلى أن يستسلم”. هذا وأكد محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي التابع للمجلس الوطني الانتقالي في حوار إعلامي نشر أمس،أن نظام القذافي لم يسقط، وقال جبريل: ”سقوط طرابلس هذا رمز لكن لم يسقط النظام”. وأضاف: ”هناك أجزاء من ليبيا في الجنوب مثل سرت مسقط رأس القذافي لم تتم السيطرة عليها”، مشيرا إلى وجود مفاوضات أعرب عن أمله في تكلل بالنجاح لوقف إراقة مزيد من دماء الليبيين”. تأتي تصريحات جبريل في وقت قالت فيه وكالة ”أسوشييتد برس”، أنها تلقت مكالمة هاتفية من موسى إبراهيم المتحدث باسم القذافى أعلن فيه عن رغبة القذافي في التفاوض من أجل نقل السلطة في ليبيا. هذا وقالت المعارضة الليبية، أن قافلة من 60 إلى 80 آلية لقوات القذافي اتجهت إلى بلدة بني وليد المعروفة بولائها للقذافي على بعد مئة كلم إلى جنوب شرق طرابلس، كما أن أصوات الانفجارات وإطلاق النار ما يزال مستمر في مختلف أحياء العاصمة الليبية، بينما قال العقيد سالم مفتاح الرفادي أحد قادة المعارضة الليبية، أن المعارضة بحاجة إلى أكثر من عشرة أيام للسيطرة على سرت مسقط رأس العقيد الليبي معمر القذافي وأحد أخر معاقل دعمه. وتابع: ”أن قوات المعارضة تقدمت صوب سرت من الشرق والغرب وتحاول التفاوض مع البلدة لكي تستسلم ولكن ستقاتل إذا لزم الأمر”. وحققت المعارضة تقدما سريعا نحو المنشات النفطية الرئيسية في البريقة وراس لانوف. ويتوقع معظم المراقبين أن تحافظ المعارضة على هذه المكاسب لكن مع استمرار القتال من قبل قوات القذافي حول مدينة سرت مسقط رأسه الواقعة على الساحل الليبي فان خطر انقلاب موازين المعركة لا يزال قائما. هيومان رايتس ووتش تتحدث عن ارتكاب قوات القذافي والمعارضة لمجازر جماعية قالت سارة لي ويتسون مديرة شمال افريقيا في هيومان رايتس ووتش في بيان نشرته وكالات الأنباء أمس، أنها تحصلت على أدلة تشير بقوة إلى أن قوات القذافي انطلقت في موجة قتل تعسفي بينما كانت طرابلس تسقط، وأوضحت أنها تلقت تقارير عن إساءة معاملة مقاتلي المعارضة لأسراهم وعن ارتكاب عمليات إعدام خارج نطاق القضاء منها جرائم حرب خطيرة. مشيرة إلى أنه يجب تقديم المسؤولين للعدالة. كما تحدثت عن وجود أدلة على عدد من عمليات القتل الجماعي بما في ذلك عدة جثث مقيدة الأيدي اتهمت قوات القذافي بارتكابها.