من المقرر أن تتواصل اليوم الاثنين محادثات القادة السياسيين في اليونان لتشكيل حكومة ائتلافية، بعد أن وصلت مشاورات أمس الأحد إلى طريق مسدود. و قال زعيم الحزب اليسار الديمقراطي الصغير اليونامي ديمار فوتيس كوفيليس اليوم إن تشكيل حكومة وحدة وطنية لن يكون أمرا ممكنا. و صرح كوفيليس الذي يعتبر موقفه حاسما لتجنيب اليونان انتخابات تشريعية تثير المخاوف من إفلاس البلاد وخروجها من منطقة اليورو أنه لا يمكن تشكيل حكومة وحدة مشيرا إلى معارضة الحزب اليساري الراديكالي الرافض لخطة التقشف "سيريزا" الانضمام إلى ائتلاف حكومي. و كان الرئيس اليوناني كارولوس بابولياس قد قضى وقتا طويلا أمس الأحد في محادثات مع قادة الأحزاب الصغيرة في البلاد، في محاولة لإقناعها بالمشاركة في حكومة ائتلافية وتفادي إجراء انتخابات جديدة . و جاءت تلك المحادثات على خلفية فشل الأحزاب الثلاثة التي فازت بأكبر عدد من مقاعد البرلمان في الانتخابات الأخيرة في تشكيل حكومة ائتلافية جديدة للبلاد". ويذكر أن اليونان دخلت في أزمة سياسية بعد أن أسفرت الانتخابات البرلمانية التي أجريت أوائل ماي الجاري عن برلمان معلق لا تتوفر فيه أغلبية كافية لأحد الأحزاب لتشكيل الحكومة منفردا. و فشل قادة الأحزاب الثلاثة الحاصلة على أكبر عدد من المقاعد في تشكيل الحكومة، مما دفع الرئيس اليوناني إلى الدعوة إلى مباحثات بدأت الأحد وتستمر اليوم الاثنين، وفي حال فشل هذه المحادثات سيكون الخيار الأخير هو الدعوة إلى إجراء جولة جديدة من الانتخابات. و يتركز الخلاف بين الأحزاب اليونانية حول موقفها من سياسات التقشف الاقتصادي التي يدعو الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي إلى تطبيقها. و في وقت سابق، أكد الكسيس تسيبراس زعيم سيريزا اليساري إنه لن يدعم أية حكومة ائتلافية تؤيد إجراءات التقشف المرتبطة بحزمة الإنقاذ المالي المقدمة من الاتحاد الأوروبي. و حسب مصادر إعلامية فإن إجراء جولة جديدة من الانتخابات قد يأتي بحزب مناهض لسياسات التقشف إلى السلطة، مما ينذر بإمكانية خروج اليونان من منطقة اليورو. يذكر أن مباحثات الأحد شارك فيها حزب الديمقراطية الجديدة المحافظ وحزب باسوك الاشتراكي وبعض الأحزاب الأخرى الصغيرة إضافة إلى حزب سيريزا اليساري الذي حل ثانيا في الانتخابات.