إنطلقت صباح اليوم السبت الجولة الثانية والأخيرة من الإنتخابات الرئاسية في مصر التي تستمر حتى يوم غد الأحد ويتنافس فيها مرشح جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسي، والمرشح المستقل الفريق أحمد شفيق، وهذا وسط أجواء متوترة في الشارع المصري في أعقاب قرار المحكمة الدستورية بحل مجلس الشعب ورفض عزل شفيق رئيس الوزراء في آخر أيام مبارك. و كان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد أعرب مساء أمس الجمعة عن "أمله الشديد" في ان تجري جولة الإعادة من إنتخابات الرئاسة المصرية في جو "سلمي وشامل". و سيتوجه 50 مليون ناخب لإختيار الرئيس في جو يسوده التوتر إثر صدور قرار المحكمة الدستورية بحل مجلس الشعب ورفض عزل شفيق رئيس الوزراء في آخر أيام الرئيس المخلوع حسني مبارك. و سيدلي الناخبون بأصواتهم في 13 ألفا و99 لجنة فرعية في 27 محافظة أمام 14 ألف قاضي يشرفون على الانتخابات بالكامل بالإضافة إلى 70 ألف موظف من وزارتي العدل والتعليم لمعاونة القضاة. وتجرى الانتخابات تحت اجراءات أمنية مشددة حيث قامت السلطات العسكرية منذ فجر أمس الخميس بنشر أكثر 150 ألف من قوات الجيش مدعمين بالآليات إضافة إلى قوات الشرطة وأسلاك الأمن الأخرى لتامين العملية الانتخابية وحتى إعلان النتيجة النهاية من قبل اللجنة العليا للانتخابات المقررة يوم 21 جوان الجاري . و يشير الملاحظون إلى إن أسس اختيار هذا المرشح اوذاك لا تقوم على أساس البرامج الانتخابية باعتبار أنها متقاربة في الوعود ولكن تحكمها اعتبارات قائمة على فرز طائفي واجتماعي وفي أحيان أخرى على أسس معقدة وحسابات مصلحية وهو ما يعقد التكهنات. و لكن الواضح أن جل التيار الإسلامي سيصوت لصالح محمد مرسي في حين سيصوت إتباع الفرق الصوفية والإشراف وأتباع الحزب الحاكم في عهد مبارك لصالح شفيق فيما سينقسم التيار الليبرالي والقوى اليسارية والشبانية ما بين الامتناع عن التصويت. و يعول الإخوان على شبكة تواصلهم القوية ماديا وبشريا ولا سيما لمنع أي تلاعب بالأصوات في ظل قناعتهم بإمكانية تحقيق التفوق في عدد الأصوات. و أعلنت التيارات الإسلامية تشكيل لجان لمتابعة وحراسة وتأمين الانتخابات بالإضافة إلى وضع "خطة لمقاومة التزوير" في سير العملية الانتخابية . و كانت لجنة الانتخابات الرئاسية أكدت على ضرورة احترام الصمت الانتخابي الذي دخل حيز التنفيذ ظهر الجمعة والذي يحظر على المرشحين وأنصارهما الداعية الانتخابية. و كان عدد من خطباء الجمعة قد اخترقوا الصمت الانتخابي وقانون بمنع استعمال المساجد للدعاية وركزوا في خطبهم على الانتخابات الرئاسية والدعوة لانتخاب مرسى وانتقاد حكم المحكمة الدستورية حسب ما افادت تقارير اخبارية. كما خرجت مسيرات بعد ظهر الجمعة في عدد من المحافظات المصرية للتنديد بحكم المحكمة الدستورية برفض عزل احمد شفيق واقرارها حل مجلس العشب المصري الذي تم تشميعه منذ امس بقرار من السلطات.