نبه خبير زراعي سعودي، أصحاب المزارع، ولا سيما مستخدمي البيوت المحمية(البلاستيك)، إلى حسن التعامل مع ظروف الطقس المتقلبة التي تمر بها السعودية، خاصة مثل الظروف التي مرت بها في الأسابيع الماضية. وأوضح الدكتور ناصر بن صالح الخليفة، من معهد بحوث الموارد الطبيعية والبيئة في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، أن المناطق الوسطى مرت بها خلال الأسابيع الماضية تيارات هوائية صحبتها عواصف رملية وسحب رعدية وسقوط أمطار امتدت لأوقات طويلة، ما أدى إلى احداث أضرار جسيمة في كثير من الممتلكات خاصة الزراعية في المناطق المفتوحة.وأضاف الدكتور الخليفة، أنه نتج عن تلك الظروف المناخية، تضرر البيوت المحمية الزراعية البلاستيكية، حيث أدت الرياح العالية السريعة والتي تراوحت ما بين 52 إلى 58 عقدة، أي ما يعادل 100 إلى 110 كلم في الساعة إلى نزع البلاستيك المغطي لهياكل البيوت. كما كان لهطول الأمطار الغزيرة بعد هذه الرياح أثر من نوع آخر لم يتوقعه كثير من المزارعين وهو أن ارتخاء البلاستيك بفعل الرياح وسقوط الأمطار عليه أدى إلى تجمع كميات من الأمطار على أسطح البيوت البلاستيكية، نتج عنه تكوين كتل من المياه، وصل وزنها إلى ما لا تتحمله هياكل البيوت المحمية، حتى سقطت على ما فيها من نباتات مختلفة. وأشار الخليفة إلى أن هذه الظاهرة لم تكن معلومة ولا ظاهرة للمزارعين، ولا لمنفذي البيوت المحمية من قبل، مفيدا أن الاتجاه الذي تنفذ فيه البيوت المحمية واتجاه الرياح يتسبب في عدم استقرار الأغطية البلاستيكية كما أن وجود فتحات أو عدمه وفتح وغلق الأبواب من جانب واحد له أكبر الأثر في ذلك. ولتلافي هذه الظاهرة، وجه الخليفة المزارعين إلى تصميم البيوت باتجاه متعامد مع اتجاه الرياح، بحيث لا تكون الأبواب مواجهة لاتجاه الرياح، واستخدام أنواع بلاستيك سميكة، حتى تتحمل الرياح، مع محاولة تكثيف مصدات الرياح في اتجاه مهب الريح، والحرص على شد البلاستيك وتداخله، وتثبيته بالرمل في جوانب البيت لتلافي الارتخاء، فضلا عن فتح البابين المتقابلين للبيت معا أو قفلها معا، واستخدام الأسلاك العرضية الرابطة. أما عن سقوط البيت كاملا على ما فيه من نباتات، فقد قال الدكتور الخليفة «إن ذلك هو نتيجة تجمع كتل من ماء المطر على شكل قرب في سطح البيت، ما يشكل ثقلا لا تتحمله الهياكل، فيسقط البيت على ما فيه من نباتات، مشيرا إلى أنه من النادر ما يحدث سقوط البيوت بفعل الريح، إلا إذا كانت كتلة النباتات المعلقة داخل البيت كبيرة، فقد يؤدي الوزن الزائد لتلك النباتات إلى سقوط البيت خاصة إذا كانت نوعية الهياكل ضعيفة، أو قديمة، وقد تتشبع النباتات بماء المطر فيزيد وزنها وتؤدي بثقلها المتزايد إلى سقوط البيت». ولتلافي سقوط الهياكل، أوصى الدكتور الخليفة، باستخدام نظام الهياكل المائلة غير المنبسطة السقف، أما إذا كانت الأسقف منبسطة فمن الضروري تدعيمها بعدد أكبر من الأسلاك الممتدة من أول البيت إلى آخره لمنع ارتخاء البلاستيك وتكوين قرب الماء، بالإضافة إلى شد البلاستيك وتلافي ارتخائه، واستخدام بلاستيك أكثر سماكة، مع التأكد من ربط أجزاء هيكل البيت ربطا جيدا، وذلك لتلافي الانحناءات التي تحدث في بعض أجزاء البيت. كما نصح بمتابعة تجمعات المياه على سطح البيت، من قبل العمال أثناء سقوط الأمطار، ودفع الماء أولا بأول، أو إحداث خرم في البلاستيك في أماكن التجمع، وتوزيع أماكن ربط النباتات حتى لا يكون الثقل على جهة واحدة لتلافي السقوط بفعل زيادة كتلة النباتات المعلقة.