باشرت حركة مجتمع السلم إجراءات الوحدة مع حركة البناء، المحسوبة على مدرسة الشيخ محفوظ نحناح، حيث تم الاتفاق على تشكيل لجنة خاصة، ويأتي هذا القرار في وقت أظهرت فيه اللقاءات الأخيرة للحزبين مع قيادة الأفلان تباينا كبيرا في المواقف بخصوص القضايا السياسية والرهان الانتخابي المقبل. وجاء في منشور لحركة البناء أعقب لقاءا تشاوريا جمع رئيس الحركة عبد القادر بن قرينة مع نظيره في حمس عبد الرزاق مقري إنه بمبادرة من حركة البناء الوطني، تنقل وفد الحركة من قيادة المجلس الشوري والمكتب التنفيذي الوطني لتقديم مبادرة الحركة للأخوة بحركة مجتمع السلم حمس بقيادة رئيس الحركة واخوانه كما استمع وفد البناء من اخوانه لمختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك وكان تشخيص متقارب بوجهات النظر لاسيما للواقع الاقتصادي وتوقعات الجبهة الاجتماعية و كذا لبعض التهديدات الحقيقة للأمن والاستقرار . وحرصت حركة البناء في ذات البيان على التأكيد بأن تشخيص الوضع السياسي والاقتصادي بين الطرفين تم دون التطرق لآليات تجاوز أي أزمة، كتعبير على تحفظات الحركة حول مبادرة حمس الاخيرة، حيث سبق لرئيس حركة البناء الوطني، أن كشف في تصريحات للصحافيين عقب لقائه بالأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس، عن مواقف معارضة لتوجهات قيادة حمس، تجاه الملفات المتعلقة بالانتقال السياسي والديمقراطي، ودور الجيش في الاستحقاق الرئاسي، والمرحلة الانتقالية. وقالت حركة البناء في بيانها إن ملف الوحدة قد طغى على النقاشات وتداول الطرفان إمكانية تذليل اي صعوبات موضوعية، وتعاهدا على بذل جهدهما من اجل العمل على مراتب تقارب تبدأ من كف الأذى الى التنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك الى الوحدة و الاندماج، وأضاف المصدر: تلك الوحدة التي هي أعظم ما يهدى للمرحوم نحناح ومن اهم الهدايا التي يهديها الطرفان للوطن من اجل دعم تهيكل العائلات السياسية خدمة لاستقرار الوطن ، وختاما، تم الاتفاق بين الحزبين على تشكيل لجنة تباشر إجراءات إنجاز التنسيق والوحدة. و معلوم بأن حركة البناء كانت تستعد للعودة مجددا إلى حمس خلال الأشهر الماضية، قبل أن يتعزز الانشقاق الداخلي مع بداية العد التنازلي لموعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، أين أعلن الحزبان عن مبادرتين تم تسميتها التوافق الوطني والوفاق الوطني، وسط اتهامات كل طرف للآخر بالتشويش على مبادرته. وتعد حركة البناء الوطني تيارا انشق عام 2012 عن الحركة الأم (حمس)، وتوجه إلى إطلاق حزب سياسي جديد يصفه قياديوه بالمعتدل والمنفتح على مختلف التيارات السياسية والمرجعيات الإيديولوجية.