البلاد - عبدالله ندور - أعلنت كل من حركة مجتمع السلم والبناء الوطني، عن فتح باب الوحدة بين الحزبين على مصراعيه، وذلك بعد اللقاء الذي كان يوم الاثنين بين الطرفين، حيث تقرر تشكيل لجنة مشتركة بينهما لبحث سبل وآليات تجسيد هذا الأمر على أرض الواقع، بعدما أقره مؤتمر "حمس" والبناء" المنعقدين منتصف السنة الجارية. استقبل يوم الاثنين ، عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم، بمقر الحزب أعالي العاصمة، وفدا عن حركة البناء الوطني بقيادة رئيسه عبد القادر بن ڤرينة، وكان الموضوع الرئيسي للقاء هو ملف الوَحدة بين الحركتين، وهو الملف الذي تجاوز النوايا والإرادة، وتجسد في لوائح حركة مجتمع السلم في المؤتمر السابع في ماي الماضي، وأيضا في القانون الأساسي والنظام الداخلي والخطة الخماسية للحركة التي صادق عليها مجلس الشورى الوطني يومي الجمعة والسبت الماضيين، حسب ما أوضحه عبد الرزاق مقري. وفي السياق ذاته، أكد القيادي وعضو المكتب التنفيذي الوطني، ناصر حمدادوش، أن أبرز ما تم الاتفاق عليه خلال هذا اللقاء هو تشكيل لجنة مشتركة "للانتقال من الأقوال إلى الأفعال"، بالذهاب إلى الحوار حول الإجراءات والكيفيات والخطوات المجسّدة لهذا المشروع "الإستراتيجي". كما تم التأكيد بين الطرفين على تكامل وتقارب الخيارات السياسية في تحقيق المشروع المشترك للوَحدة. وأما الملف السياسي، فقد كانت وُجهات النظر "متقاربة" في تشخيص الوضع و«تطابقٍ كبير في حمل هموم الوطن" والذهاب إلى الخيارات التي تحفظ البلاد، وهوية الشعب، وثوابت الأمة، وتحقيق المشروع الإستراتيجي الكبير. ومن جانبها أوضحت حركة البناء الوطني، أن لقاء وفدها بقيادة حركة مجتمع السلم كان ل«تقديم مبادرة الحركة للإخوة في حركة مجتمع السلم حمس بقيادة رئيس الحركة وإخوانه"، كما استمع وفد البناء من مقري لمختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك وكان "تشخيص متقارب" بوجهات النظر لاسيما للواقع الاقتصادي وتوقعات الجبهة الاجتماعية وكذا لبعض التهديدات الحقيقة للأمن والاستقرار "دون التطرق لآليات تجاوز أي أزمة". وأكدت حركة البناء الوطني، أن ملف الوحدة بين الطرفين طغى على النقاشات، حيث تداول الطرفان "إمكانية تذليل أي صعوبات موضوعية"، حيث تم الاتفاق والتعاهد على "بذل جهدهما" من اجل العمل على مراتب تقارب تبدأ من "كف الأذى إلى التنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك إلى الوحدة والاندماج". وترى قيادة البناء أن تلك الوحدة التي هي "أعظم ما يهدى للمرحوم نحناح" رحمه الله تعالى ومن "أهم الهدايا" التي يهديها الطرفان "للوطن من أجل دعم تهيكل العائلات السياسية خدمة للاستقرار". وذكرت البناء أنه تم الاتفاق على "تشكيل لجنة تباشر إجراءات إنجاز التنسيق والوحدة". للإشارة، فقد عاد ملف الوحدة بين "حمس" و«البناء" إلى الواجهة السياسية والإعلامية، بعد نجاح الوحدة بين حمس و«جبهة التغيير" المنحلة إراديا، وخاصة بعد مؤتمر البناء الأخير الذي كلف عبد القادر بن ڤرينة بقيادة الحركة، حيث تعهد هذا الأخير بالعمل والسعي من أجل الوحدة مع حمس، ومد يده لمقري في ندوة صحفية بعد انتخابه رئيسا للبناء.