ارتفعت أسعار الخضر والفواكه خلال هذه الأيام، لتصل إلى مستويات قياسية، حيث لم يفوت التجار على مستوى مختلف أسواق بالعاصمة فرصة اقتراب مناسبة عيد الأضحى المبارك للمضاربة مجددا بأسعار هذه المواد الواسعة الاستهلاك، ترجمتها الزيادات التي تشهدها مختلف الخضار على غرار البطاطا والطماطم والبصل والفاصوليا الخضراء وغيرها من الخضر الأخرى ذات الاستهلاك الواسع. تشهد مختلف أسواق الخضر والفواكه على مستوى أغلب أسواق العاصمة، تضاربا في الأسعار، بالنظر لتزامنها مع اقتراب عيد الأضحى، وهي من بين المناسبات التي أصبح لا يفوتها التجار للتلاعب بمختلف الأسعار بحجة عدم استقرارها في أسواق الجملة. ويعيش المواطنون منذ بدأ العد التنازلي لعيد الأضحى المبارك على وقع صدمة جديدة، بعد أن ارتفعت أسعار كل أنواع الخضر دون استثناء، وبشكل ملفت للانتباه، وهذا ما وقفنا عليه في جولتنا الاستطلاعية التي قادتنا إلى أغلب أسواق العاصمة، أين ارتفاع أسعار الخضر هو السيد، وأول ملاحظة وقفنا عندها هو أن الأسعار نفسها على مستوى جميع الأسواق وكأن تجار التجزئة اتفقوا على توحيد الأسعار، وإذا وجد هناك فارق بسيط فهو لا يزيد عن 10 أو 20 دج بالنسبة لبعض الخضروات، حيث يمكن للمتجول في السوق منذ الوهلة الأولى الوقوف على حقيقة التهاب الأسعار بشكل ملفت للانتباه، ولم يستثن الإرتفاع أي نوع من أنواع الخضروات، حيث بلغ سعر البطاطا، أكثر المواد الاستهلاكية من طرف الجزائريين، من 90 دج إلى 100 دج، البصل من 60 إلى 70 دج، الطماطم 100 دج، اللفت 120 دج، الطماطم من 80 إلى 120 دج، الجزر مابين 70 و80 دج للكلغ الواحد، الخس 140 دج، فيما تراوح سعر الفلفل الحلو ما بين 100 إلى 120 دج. وصنعت الكوسة الحدث، باعتبارها تصدرت القائمة، حيث قفز سعر الكيلوغرام الواحد منها إلى 150 دج فما فوق لدى بعض الباعة وكذلك الأمر بالنسبة للفاصوليا، التي ارتفعت أسعارها من 140 دج إلى 250 دج للكلغ الواحد. وبالنسبة للمواطنين الذين التقينا بهم عبر الأسواق، فقد عبروا عن استيائهم البالغ لما يحدث خلال هذه الأيام التي تسبق عيد الأضحى المبارك والتي تشهد التهابا حادا في الأسعار، حيث أصبح عيد الأضحى المبارك من بين المناسبات التي لا يفوتها التجار للتلاعب بمختلف الأسعار بحجة عدم استقرارها في أسواق الجملة. وقد علل أغلب التجار بالأسواق أن هذه الزيادات في الأسعار ترجع إلى ارتفاعها بأسواق الجملة، حيث أكد لأغلبهم بأنهم تفاجئوا بالتهاب أسعار مختلف الخضروات على مستوى مختلف أسواق الجملة، وإذا كان التجار يرجعون ارتفاع أسعار الخضروات إلى نقص المنتوج أحيانا وإلى ارتفاع سعره في أسواق الجملة أحيانا أخرى، فإن الكثير منهم هذه الأيام اعتمدوا أسعار بفائدة تصل في غالب الأحيان إلى الضعف دون مراعاة القدرة الشرائية للمواطن البسيط الذي يجد نفسه بين سندان الحاجة ومطرقة غلاء الأسعار وجشع التجار الذين يعلمون أنه في كل الظروف سيقبل على الشراء لأنه لا يجد حلاّ آخر غير ذلك. بولنوار: هذه هي أسباب ارتفاع أسعار الخضر وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه على أسعار الخضر، أوضح الطاهر بولنوار، رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، في تصريح سابق ل السياسي ، بأن أسباب ارتفاع الأسعار يرجع إلى النقص الكبير في اليد العاملة لجني المحاصيل والمتزامنة وفصل الصيف الحار، كما أشار بأن كثرة الطلب على الخضر خلال هذه الفترة ساهمت في رفع الأسعار وسرعان ما سيزول الأمر مع الوقت. وأشار المتحدث بأن هناك وفرة وتموين يغطي احتياجات السوق بالخضر والفواكه، غير أن المضاربة تفرض نفسها إذ يتنافس الفلاحون والموزعون وصولا إلى التجار في فرض الأسعار والتي غالبا ما تكون مرتفعة ومتباينة.