ارتفعت أسعار الخضر والفواكه خلال هذه الأيام، لتصل إلى مستويات قياسية، حيث لم يفوت التجارعلى مستوى مختلف أسواق بالعاصمة، فرصة حلول عيد الأضحى، للمضاربة مجددا بأسعار هذه المواد الواسعة الإستهلاك، ترجمتها الزيادات التي تراوحت نسبتها مابين 100 إلى 150 بالمائة، حيث وصل سعر البطاطا الى 90 دج، الجزر 80 دج والكوسة التي قفز سعرها الى 180دج ، بعد أن استقر في وقت سابق عند 60دج، فيما ارتفع سعر الفاصوليا إلى 250 دج . تشهد مختلف أسواق التجزئة للخضر والفواكه على مستوى جميع أسواق العاصمة، مضارب في الأسعار، بالنظر لتزامنها مع عيد الأضحى، وهي من بين المناسبات التي أصبح لا يفوتها التجار، للتلاعب بمختلف الأسعار بحجة عدم استقرارها في أسواق الجملة. ويعيش المواطنون منذ بدأ العد التنازلي على العيد على وقع صدمة جديدة، بعد أن ارتفعت أسعار كل أنواع الخضر دون استثناء، وبشكل ملفت للإنتباه، وهذا ما وقفنا عليه في جولتنا الاستطلاعية التي قادتنا إلى أسواق كلوزال، الأبيار، بن عكنون وباب الوادي. وأول ملاحظة وقفنا عندها هو أن الأسعار نفسها على مستوى جميع الأسواق وكأن تجار التجزئة اتفقوا على توحيد الأسعار، واذا وجد هناك فارق بسيط فهو لا يزيد عن 10 أو 20 دج بالنسبة لبعض الخضروات. بداية جولتنا كانت بسوق كلوزال بالعاصمة، حيث يمكن للمتجول في هذه السوق منذ الوهلة الأولى، الوقوف على حقيقة التهاب الأسعار بشكل ملفت للإنتباه، ولم يستثن الإرتقاع أي نوع من أنواع الخضروات، حيث بلغ سعرالبطاطا، أكثر المواد الإستهلاكية طلبا من طرف الجزائريين 90 دج، البصل من 60 إلى 70 دج، الطماطم 100 دج، اللفت 120 دج، الشمندر 80 دج ، الجزر مابين 70 و80 دج للكلغ الواحد ، الخس 140دج، فيما تراوح سعر الفلفل الحلو ما بين 100 إلى 120 دج. وصنعت الكوسة الحدث، باعتبارها تصدرت القائمة، حيث قفز سعر الكيلوغرام الواحد منها إلى 180 دج وكذلك الأمر بالنسبة للفاصوليا، التي ارتفعت أسعارها من 140 دج إلى 250 دج للكلغ الواحد. وبالنسبة للمواطنين، الذين التقينا بهم بذات السوق، فإن المضاربة في الأسعار، أصبحت »عادية« والزيادات منتظرة كلما حلت مناسبة دينية، حيث قال لنا أحدهم في هذا الشأن، أن عيد الأضحى المبارك أصبح من بين المناسبات التي لا يفوتها التجار، للتلاعب بمختلف الأسعار بحجة عدم استقرارها في أسواق الجملة. وكشفت جولة عبر أسواق التجزئة بكل من الأبيار و بن عكنون فرقا كبيرا في الأسعار، التي كانت مطبقة قبل أيام قليلة وتلك التي تميزها عشية عيد الأضحى المبارك. وعلل تاجر للخضر بسوق الأبيار، هذه الزيادات في الأسعار إلى ارتفاعها بأسواق الجملة، حيث أكد أنه وغيره من تجار التجزئة، تفاجئوا بالتهاب أسعار مختلف الخضروات على مستوى مختلف أسواق الجملة، مضيفا أن موجة ارتفاع الأسعار التي تعرفها مختلف الخضر والفواكه، ستستمر أسبوعا بعد العيد بسبب نقص المنتجات على مستوى أسواق الجملة، بنسبة تتراوح بين 50 و60 بالمائة جرّاء توقّف غالبية المزارعين والفلاحين عن جني المحاصيل الزراعية لتمكين العمّال من قضاء المناسبة مع ذويهم. وعكس تبريرات تجار التجزئة، الذين تحدثنا إليهم بأن التذبذب سببه أسواق الجملة، تؤكد الملاحظة الميدانية بأن أسعار الخضر التي شهدت مؤخرا، أي قبل بداية العد التنازلي على عيد الأضحى، تراجعا كبيرا غير مسبوق، فالكوسة التي تحوّلت إلى سلعة »فاخرة«بسبب العيد، لم يكن يتجاوز سعرها بتجاوز 70 و80 دج في مختلف الأسواق. اختلال الميزان بين العرض والطلب هو السبب الرئيسي في زيادة أسعار الخضر والفواكه، يقول ابراهيم كروش رئيس مكتب المدوامة والتنسيق لإتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، الذي يؤكد أن ارتفاع أسعار الخضر والفواكه ، يتحكم فيه المضاربون، حيث أن الكميات التي يوزعونها إلى تجار أسواق الجملة تكون قليلة، مقارنة بالطلب المتزايد، هنا يصبح الطلب أكثر من العرض-يضيف- وكنتيجة حتمية لقلة العرض ترتفع الأسعار، فكلما قلّ العرض وزاد الطلب ارتفعت الأسعار، لما تخرج السلعة من سوق الجملة إلى سوق التجزئة ترتفع أسعارها، حيث أن بائع التجزئة، يقول أن لديه مصاريف نقل السلع وكذا هامش ربحه، لذا يعمد هو الأخر إلى رفع السعر لتصل إلى المواطن وهي ملتهبة، ليصبح يقول ابراهيم كروش، ارتفاع الأسعارعادة في الجزائر مع حلول الأعياد والمناسبات الدينية . وإذا كان التجار يرجعون ارتفاع أسعار الخضروات إلى نقص المنتوج أحيانا وإلى ارتفاع سعره في أسواق الجملة أحيانا أخرى، فإن الكثير منهم هذه الأيام ، إعتمدوا أسعار بفائدة تصل في غالب الأحيان إلى الضعف دون مراعاة القدرة الشرائية للمواطن البسيط الذي يجد نفسه بين سندان الحاجة ومطرقة غلاء الأسعار وجشع التجّار الذين يعلمون أنه في كلّ الظروف سيقبل على الشراء لأنه لا يجد حلاّ آخر غير ذلك. يحدث هذا أمام صمت أعوان الرقابة الذين تمّ تجنيدهم لمراقبة الأسواق دون القيام بجولات تفقّدية، خاصّة عشية المناسبات الدينية، ممّا فتح الباب واسعا أمام المضاربة الواسعة في أسعار الخضر والفواكه، التي بلغت هي الأخرى مستويات قياسية، حيث وصل سعرالكيلوغرام الواحد من الموز إلى 200دج ، أمّا العنب وهو الفاكهة الموسمية، فيترواح سعره مابين 160 إلى 250دج . ومهما قيل عن ظاهرة ارتفاع الأسعار وجاءت التبريرات والتفسيرات، إلا أن غياب الرقابة هو العامل الرئيس في تذبذب السوق وارتفاع الأسعار، الذي يرتبط دائما بحلول المناسبات الدينية، ليبقى المواطن يدفع الفاتورة في كل مرة غاليا وبدلا من أن يستبشر هذا الأخير خيرا بحلول موسم المناسبات، تجده يتذمر ويستاء خلالها.