أكد الليبي فتحي علي الاشهب، مندوب الاتحاد الدولي لرياضة الحمل بالقوة لذوي الاحتياجات الخاصة والمراقب التقني لبطولة إفريقيا التي جرت مؤخرا بقاعة حرشة حسان بالجزائر، أن هذه المنافسة تعتبر مرحلة هامة وضرورية للرباعين الباحثين على التأهل إلى الالعاب البارالمبية القادمة بطوكيو2020. وقال علي الاشهب أن اللجنة البارالمبية الدولية وضعت عشية انتهاء فعاليات الالعاب البارالمبية الاخيرة بريو بالبرازيل معايير ومسارا لتأهل رياضيي الحمل بالقوة إلى الموعد البارالمبي المقبل بطوكيو (2020)، من خلال محطات هامة تجبر كل الرياضيين على المشاركة فيها و يتعلق الأمر ببطولة العالم 2017 (مكسيكو) والبطولات القارية لسنة 2018، بالإضافة إلى بطولة العالم 2019 بكازاخستان، مفيدا أنه في شهر فيفري 2020، سيتم إقفال باب التأهل وتحديد الترتيب العالمي النهائي وكذا قائمة في حدود ال120 رباع (رجال وسيدات) الذين سيشاركون في موعد اليابان. وأكد المتحدث باسم الهيئة الدولية أنه ما لم يشارك الرباع في البطولة الخاصة بالقارة التي ينتمي إليها، لن يسمح له بالتواجد في دورة طوكيو. فبطولة الجزائر هي إحدى المحطات الهامة في مشوار المشاركة في طوكيو ولا يمكن لأي رباع من إفريقيا المشاركة في الدورة البارالمبية مادام أنه لم يشارك في البطولة الخاصة بقارته، إلا في حال أسباب قاهرة جدا التي لن يفصل فيها سوى المكتب التنفيذي للجنة العالمية لرياضة رفعات القوة. أهمية البطولة الإفريقية للحمل بالقوة 2018 بالجزائر، وهي ثاني محطة مسجلة في رزنامة الموسم الجاري للاتحاد الدولي للعبة بعد بطولة أوروبا المفتوحة التي جرت بفرنسا في ماي المنصرم، جلبت مشاركة أحسن الرياضيين والرياضيات بمجموع 86 ممثلين ل15 دولة. فبالإضافة إلى الجزائر (البلد المضيف)، عرفت الطبعة الثانية لبطولة إفريقيا (بعد طبعة القاهرة سنة 2009)، مشاركة دول مصر ونيجيريا والكاميرون وليبيا وكوت ديفوار والمغرب ومالي وأوغندا وغامبيا وتونس والبنين وطوغو وسيراليون وليبيريا. وفي هذا الإطار، سجل الليبي الاشهب بارتياح المشاركة الهامة، كما ونوعا، للرياضيين الأفارقة، خاصة للدول المسيطرة على هذه الرياضة على المستوى العالمي والتي جاءت بخيرة رباعيها ورباعاتها، على غرار مصر (شريف عمر وجيهان عبد العزيز ومحمود عطية وراندا محمود) ونيجيريا وأبطالها العالميين والبارالمبيين (لوسي إيجيكي ولوفلين أوبيجي وبول كاييندي) وغيرهم، مضيفا أن تواجد هذه العناصر ساهم بشكل واضح في إعطاء طابع خاص لموعد الجزائر وسمح لرواد هذه الرياضة التأكيد على قوتهم وكذا تحطيم العديد من الارقام القياسية الإفريقية. وانطلاقا من هذا التواجد النوعي للمشاركين، كان يتعين على الاتحادية الجزائرية لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة رفع عدة تحديات منها إلزامية التحكم في التنظيم التقني واللوجستيكي للتظاهرة التي سجلت حضور ملاحظي ومفوضي اللجنة الدولية لرياضة الحمل بالقوة. التحدي الذي رفعته الجزائر تمثل في تنظيم بطولة قارية باحترام الحد الادنى المشروط لاحتضان المنافسة وهو ما نجحت فيه عموما. غير أنه سجلنا بعض النقائص التي أردها شخصيا إلى نقص خبرة أعضاء لجنة التنظيم الذين كنا نعدهم على الاصابع. كانت هناك لجنة مركزية فقط بدلا من أن تكون هناك لجان مختصة بكل موضوع (النقل والإيواء واللوجستيك) ومستقلة بذاتها من أجل أكثر سيولة في العمل. فكان من الضروري توزيع العمل وتكوين عناصر يمكن الاعتماد عليها عند الحاجة، كما هو معمول به في مثل هذه التظاهرات وأن يكون هناك تفويض بالصلاحيات ، تأسف الاشهب. ودعا المراقب التقني الدولي لبطولة إفريقيا إلى ضرورة التحكم في هذا العامل مستقبلا، قائلا: إذا تم التحكم في هذه الامور، فإن الجزائر قادرة على احتضان بطولة عالم للحمل بالقوة ومحافل دولية كبرى لأن أهم شيء موجود وهو المنشآت الرياضية والعتاد الرياضي الخاص . وعلى هامش موعد الجزائر القاري، تم تنظيم دورتين تكوينيتين للمدربين والحكام، نجح خلالهما بعض الحكام في الامتحانات وتم تقليدهم بالشارة الدولية (درجة أولى) وبعد عامين يمكن لهم الترشح للحصول على الشارة الدولية (درجة ثانية). الاكيد أن هذا يعد مكسبا هاما للاتحادية الجزائرية لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة التي بالمقابل عليها السعي نحو مضاعفة الجهد حتى يكون لها في الخمس سنوات القادمة اكتفاء ذاتي من حيث الإطارات خاصة وأن الجزائر من الدول العريقة التي نظمت العديد من التظاهرات الرياضية من الحجم الكبير ، يقول الاشهب. كما وجه فتحي علي الاشهب نداء للاتحادية وكذا وزارة الشباب والرياضة الى ضرورة تثمين هذا المكسب والسعي قدما نحو تحقيق المزيد مستقبلا لأن الجزائر أكبر بكثير من الإكتفاء بما هو موجود حاليا من إطارات وكوادر. وختم مندوب الاتحاد الدولي لرياضة الحمل بالقوة لذوي الاحتياجات الخاصة قوله: من الضروري على الجهتين التفكير في وضع إستراتيجية مستقبلية للعهدة الاولمبية القادمة (2021-2024) والاهتمام بجدية مستقبلا ببناء الكوادر الفنية ومتابعة تدرجها للوصول إلى العالمية، ناهيك عن تحقيق الاكتفاء الذاتي في المدربين والحكام والمصنفين في كل اختصاص من اختصاصات فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك ما يسهل التواجد المستمر والدائم في بطولات العالم والالعاب البارالمبية .