بالموازاة مع عودة أولى الدفعات من حجاج الجزائر إلى أرض الوطن بعد أداء الركن الخامس للإسلام بالبقاع المقدسة ،فتح المجال أمام المختصين لتقييم و انتقاد موسم حج 2018 الذي أطلق عليه إسم الكرامة معتمدين في ذلك على شهادات حية و صور و فيديوهات تم نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي ، بينما تمسكت الوصاية ممثلة في وزارة الشؤون الدينية و ديوان الحج و العمرة بالتأكيد أن اداء اعضاء البعثة الجزائرية كان متميزا لانهم لم يتخلوا عن الحجاج في اي مرحلة من مراحل التصعيد والمكوث. و في وقت تحدثت فيه وزارة الشؤون الدينية عن الانتقال من حج الكرامة إلى حج الرفاه في 2019 ،أكدت اولى قوافل الجزائريين العائدين من البقاع المقدسة أن حج الكرامة لم يتحقق خلال هذا الموسم حيث صادف الحجاج بحسب شهادات متعددة عدة صعوبات ومشاكل بسبب إخلال مكتب المطوفين بالتزاماته للتكفل الجيد بالحجاج وبخاصة في مشاعر منى. و وصلت أولى رحلات الحجاج الجزائريين قادمة من مكةالمكرمة إلى أرض الوطن عبر مطار هواري بومدين بعد الانتهاء من شعائر الحج التي تخللتها عدة صعوبات ومشاكل بسبب إخلال مكتب المطوفين المتعاقد مع الديوان الوطني للحج والعمرة بالتزاماته للتكفل الجيد بالحجاج وبخاصة في مشاعر منى . وتساءل العديد من الحجاج عن الوعود الخاصة ب"حج الكرامة" التي أطلقتها وزارة الشؤون الدينية ، في وقت أن الواقع الذي عايشه حجاج بيت الله مغاير تماما بحسبهم، مشيرين إلى الظروف المزرية التي صاحبت أداءهم المشاعر و خاصة بمنى بالنسبة إلى الأكل والشرب وحتى توفير دورات المياه. وكشف الحجاج العائدون بعد اداء الركن الخامس في الإسلام عن نقص فادح في عدد المؤطرين والمرشدين مقارنة بعدد الحجاج، وعدم درايتهم بالمكان خاصة أن أغلبهم يحجون للمرة الأولى ما يصعب عليهم تأطير ومرافقة الحجاج بحسبهم. وتحدث الحجاج كذلك عن ممارسات تمييزية من قبل أعضاء البعثة وعدم زيارتهم لبعض الفنادق التي تأوي الحجاج، إضافة إلى إهمال آخرين وخاصة المصابين بأمراض مزمنة. و سجلت إلى حد الآن 11 حالة وفاة في صفوف الحجاج الجزائريين بالبقاع المقدسة بحسب ما أكدته أرقام البعثة الجزائرية في مكةالمكرمة .وإذا كانت وفاة هذا العدد من الجزائريين تصنف في خانة القضاء والقدر فإن خانة الإهمال راح ضحيتها عدد معتبر من الحجاج الذين تاهوا أو ضاعت أغراضهم ومنهم من يشكو نقص الرعاية والتكفل لاسيما كبار السن. و في السياق لقي الحجاج الجزائريون صعوبات كبيرة في المبيت بمخيمات منى أثناء رمي الجمرات الثلاث بمشعر منى يوم أول أيام عيد الاضحى. اين إضطر الحجاج الجزائريون إلى المبيت في الشارع وفي أروقة المخيمات أمام تبعثر كامل لحقائبهم ومستلزماتهم. بالرغم من تطمينات وزارة الشؤون الدينية التي أقرت بتوفير كافة مستلزمات الراحة لحجاج بيت الله. و أمام كل هذه الانتقادات لاتزال الوصاية ممثلة في وزارة الشؤون الدينية و ديوان الحج و العمرة متمسكة بالتأكيد أن اداء اعضاء البعثة الجزائرية كان متميزا لانهم لم يتخلوا عن الحجاج في اي مرحلة من مراحل التصعيد والمكوث. و في السياق ردّ وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، في تصريح له ، على المنتقدين لأداء بعثة الحج. مؤكدا "نجاح خطة التكفل بالحجاج سواء في المجال الصحي أو النقل والإطعام والإسكان". مشددا على ان البعثة نجحت في تجسيد برنامج "حج الكرامة"، الذي سينتهي إلى "حج الرفاه" في آفاق 2019. .