لازالت معاناة ملايين التلاميذ من الطور الابتدائي تتواصل مع ثقل المحافظ المدرسية، التي خلّفت مضاعفات اجتماعية وصحية خطيرة لقيت انتقادات واسعة من طرف الأولياء والمختصين الذين حذروا من تنامي أمراض السكوليوز الناجمة عن اعوجاج العمود الفقري لدى أطفال المدارس جراء ثقل المحافظ، وهو ما أكده العديد من المختصين ل السياسي ، وفي ظل هذا الواقع الذي أصبح هاجس للتلاميذ وأوليائهم، دفع بالكثير من الآباء للاستنجاد بالمحافظة المجرورة بالعجلات، ويأتي الإقبال عليها بسبب بعض التأثيرات السلبية لثقلها على أطفالهم خاصة فيما يتعلق باعوجاج الظهر الذي بات من الأمراض الأكثر انتشارا في الأوساط المدرسية مما يتطلب، حسب الأخصائيين، التكفل العاجل بهذه الإصابات التي قد تخلف عند الأطفال عاهات مستديمة. هاجس وزن المحفظة يعود من جديد اشتكى العديد من أولياء التلاميذ، ومع بداية الدخول المدرسي، إرهاق أطفالهم وتدهور حالتهم الصحية وتحصيلهم الدراسي بسبب ثقل المدارس، خاصة عند الأطفال الذين يقطعون مسافات طويلة تتخللها مرتفعات للوصول إلى المدرسة. وفي ذات السياق، كشفت العديد من الدراسات الطبية التأثير السلبي للمحافظ الثقيلة على صحة الطفل، حيث تتسبب له في تقوّس العمود الفقري المعروف بداء السكوليوز ، وذلك بالنسبة للمحافظ المحمولة على الظهر. أما التلاميذ الذين يحملون محافظ على اليد، فذلك يسبب لهم اعوجاج العمود الفقري، وأضاف العديد من الأولياء أن ثقل المحافظ يسبب أيضا اضطرابات في جهاز التنفس، مما يدعو إلى ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية للحفاظ على صحة أطفالهم، خاصة في مرحلة نمو العظام. وفي ذات السياق، تقول كريمة، أم لطفلين بالقسم الابتدائي: مع الكم الهائل للأدوات المدرسية، تبقى الحقيبة المجرورة بالعجلات السبيل الوحيد لتخفيف الثقل، ومن لم يستطع شراءها، فما عليه إلا مكابدة عناء حمل محفظة ابنه كل صباح ومساء . مختصون: السكوليوز يهدد صحة التلاميذ ومن جهته، أضاف فتحي بن أشنهو، خبير في الصحة العمومية، في اتصال ل السياسي ، أن المحافظ تهدد سلامة الأطفال، فباعتبار صغر سنهم ومرحلة نموهم، يتسبب لهم الوزن الزائد الناتج عن المحافظ اعوجاجا في العمود الفقري وتقوسا في الظهر، إذ أن التغذية غير المكتملة للطفل وعدم اكتمال نمو جسمه بما فيه العمود الفقري والظهر يجعل من الثقل والحمولات الزائدة تؤثر سلبا عليه، حيث يمكن لهذه الأخيرة التسبب في العاهات والإعاقة للأطفال مستقبلا وقد تكون في الأمد القريب، إذ أن أغلب العوارض تظهر مباشرة بانحناء الطفل نتيجة المحفظة الثقيلة، وهذه الظاهرة ليست بالجديدة، إذ طالما عانى منها الأطفال والأولياء ويجب على المختصين إعادة النظر فيها وتسليط الضوء عليها والحد من معاناة الأطفال وضمان سلامتهم. ومن جهته، أوضح مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، في اتصال ل السياسي ، أن مشكل ثقل المحافظ تكلمنا عليه على مدار عشر سنوات وهو مستمر لحد الساعة، إذ اقترحنا كحلول بديلة اعتماد لوحات إلكترونية كبديل للكتب للتخفيف من وزن المحافظ، غير أننا لم نلق استجابة مع أن اللوحات ستنقص الوزن أكثر من 10 بالمائة، كما اقترحنا حلا آخر وهو تسطير برامج الدراسة غير مكثفة لتقليص كمية الكتب وتخفيف الأوزان عليهم ، وأبرز المتحدث خطر المحافظ الثقيلة وتأثيرها على مرضى السكوليوز ، حيث أشار إلى أنها تتسبب في اعوجاج الظهر وتقوس العمود الفقري وتشويهه والحيلولة دون أداء وظائفه بشكل سليم، إذ نلاحظ أن معظم الشباب الذين لم يتجاوز سنهم ال17 سنة لديهم عمودا فقريا مقوسا وظهورهم معوجة، وهذا إهدار للطاقات البشرية ومساهمة مباشرة لرفع نفقات القطاع الصحي، ومنه، نستنتج أن المؤسسات التربوية أصبحت مسؤولة على الكثير من الأمراض للتلاميذ. عزوق: المحافظ الثقيلة تسبب إعاقات وعاهات مستديمة للتلاميذ وفي ذات السياق، أوضح كمال عزوق، ممثل المنظمة الوطنية لحماية المستهلك لولاية البليدة، في اتصال ل السياسي ، أن ظاهرة ثقل المحافظ تكلمنا عنها مرارا وتكرارا وطالبنا الجهات الوصية بتخفيف الكتب وقائمة الأدوات ووضع برامج الدراسة للتلاميذ حتى يخفف عنهم الأمر، حيث أن ذهاب وإياب التلميذ يوميا إلى المدرسة يضاعف الخطورة على صحته ، وأضاف المتحدث بأن وزارة التربية الوطنية وضعت رزنامة للقائمين على التربية بتخفيف وزن المحفظة غير أن الكثير من المعلمين لم يلتزموا بها وأضافوا أعباء أخرى للتلاميذ بمضاعفة عدد الكراريس والأدوات حيث رصدنا مخالفات وتجاوزات في حق التلاميذ، ونطالب المسؤولين ومدراء المدارس بإيجاد حل لهذه المشكلة، باعتبار أن وزن المحفظة يهدد صحة التلميذ ويؤثر على نفسيته ومردوده الدراسي .