غياب الأدراج المدرسية وثقل الأدوات ينعش تجارة المحافظ المجرورة لازالت المحافظ المدرسية تثقل كاهل التلاميذ، خاصة بالنسبة للذين يقطعون كيلومترات طويلة في القرى والمداشر والمدن المعزولة، مما دفع بالاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ إلى فتح النار مجددا على الوزارة متهما إياها بعدم الوفاء بوعودها فيما يخص تجهيز الأقسام بالأدراج المدرسية قصد تخفيف العبء على المتمدرسين مما أجبر الكثير من الأولياء على حمل محافظ أطفالهم وسط انتشار داء "السكوليوز" في المدارس. * وتعرف محلات بيع اللوازم المدرسة وألبسة الأطفال إقبالا غير مسبوق على المحافظ المجرورة ذات العجلات التي ارتفعت أسعارها بشكل ملفت لتتراوح بين 1200 و2000 دج، ويفضل الأولياء هذا النوع من المحافظ لتخفيف الحمل على أطفالهم في ظل ثقل المحافظ المحمولة التي بات وزنها يزيد عن ثمانية كيلوغرامات وهو ما لا يطيقه تلميذ في السادسة من العمر، خاصة بالنسبة للذين يقطنون في مناطق بعيدة عن المدارس، مما جعل الأولياء في كثير من الأحيان يجبرون على مرافقة أبنائهم ويحملون المحافظ عنهم في الصباح والمساء. * وتحولت المحافظ المجرورة هذا العام إلى "موضة" يقبل عليها التلاميذ لتخفيف الحمل على أنفسهم خاصة في الطور الابتدائي، وتبرز هذه الظاهرة في وقت تتعالى فيه نداءات جمعيات أولياء التلاميذ فيما يتعلق بضرورة التسريع في اعتماد مشروع المدارج المدرسية لتخفيف العبء على أطفالهم، خاصة بعد تحذيرات الأطباء من انتشار غير مسبوق لداء "السكوليوز" المسبب لاعوجاج العمود الفقري وضيق التنفس داخل المؤسسات التربوية بسبب ثقل المحافظ التي تحوّلت إلى هاجس يؤرق الأولياء والتلاميذ. * ثقل المحافظ أثر على التحصيل الدراسي للتلاميذ * ومن جهته انتقد رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ خالد أحمد، في تصريح ل الشروق ظاهرة الثقل المفرط لمحافظ الدراسة وتأثيرها على صحة التلاميذ وتحصيلهم الدراسي، مطالبا وزير التربية بتنفيذ ما وعد به لتجاوز هذا المشكل العويص من خلال اعتماد مشروع "الدرج المدرسي" الذي يمكن التلميذ من الاحتفاظ بأدواته في المدرسة واصطحاب ما يلزمه إلى المنزل، لكن هذا المشروع لم يعرف طريقه إلى الإنجاز، مما يطرح إشكالية إرهاق التلاميذ بمحافظ تعادل نصف وزن بعضهم. * وأضاف المتحدث بأن الوزير وعد أيضا بتخفيف المقررات الدراسية والحجم الساعي للدراسة باعتماد نظام الدوام الواحد وهذا ما لم يحدث في الكثير من المدارس التي تفاجأ فيها الأساتذة بتوقيت مكتظ على عكس توقعاتهم، وقال خالد أحمد بأن عددا كبيرا من جمعيات أولياء التلاميذ على المستوى الوطني قدمت شكاوى تبين إرهاق أطفالهم وتدهور حالتهم الصحية وتحصيلهم الدراسي بسبب ثقل المحافظ خاصة عند الأطفال الذين يقطعون مسافات طويلة تتخللها مرتفعات، وهذا ما يجعل مشروع اعتماد الأدراج المدرسية أكثر من ضرورة بعدما تحولت الدراسة لدى الكثير من التلاميذ إلى عقوبة في سجن يدعى المدرسة. * اعوجاج العمود الفقري وضيق التنفس بسبب ثقل المحافظ * وفي ذات السياق، كشف المختص في طب الأطفال ورئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، البروفسور مصطفى خياطي، بأن العديد من الدراسات الطبية أثبتت التأثير السلبي للمحافظ الثقيلة على صحة الطفل، حيث تتسبب له في تقوّس العمود الفقري المعروف بداء "السكوليوز"، وذلك بالنسبة للمحافظ المحمولة على الظهر، أما التلاميذ الذين يحملون محافظ على اليد فذلك يسبب لهم اعوجاجا في العمود الفقري، مؤكدا بأن ثقل المحافظ يسبب أيضا اضطرابات في جهاز التنفس مما يدعو إلى ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية للحفاظ على صحة الأطفال، خاصة في مرحلة نمو العظام، وأوضح بأن أضعف الحلول هو الاعتماد على المحافظ المجرورة التي لا تسبب أي مضاعفات سلبية على الأطفال.