تم إنشاء أول رصيف اصطناعي للكائنات البحرية بولاية الجزائر بساحل بلدية عين البنيان، حسب الناطق باسم الشبكة الوطنية لحماية التنوع البيولوجي البحري، أمير بركان. وقال بركان على هامش ورشة عمل وطنية حول التلوث البلاستيكي والمناطق البحرية المحمية، أنه تم وضع هذا الرصيف الاصطناعي بالتعاون بين مديرية الصيد البحري بالجزائر العاصمة والمدرسة العليا للعلوم البحرية والتهيئة الساحلية ونادي الغوص المرجان بعين البنيان. ويعتبر هذا الرصيف الاصطناعي للكائنات البحرية كهيكل مصنوع من المعدن الصلب عادة أو الطوب أو الآجر من أجل توفير موطن للكائنات البحرية المختلفة وهذا قصد التكاثر. ولهذا شرعت الشبكة الوطنية لحماية التنوع البيولوجي البحري منذ 2015 بحملة لوضع الأرصفة الاصطناعية للأسماك عبر السواحل الوطنية. وسبق أن تم وضع الأرصفة الاصطناعية للأسماك بدلس ببومرداس ووهران وعنابة، علما أن هذه التصميمات للحفاظ على التنوع البيولوجي البحري منظمة في إطار قانون يعود لسنة 2017. ومن المرتقب كذلك مشاريع أخرى لإنشاء الأرصفة الاصطناعية للكائنات البحرية بكل من سكيكدة وبجاية ومستغانم. من جهة أخرى، شدد بركان خلال هذه الورشة على ضرورة إنشاء لجنة وطنية متعددة التخصصات وتشمل عدة قطاعات للحد من استنزاف الثروة البحرية بسبب التلوث البلاستيكي في المناطق البحرية. وفي هذا السياق، دعا الفاعلين في القطاع (المؤسسات والباحثين والمجتمع المدني) إلى بذل مزيد من الجهود للتنبيه ومحاربة خطر التلوث البلاستيكي. كما أوضح أن تأثير البلاستيك على النظام الإيكولوجي البحري يتسبب في استفحال الجسيمات المجهرية من البلاستيك في البحر. وتمتزج هذه الكائنات البحرية بهذه الجسيمات والعوالق التي تشكل مصدر تغذيتهم، ونتيجة لذلك، يتم امتصاص هذه الجسيمات البلاستيكية والعوالق من قبل الكائنات البحرية وبالتالي انتقالها إلى السلسلة الغذائية البشرية. كما تناولت هذه الورشة الوطنية دراسة إمكانية مضاعفة المناطق البحرية المحمية التي لا تملك الجزائر منها سوى اثنين على طول الشريط الساحلي الممتد على 1.400 كيلومتر. ويتعلق الامر بالجزيرة المسماة بالوما ، والتي تغطي مساحة 4 هكتار وتقع بالقرب من شاطئ بوسفر بعين الترك بولاية وهران. أما المنطقة البحرية المحمية الثانية هي جزر حبيباس (40 هكتار)، وتقع على بُعد 28 كيلومتراً شمال ساحل وهران. وقال بركان أن هذا العدد غير كاف معربا عن أمله في تحقيق إنجاز 14 منطقة محمية بحرية عبر الساحل الجزائري بحلول عام 2020.