تحتفل دول الحوض المتوسطي ومن بينها الجزائر بيوم الساحل المتوسطي، المصادف ل25 سبتمبر في ظل تنامي التهديدات التي يشكلها التلوث الناجم خاصة عن المحروقات، ولمعرفة المزيد عن هذه الأخطار التي تهدد البحر، والإجراءات التي تم اتخاذها لتفادي ذلك، أجرت «الشعب» هذا الحوار مع المديرة الفرعية المكلفة بالتنوع البيولوجي بوزارة تهيئة الإقليم والبيئة نادية شنوف، التي كشفت عن ظهور أصناف غازية خطيرة في بعض السواحل. @ الشعب: أكبر مساهم في انتشاره، المخلفات الناجمة عن النشاطات الصناعية، حيث أن 25 بالمائة من هذه الأخيرة تقام على المدن الساحلية، ماهو نوع الخطورة التي تشكلها مفرزات المصانع التي تصب في البحر؟ @@ شنوف: كل مفرزات النشاطات الصناعية تؤثر على البحر، باختفاء بعض الأنواع من الحيوانات والنباتات البحرية، وظهور أصناف غازية تكون في بعض الأحيان خطيرة. في منطقة الغرب الجزائري ظهرت نوع من الكائنات البحرية تسمى «كولورباغاسيموزا» ووجودها ينبئ بخلل في التوازن الايكولوجي، لأنها أخذت مكان «بوزيدونيا» التي تعتبر نظام بيئي يتكاثر فيه بعض الأنواع الحيوانية، واختفاء هذا الكائن البحري يعد مؤشرا على وجود تلوث. @ ما هي العلاقة بين التغيرات المناخية والتلوث البحري ؟ @@ عملنا دراسة حول التغيرات المناخية وعلاقتها بالتلوث البحري، فأظهرت أن ثمة علاقة بين الاثنين، حيث أثبتت هذه الدراسة أن التراجع الكمي الذي يبلغ بعض الأحيان حد الانقراض، راجع إلى التلوث وانتشار رقعته عبر البحار والمحيطات. أخذنا مناطق كعينات لإجراء دراسة عليها، وكان من بين النتائج المحصل عليها، أن ارتفاع درجة الحرارة، يؤدي إلى ظهور تغير في لون البحر إلى الأحمر، وهذا راجع إلى ظهور كائنات حية تأخذ هذا اللون الذي انعكس على الماء، كما تظهر كذلك أصناف غازية، وكذا الهلاميات «ميديز» التي غزت السواحل الجزائرية السنوات الأخيرة. @ ما مدى تطبيق الإستراتيجية المتعلقة بالحفاظ على المجال البحري ؟ @@ التشريعات موجودة منها القانون المتعلق بحماية الساحل، بالإضافة إلى ذلك نحن حاليا بصدد مراجعة الإستراتيجة المتعلقة بالحفاظ على التنوع البيولوجي في المجال البحري، حيث تم تقسيم البحر إلى عدة مواضيع للقيام بدراسات معمقة عن الكائنات البحرية. بالإضافة إلى ذلك نعمل على تطوير المجالات المحمية في إطار التنمية المستدامة، نحن بصدد إنشاء محمية جديدة في جزر «حبيباس» بوهران التي انطلق المشروع بها مؤخرا بعد أن صنفت كمحمية طبيعية سنة 2003 من طرف وزارة تهيئة الإقليم والبيئة، وقد شرعت المحافظة الوطنية للساحل بتطبيق مخطط تهيئة على هذه المحمية، خاصة وأنها تحوي على بعض الكائنات الحية البحرية التي انقرضت في البحر المتوسط.