موريتانيا مستعدة لاحتضان مبادرة الجزائر تسير مبادرة الجزائر لتفعيل اتحاد المغرب العربي في الطريق الصحيح، فبعدما لقيت ترحيبا دوليا كبيرا من طرف العديد من المنظمات والهيئات الرسمية، ها هي موريتانيا تعلن إستعدادها أن تكون العاصمة نواقشوط مكانا لاستضافة الحدث المغاربي في أقرب الآجال، ما يعني بأن كل الظروف باتت مهيأة لإحياء هذا الصرح في انتظار موقف الجارة المغرب. وأعلنت وزارة الخارجية الموريتانية، في بيان لها، دعمها وترحيبها بالمبادرة والدعوة الجزائرية لعقد دورة مستعجلة لوزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي، كاشفة عن إستعدادها أن تكون العاصمة نواقشط مكانا لإستضافة للحدث المغاربي في أقرب الآجال، وجاء في بيان وزارة الخارجية أن موريتانيا دأبت في كل المحافل العربية والقارية والدولية على التأكيد بتمسكها باتحاد المغرب العربي إطارا لتعزيز أواصر الأخوة. وأكد البيان على إلزامية تفعيل التكتل باعتباره أداة لتحقيق التكامل والاندماج الاقتصادي بين الأشقاء، في عالم تفرض التكتلات نفسها فيه صيغة لا بديل عنها لمواجهة التحديات. من جهته، تلقى الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، الطيب البكوش، رسالة من وزير الخارجية، عبد القادر مساهل، يطلب منه اتخاذ التدابير اللازمة من أجل عقد اجتماع لوزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي في أقرب الآجال، بحسب بيان للاتحاد المغاربي. وقالت الامانة العامة، التي ما انفكت تسعى لعقد الدورة الخامسة والثلاثين لمجلس وزراء الخارجية منذ أكثر من سنة، إنها تثمن الطلب الجزائري، خصوصا أنه يأتي في سياق نتائج القمة الاستثنائية الحادية عشرة التي عقدت يومي 17-18 نوفمبر الجاري في أديس أبابا (اثيوبيا) حول موضوع الإصلاح المؤسساتي للمنظمة ، والتي ركزت بشكل لافت على دور المجموعات الإقليمية الاقتصادية في الاندماج القاري، وأولت أدوارا هامة في إطار الرؤية الجديدة لعمل الاتحاد الإفريقي وتسييره ومستقبله. والأمانة العامة، التي عمقت في السنتين الأخيرتين انتماءها الإفريقي باعتبارها تمثل إحدى المجموعات الثماني التي يقوم عليها الاتحاد الافريقي ويعتبرها ركائزه الأساسية، تثمن ربط الجزائر الاستحقاقات المغاربية بالاستحقاقات الإفريقية، حيث تؤكد رسالة معالي وزير الخارجية الجزائرية أن اتحاد المغرب العربي يبقى المجموعة الجهوية الأقل اندماجا على الصعيد الإفريقي. لهذه الأسباب، وإقتناعا من الأمانة العامة بحتمية هذا المسار، تولت إعلام جميع الدول المغاربية الخمس بفحوى الرسالة الواردة عليها من الجزائر في ذات اليوم الذي اتصلت فيه بها. ونحن نأمل أن يستجيب الجميع للدعوة المتجددة لعقد المجلس الوزاري في انتظار عقد القمة السابعة ، تقول أمانة الاتحاد المغاربي. يذكر أن الجزائر طلبت يوم الخميس الماضي من الأمين العام لإتحاد المغرب العربي عقد دورة طارئة لوزراء خارجية الدول الأعضاء في أقرب الأجال، علما أن الملك المغربي، محمد السادس، كان قد دعا في ال6 نوفمبر المنصرم، الجزائر، للحوار والتشاور لتسوية النزاعات بين البلدين، وهي الدعوة التي لم ترد عليها الخارجية الجزائرية بشكل رسمي، إلى أن خرجت بهذه المبادرة التي تكشف رغبة الجزائر في النقاش ضمن تكتل الإتحاد المغاربي، بحسب العديد من المحللين و المتابعين للشأن السياسي في الجزائر.