صادق قادة دول الاتحاد الأوروبي، في قمتهم الاستثنائية المنعقدة في العاصمة البلجيكية بروكسل، أمس، على اتفاق تاريخي لخروج بريطانيا من الاتحاد، حسب ما ذكرته مصادر اعلامية. واحتضنت العاصمة البلجيكية بروكسيل قمة الاتحاد الأوروبي التي في إطارها وقع قادة 27 دولة عضو بالمنتظم اتفاقية بريكسيت ، وصادقوا على إعلان سياسي يحدد الإطار العام للعلاقات التي ستجمع مستقبلا بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي. وبحسب المصادر، فقد أوصى رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، دونالد توسك، باعتماد الاتفاقية بعد تجاوز آخر عقبة متبقية عندما وافقت إسبانيا على توضيح حول وضع جبل طارق والتجارة بعد البريكسيت . من جهته، قال كبير المفاوضين الأوروبيين، ميشيل بارنييه، ان الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة واجها إلى الآن قضايا ثقة ويحتاجان إلى العمل الجاد من أجل إعادة بناء علاقة ثقة فعلية وصلبة، مضيفا أن هذه الصفقة هي خطوة ضرورية لبناء الثقة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي ونحن بحاجة إلى بناء المرحلة التالية، لأن الأمر يتعلق بشراكة غير مسبوقة وطموحة. واشار إلى أنه قد حان الوقت الآن لكي يتحمل الجميع مسؤوليتهم، مؤكدا أن المرحلة المقبلة هي شراكة غير مسبوقة وطموحة وسنظل حلفاء وشركاء وأصدقاء. بدورها، أشارت رئيسة ليتوانيا، داليا غريبا وسكايت، إلى أنه لا يزال هناك أربعة سيناريوهات متاحة للمملكة المتحدة، موضحة أنه ما لا يقل عن أربعة سيناريوهات محتملة يمكن أن تحدث بعد موافقة زعماء الاتحاد الأوروبي على صفقة خروج بريطانيا. ونوهت باحتمال إجراء انتخابات عامة أو تصويت شعبي إذا صوت برلمان المملكة المتحدة ضد الاتفاق الذي صاغته رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي. من جانبه، أوضح رئيس الوزراء الأيرلندي، ليو فارادكار، أن القضايا لا تزال بحاجة إلى تسوية مع اتفاقية الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، ووصف ليو فارادكار مشروع الاتفاق بأنه أفضل شيء بالنسبة لبقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي. من جهته، أكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن مسودة اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تظهر الحاجة إلى إصلاح هذا التكتل. وكانت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، قد دعت البريطانيين منذ ساعات لدعم اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي، رغم أن دعم حزبها للاتفاق لايزال غير واضح. وقالت انها ستبذل كل ما في وسعها لإقرار اتفاقها في البرلمان البريطاني، وهو احتمال غير مرجح بشكل متزايد بسبب المعارضة الشديدة داخل وخارج حزبها. وأفاد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بأن بريكست يشكل دليلا على أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى إعادة تأسيس. وقال ماكرون: إنها لحظة حرجة للاتحاد الأوروبي ، مضيفا أنها تبيّن أن الاتحاد الأوروبي يعاني ضعفا لكنه قابل للتحسن. ووصف الاتفاق مع لندن بأنه جيد، مشيرا إلى أن العلاقات المستقبلية مع لندن لا تزال تتطلب تحديدا. وتابع قائلا: من الواضح أن المملكة المتحدة ستواصل الاضطلاع بدور مهم يمكن أن يتطور . جدير بالذكر أن الرئيس الفرنسي جعل من إعادة إطلاق المشروع الأوروبي أحد عناوين ولايته، لكنه يجد صعوبة في إقناع شركائه الأوروبيين، ويدعو في هذا الإطار إلى موازنة مستقلة لمنطقة اليورو دعما للاستثمار، وإلى إنشاء جيش أوروبي. تيريزا ماي في ورطة من جهته، أعلن الحزب الوحدوي الديمقراطي في إيرلندا الشمالية، الداعم الرئيسي لحكومة تيريزا ماي، أنه سيعيد النظر في دعمه لها إذا أقر البرلمان خطتها لاتفاق الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. وجاء تحذير رئيسة الحزب، أرلين فوستر، في أعقاب موافقة قادة بلدان الاتحاد الأوروبي على اتفاق طلاق مثير للجدل بين لندن والاتحاد في قمة بروكسل امس. وسيصوت النواب البريطانيون على الاتفاق الشهر المقبل، فيما يعارضه الحزب الوحدوي الديمقراطي والعديد من نواب حزب المحافظين الحاكم وأحزاب المعارضة. ولفتت فوستر، بحديث ل بي بي سي ، إلى أن اتفاق الثقة والدعم لا يزال ساريا، في إشارة إلى إجماع حزبها على دعم حكومة ماي مقابل زيادة مبدئية في ميزانية إيرلندا الشمالية قدرها مليار جنيه استرليني. وتابعت: ولكن إذا وصلنا لوضع يوافق فيه البرلمان على دعم الاتفاق، سنضطر إلى إعادة النظر في اتفاق الثقة والدعم . وأضافت: أعتقد أننا يجب أن نستغل الوقت للبحث عن طريق ثالث، طريق مختلف، طريق أفضل . يشار إلى أن أعضاء البرلمان البريطاني العشرة في الحزب الوحدوي الديمقراطي ، قد دعموا حكومة ماي منذ خسارتها الأغلبية البرلمانية في انتخابات مبكرة كارثية عام 2017.