- تسجيل 160 حالة وفاة بداء السيدا سنة 2017 - 58حالة جديدة بالعاصمة خلال السداسي الأول من 2018 - جمعيات تحسس بأهمية الكشف المبكر للسيدا عرف داء السيدا في الجزائر، خلال السنة الجارية، ارتفاعا محسوسا مقارنة بالسنة الماضية، فبالرغم من إحصائيات المستشفيات والجهات المختصة وما تقدمه من أرقام سنوية، غير أن ذلك يبقى مجرد أرقام، فالعديد من المصابين لا يصرحون بإصاباتهم تجنبا لنظرة المجتمع القاسية تجاه الداء، ليبقى العديد من المرضى يقاومون ويصارعون بعيدا عن الأضواء وفي صمت كبير ورهيب تجنبا لما قد يعترضهم من المجتمع من نظرات قاسية وانتقادات لاذعة تؤثر على نفسيتهم، في حين أن الكثيرين يجهلون إصابتهم بالداء، وآخرون يتجاهلون الإصابة بعزوفهم عن التشخيص المبكر والقيام بخطوة، ربما، قد تجنبهم الخطورة والحد من نقله لأشخاص سالمين آخرين وتوسيع نطاق الإصابات. وقد تنوعت وتعددت أسباب الإصابة بهذا الداء الخبيث من عمليات نقل الدم والمخدرات وغيرها من الأمور التي طالما ارتبطت بالإصابة به، على غرار العلاقات غير الشرعية والتي تعتبر سببا رئيسا في الإصابة وحمل الفيروس، حسب ما اكده العديد من المختصين عشية الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة السيدا، وهو ما يستدعي، حسبهم، دق ناقوس الخطر للتصدي لهذا الداء الفتّاك. 39 بالمائة نسبة ارتفاع السيدا بالجزائر منذ 2010 كشف مدير برنامج الأممالمتحدة المشترك المعني بالسيدا، أونوسيدا في الجزائر، عادل زدام، عن أن الجزائر سجلت إلى غاية 31 ديسمبر 2017؛ 14 ألف حالة، منها 6100 امرأة و7300 رجل، إلى جانب 500 حالة لأطفال مصابين تقل أعمارهم عن 15 سنة. مشيرا إلى أنها شهدت ارتفاع عدد الإصابات ب39 بالمائة منذ سنة 2010، بسبب غياب التشخيص المبكر لدى الأشخاص الحاملين للفيروس. قال الدكتور زدام، إن العالم يحصي اليوم 37 ألف مصاب بداء السيدا و9 آلاف حامل لفيروس نقص المناعة المكتسبة، ولم يجد له علاجا إلى حد الساعة. مضيفا أن هذا الرقم المخيف دفع بالمنظمات العالمية هذه السنة إلى رفع شعار عش إيجابيا.. للكشف عن حالتك الوبائية ، مؤكدا في السياق، أن الجزائريين لا زالوا على غرار شعوب باقي العالم، يعتبرون هذا المرض من الطابوهات الاجتماعية، وأن السبب الرئيسي لانتقال الفيروس يعود للعلاقات الجنسية غير المحمية. تسجيل 160 حالة وفاة بداء السيدا سنة 2017 ذكر المتحدث على هامش مداخلته في إطلاق برنامج اليد في اليد في طبعته التاسعة، احتفالا باليوم العالمي لمكافحة السيدا الموافق للفاتح ديسمبر، أن 1200 حالة جديدة تم تسجيلها خلال 2017، في حين تم تسجيل 160 حالة وفاة بسبب السيدا، وهي في انخفاض مستمر بفضل العلاج، و80 بالمائة من المصابين يستفيدون من تغطية علاجية على مستوى 15 مركزا مرجعيا عبر التراب الوطني، ويقدر عدد الأشخاص الذين تلقوا العلاج إلى غاية جوان 2018، ب11700 شخص، موضحا أن الفئة ما بين 25 و39 سنة تشكل ما يعادل 60 بالمائة من إجمالي الإصابات، أي الفئة الشابة هي الأكثر إصابة بالداء، نظرا للنشاط الجنسي الذي تتميز به هذه المرحلة من العمر. وأكد الدكتور زدام، أن المنظمات الصحية ترجح أن 20 بالمائة من الأشخاص الحاملين لفيروس نقص المناعة المكتسبة غير مشخصين، وعليه شدد على أهمية تكثيف الحملات التحسيسية التوعوية، لحث المواطنين على القيام بعملية الكشف والتشخيص التي تتم في سرية تامة، من أجل تكفل فعال في حالة حمل الفيروس الذي يمكن التعايش معه بطريقة جد بسيطة، مع احترام نمط معيشي وقائي فعال. وأوضح زدام أن كل الهيئات العالمية تتجند لمحاربة الفيروس مع آفاق 2030، وهي اليوم تحتفل بالطبعة ال30 منذ انعقاد الاجتماع الأول للهيئة العالمية للصحة وشركائها، وجعل يوم الفاتح ديسمبر يوما عالميا لمكافحة السيدا. وطمأن المختص بأن الإصابة لا تعني الموت المحتم، كما يعتقده البعض، وتوفر العلاج يسمح للمصاب بالعيش وفق نظام حياة محدد وشبه طبيعي، مع أخذ الدواء في الوقت المناسب، حتى يتجاوز المصاب مرحلة الخطر، حينها يمكنه الزواج وإنجاب الأطفال بشكل عادي، مع احترام مواعيد أخذ الدواء حتى لا ينقل العدوى لأطفاله وزوجته، مشيرا إلى أن جهود الأممالمتحدة لا زالت متواصلة في سبيل إيجاد الدواء والقضاء على الفيروس نهائيا مع مطلع عام 2030. 58 حالة جديدة بالعاصمة خلال السداسي الأول من 2018 وفي ذات السياق، كشفت رئيسة مصلحة التأثير الصحي والمواد الصيدلانية بذات المديرية، الدكتورة بوركيش زكاغ نادية، انه تم تسجيل 58 حالة جديدة للإصابة بداء السيدا بالجزائر العاصمة خلال السداسي الأول من سنة 2018 من مختلف الفئات العمرية بينها 14حالة من جنسيات اجنبية مقابل تسجيل 82 حالة خلال نفس الفترة من السنة المنصرمة. وحسب المتحدثة، فإن غالبية المصابين يتابعون علاجهم بالمصالح المرجعية للأمراض المعدية مع العلم أنه تم تزويد هذه المصالح المركزية بمختلف المواد الصيدلانية وبإشراف من طواقم طبية وشبه طبية متخصصة. وأفادت الكتورة زكاغ نادية أن أزيد من 5000 شخص توجهوا بشكل طوعي نحو المراكز المرجعية الثلاثة المتواجدة على مستوى ولاية الجزائر للتكفل بإصابات فيروس فقدان المناعة المكتسبة لإجراء التحاليل اللازمة للكشف عن الداء. وفي ذات الشأن، أفادت المتحدثة أن مختلف المصالح والمخابر الطبية التابعة للمؤسسات الاستشفائية العمومية بالولاية تقوم بالتحاليل للكشف عن هذا الداء وكذا مراقبة تبرعات الدم للتأكد من سلامتها من أي مرض. وفي هذا الإطار، أبرزت أن عدم التصريح بالإصابة بداء فقدان المناعة لدى بعض الفئات التي قد تكون ناقلة للفيروس كالشواذ جنسيا ومدمني المخدرات يبقى من العوائق التي تطرح لدى الأطباء للتكفل الجيد بالمرضى وكذا عدم الإقبال على الكشف المبكر بسبب اعتباره الداء طابوها داخل المجتمع وذكرت أن النسبة المسجلة لا تعكس الوضعية الوبائية الحقيقية. كما أكدت من جهة أخرى، أن الخدمات الصحية بما في ذلك الأدوية المضادة لفيروس والعلاج مضمون لكل حاملي فيروس مجانا دون تمييز بين الموطنين والأجانب وذلك في إطار برنامج المخطط الوطني الإستراتيجي لمكافحة السيدا (2016-2020) وكذا تعزيز الجهود من أجل القضاء على هذا الوباء مشيرة إلى أنه تم خلال سنة 2017 تسجيل 206 حالة جديدة للسيدا بالعاصمة. وذكرت أن اليوم العالمي لمكافحة داء السيدا الذي يحتفي به العالم كل فاتح ديسمبر فرصة لجميع الأشخاص من مختلف الآفاق حيث يجعلهم يعملون جميعا من أجل هدف واحد وهو بلوغ عالم خال من السيدا. كما يسمح هذا اليوم بالتعريف أكثر بهذا المرض وخطورته على المستوى الفردي والجماعي على حد سواء. وفي ذات الإطار، أكدت إلتزام الجزائر في مكافحة الداء وكذا تعزيز الحفاظ على الأولويات التي سطرها البرنامج الوطني لمكافحة هذا الوباء والمخطط الوطني الإستراتيجي. من جهة أخرى، ستشارك مديرية الصحة لولاية الجزائر في إطار اليوم الدراسي الذي تنظمه مصالح وزارة والسكان وإصلاح المستشفيات بالتعاون مع ممثل برنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة السيدا (اونوسيدا) بالجزائر يوم 2 ديسمبر المقبل بفندق سوفيتل تحت شعار أنا قمت بالفحص.. وأنت؟ في إطار سلسلة الورشات واللقاءات التحسيسية بمخاطر هذا الوباء، يبرز ذات المصدر. تسجيل أكثر من 12000 حالة إصابة بداء السيدا منذ 1985 صرحت مسؤولة بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أن الجزائر سجلت أكثر من 12000 حال إصابة بفيروس السيدا منذ ظهور هذا المرض بالبلد في 1985 الى غاية 30 سبتمبر 2018. وأكدت المديرة الفرعية للأمراض المتنقلة والإنذار الصحي بمديرية الوقاية على مستوى الوزارة سامية حمادي قائلة: منذ 1985 الى غاية 30 سبتمبر 2018، سجلنا 12083 حالة إصابة بداء السيدا بمعدل 700 الى 800 حالة سنويا . وفي مداخلة لها على أمواج القناة الثالثة للإذاعة الوطنية عشية إحياء اليوم العالمي لمكافحة السيدا، على هامش يوم تحسيسي اليد في اليد ، أضافت المتدخلة أن 1880 شخص من أصل 12083 معنيون بحالات السيدا مشيرة الى أن هذا الرقم (1880) يمثل الأشخاص الذين خضعوا للكشف بصفة متأخرة. وحسب قولها، فإن هذا المرض منتشر عند الرجال والنساء على حد سواء حتى وإن كانت الإصابة مرتفعة لدى الرجال في حين كانت من قبل تمس ثلاثة رجال مقابل امرأة مضيفة أن الشريحة الأكثر إصابة تمس الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 الى 35 سنة. وترى الدكتورة حمادي أن الأعمال التحسيسية لفائدة الشباب مهمة للغاية بهدف السماح باكتشاف وسائل الوقاية من هذا المرض مضيفة أن التشخيص مضمون مجانيا عبر 15 مركز للتكفل بداء السيدا. وأوضحت أن الدواء مجاني وبمجرد الكشف عن الإصابة، يتم التكفل بها. إطلاق حملة للكشف المبكر عن السيدا ب4 ولايات وللتحسيس اكثر بمخاطر هذا الداء الذي بات يفتك بشباب اليوم، أطلقت جمعية التضامن مع المصابين بفقدان المناعة المكتسبة (سيدا) حملة للكشف المبكر عن هذا الداء لدى فئة الشباب ب4 ولايات وهي الجزائر العاصمة ووهران وعنابة وتمنراست، حسب ما صرح به رئيس الجمعية، حسن بوفنيسة. وأكد ذات المتحدث عشية إحياء اليوم العالمي لمكافحة السيدا، الذي يصادف الفاتح من شهر ديسمبر، عن إطلاق حملة تدوم اسبوعا للكشف المبكر عن الداء لدى الفئات الشابة بهذه الولايات وستجري هذه الحملة بالساحات العمومية والأماكن القريبة من فئة الشباب وتجمع النازحين الأفارقة لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب. وتدخل هذه الحملة المدعمة من طرف الصندوق العالمي للسيدا في إطار الإستراتيجية الوطنية لمكافحة هذا الوباء للفترة الممتدة بين 2015/ 2019، يضيف قائلا، واصفا هذه العملية باحسن طريقة لتشخيص الحالات بوسط السكان. ويشرف على هذه الحملة التي انطلقت السبت الماضي وتدوم إلى غاية الأسبوع الأول من شهر ديسمبر فرق طبية تابعة للمؤسسات الصحية لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات ومربيين من الجمعيات ووزارة الشباب والرياضة مدعمة بدليل يشرح خطورة هذا الداء وطرق انتقال العدوى. وبخصوص ولاية الجزائر العاصمة، أوضح بوفنيسة أن الحملة المنظمة بالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة تستهدف ساحات وفضاءات يقصدها الشباب ب13 بلدية على غرار ساحة رياض الفتح والبريد المركزي. وفيما يتعلق بالمصابين الذين يتابعون علاجهم بالمراكز المتخصصة عبر القطر، قال ذات المتحدث أن الجمعيات ترافق الفئات الهشة من المرضى اجتماعيا ونفسيا بالإضافة إلى مساعدة الأمهات المصابات بالسيدا لا سيما اللواتي تخلى عنهن ازواجهن لتسهيل الإجراءات القضائية وحصولهن على الحضانة. وبالنسبة لأصناف الأدوية الموجهة لعلاج هذا الداء، أكد بوفنيسة توفيره وتوزيعه من طرف الدولة مجانا بالمراكز المتخصصة مثمنا هذه المجهودات التي قلما توجد بالعديد من الدول ذات الدخل المتوسط مثل الجزائر. وشدد من جهة أخرى، على ضرورة تعزيز الوقاية التي تبقى -حسبه- الوسيلة الوحيدة للتصدي لهذا الداء الذي ينتقل عن طريق الدم والعلاقات الجنسية مع كسر الطابوهات المحيطة بالمرض لتفادي انتشاره. وللتحكم في الوضع وتحقيق استقرار في عدد الإصابات ترى الجمعيات الناشطة في الميدان التوصل إلى هذا المسعى عن اجراء التحاليل الطوعية لدى نسبة من المجتمع تتراوح بين 15 إلى 20 بالمائة خاصة الفئة الأكثر عرضة للمرض والتي يقل سنها عن 35 سنة. يذكر المخبر الوطني المرجعي لفيروس فقدان المناعة المكتسبة (السيدا) لمعهد باستور الجزائر قد احصى السنة الماضية 723 حالة إصابة جديدة خلال الفترة الممتدة من 1 جانفي الى 30 سبتمبر 2017 على المستوى الوطني.