كشف مدير برنامج الأممالمتحدة المشترك المعني ب«السيدا"، "أونوسيدا" في الجزائر، عادل زدام، عن أن الجزائر سجلت إلى غاية 31 ديسمبر 2017؛ 14 ألف حالة، منها 6100 امرأة و7300 رجل، إلى جانب 500 حالة لأطفال مصابين تقل أعمارهم عن 15 سنة. مشيرا إلى أنها شهدت ارتفاع عدد الإصابات ب39 بالمائة منذ سنة 2010، بسبب غياب التشخيص المبكر لدى الأشخاص الحاملين للفيروس. قال الدكتور زدام، إن العالم يحصي اليوم 37 ألف مصاب بداء السيدا و9 آلاف حامل لفيروس نقص المناعة المكتسبة، ولم يجد له علاجا إلى حد الساعة. مضيفا أن هذا الرقم المخيف دفع بالمنظمات العالمية هذه السنة إلى رفع شعار "عش إيجابيا، للكشف عن حالتك الوبائية"، مؤكدا في السياق، أن الجزائريين لا زالوا على غرار شعوب باقي العالم، يعتبرون هذا المرض من الطابوهات الاجتماعية، وأن السبب الرئيسي لانتقال الفيروس يعود للعلاقات الجنسية غير المحمية. ذكر المتحدث على هامش مداخلته في إطلاق برنامج "اليد في اليد" في طبعته التاسعة، احتفالا باليوم العالمي لمكافحة "السيدا" الموافق للفاتح ديسمبر، أن 1200 حالة جديدة تم تسجيلها خلال 2017، في حين تم تسجيل 160 حالة وفاة بسبب "السيدا"، وهي في انخفاض مستمر بفضل العلاج، و80 بالمائة من المصابين يستفيدون من تغطية علاجية على مستوى 15 مركزا مرجعيا عبر التراب الوطني، ويقدر عدد الأشخاص الذين تلقوا العلاج إلى غاية جوان 2018، ب11700 شخص، موضحا أن الفئة ما بين 25 و39 سنة تشكل ما يعادل 60 بالمائة من إجمالي الإصابات، أي الفئة الشابة هي الأكثر إصابة بالداء، نظرا للنشاط الجنسي الذي تتميز به هذه المرحلة من العمر. أكد الدكتور زدام، أن المنظمات الصحية ترجح أن 20 بالمائة من الأشخاص الحاملين لفيروس نقص المناعة المكتسبة غير مشخصين، وعليه شدد على أهمية تكثيف الحملات التحسيسية التوعوية، لحث المواطنين على القيام بعملية الكشف والتشخيص التي تتم في سرية تامة، من أجل تكفل فعال في حالة حمل الفيروس الذي يمكن التعايش معه بطريقة جد بسيطة، مع احترام نمط معيشي وقائي فعال. أوضح زدام أن كل الهيئات العالمية تتجند لمحاربة الفيروس مع آفاق 2030، وهي اليوم تحتفل بالطبعة ال30 منذ انعقاد الاجتماع الأول للهيئة العالمية للصحة وشركائها، وجعل يوم الفاتح ديسمبر يوما عالميا لمكافحة "السيدا". طمأن المختص بأن الإصابة لا تعني الموت المحتم، كما يعتقده البعض، وتوفر العلاج يسمح للمصاب بالعيش وفق نظام حياة محدد وشبه طبيعي، مع أخذ الدواء في الوقت المناسب، حتى يتجاوز المصاب مرحلة الخطر، حينها يمكنه الزواج وإنجاب الأطفال بشكل عادي، مع احترام مواعيد أخذ الدواء حتى لا ينقل العدوى لأطفاله وزوجته، مشيرا إلى أن جهود الأممالمتحدة لا زالت متواصلة في سبيل إيجاد الدواء والقضاء على الفيروس نهائيا مع مطلع عام 2030.