تعمل غرفة الصناعة التقليدية والحرف ببومرداس على استحداث وبعث، في أقرب الآجال الممكنة، مشروع السويقة أو قرية موجهة خصيصا لمنتجات الصناعة التقليدية وحرفها المتنوعة، الذي يستهدف القضاء والتخفيف من عوائق عمليات التسويق والترويج التي أصبحت تؤرق المنتسبين إلى هذه المهنة، حسب ما أفاد به رئيس الغرفة. وأوضح يماني رضوان، بأن العمل جار حاليا من أجل التجسيد الفعلي لهذا المشروع الحيوي الذي هو يعد من المطالب الرئيسية لحرفيي الصناعة التقليدية بكل الولاية منذ ما يزيد عن 4 سنوات. وحسب نفس المصدر، فقد تم الشروع في إجراءات تجسيد هذه القرية التي هي بمثابة سوق وفضاء كبير ثابت لترويج وتسويق مختلف المنتجات التقليدية على مدار السنة حيث يجري حاليا إقناع الجهات الإدارية المعنية باقتراح توطين هذا الفضاء في عقار مناسب بالقرب من محطة القطار بوسط المدينة مقر الولاية. ويرتقب، حسب دفتر شروط هذا الفضاء التجاري الأول من نوعه بالولاية، أن يضم أجنحة ومربعات متنوعة لإنتاج وتسويق بعين المكان لمختلف أنواع منتجات الصناعات التقليدية مع التركيز على خصوصية المنتجات المحلية التي تزخر بها كل مناطق الولاية. و يمكن كذلك تحويل هذا الفضاء خلال موسم الاصطياف تزامنا مع التوافد الكبير لزوار الولاية -استنادا لرئيس الغرفة- إلى قطب سياحي يفتح على مدار الساعة من أجل استقطاب السياح والترويج للمنتجات التقليدية على أوسع نطاق ممكن. ويهدف هذا المشروع إلى تشجيع الحرفيين على مواصلة ممارسة هذه الحرف التقليدية المهددة بالزوال من خلال محاربة التجارة العشوائية وتمكين المعنيين من تنظيم أنفسهم وكذلك حرفتهم والدفاع عن حقوقهم بشكل منظم ومجابهة غزو منافسة المنتجات المستوردة المقلدة. وكشف رئيس غرفة الصناعة التقليدية أنه سيتم في إطار دائما مسعى حل مشكل التسويق في المجال إعادة بعث في أقرب الأجال الممكنة ورشة مشروع إنجاز دار الصناعة التقليدية بمدينة بومرداس بعد توقف لعدة سنوات لأسباب مختلفة. وأوضح أن من شان هذا المشروع التخفيف عند دخوله حيز الخدمة نوعا ما من الضغط على الحرفيين من حيث توفير لهم عدد من الفضاءات للإنتاج والتوزيع وأخرى تخصص كمقر للغرفة الذي تفتقده حاليا. وتسعى غرفة الصناعة التقليدية من خلال هذا الإجراء إلى رفع عدد الحرفيين في الآفاق القريبة ليصل إلى نحو 10.000 حرفي من خلال تفعيل التحفيزات والامتيازات التي تقدمها الدولة في المجال وتخفيف الإجراءات الإدارية للحصول على بطاقة الحرفي ومواصلة الحملات و تكثيف دورات التكوين والتأهيل والحملات التحسيسية لهذا الغرض. تجدر الإشارة إلى أن عدد الحرفيين المسجلين في سجل القائمة الرسمية لغرفة الصناعة التقليدية والحرف بالولاية وصل إلى نحو 6100 حرفي بعد تطهير القائمة بشطب ما يزيد عن 1600 حرفي لأسباب متعددة. ويزاول ما يزيد عن 4000 حرفي من مجمل هؤلاء الحرفيين المسجلين في الفترة الممتدة من 1998 إلى غاية اليوم في ميادين منتجات الخدمات وقرابة 1200 حرفي في إنتاج المواد التقليدية وأزيد من 900 حرفي منهم يزاولون في مجالات الصناعة التقليدية الفنية.