تنصب جهود غرفة الصناعة التقليدية والحرف ببومرداس حاليا على استكمال الإجراءات الإدارية والمادية، من أجل استحداث وبعث قريبا قرية للصناعة التقليدية والحرف، من أجل القضاء على مشكل التسويق، حسبما كشف عنه رئيس الغرفة. وأكد يماني رضوان، أن العمل جار حاليا من أجل إعادة إحياء والتجسيد الفعلي لهذا المشروع الحيوي الذي هو من المطالب الرئيسية لحرفيي الصناعة التقليدية بكل الولاية منذ ما يزيد عن 4 سنوات. وحسب نفس المصدر، فقد تم الشروع في إجراءات تجسيد هذه القرية التي هي بمثابة سوق كبير لترويج مختلف المنتجات التقليدية على مدار السنة، حيث يجري حاليا المفاضلة أو اختيار العقار المقترح لتوطين هذا الفضاء على مستوى مدينة بومرداس ويرتقب، حسب دفتر شروط هذا الفضاء التجاري الأول من نوعه بالولاية، أن يضم أجنحة ومربعات متنوعة لإنتاج وتسويق بعين المكان مختلف أنواع الصناعات التقليدية مع التركيز على خصوصية المنتجات المحلية التي تزخر بها كل مناطق الولاية. ويمكن كذلك تحويل هذا الفضاء خلال موسم الاصطياف تزامنا مع التوافد الكبير لزوار الولاية، إستنادا للمتحدث، إلى قطب سياحي يفتح على مدار الساعة من أجل استقطاب السياح وترويج المنتجات التقليدية على أوسع نطاق ممكن. ومن بين أهم ما يرمي إليه هذا المشروع، وفقا ليماني، القضاء على أحد أهم المشاكل التي يعاني منها حرفيو الصناعة التقليدية بالولاية والتي تتمثل في انعدام فضاءات الإنتاج والتسويق. ويهدف المشروع كذلك إلى تشجيع الحرفيين على مواصلة ممارسة هذه الحرف التقليدية المهددة بالزوال من خلال محاربة التجارة العشوائية و تمكين المعنيين من تنظيم أنفسهم و الحرفة و الدفاع عن حقوقهم بشكل منظم ومجابهة غزو منافسة المنتجات المستوردة المقلدة. من جهة أخرى، أوضح ذات المسؤول أنه باستلام مشروع دار الصناعة التقليدية بمدينة بومرداس سيخفف نوعا ما الضغط عن الحرفيين من حيث توفير لهم عدد من الفضاءات للإنتاج والتوزيع وفضاءات أخرى تخصص كمقر للغرفة الذي تفتقده حاليا. تجدر الإشارة إلى أن عدد الحرفيين المسجلين في سجل القائمة الرسمية لغرفة الصناعة التقليدية والحرف بالولاية وصل إلى نحو 6100 حرفي بعد تطهير القائمة بشطب ما يزيد عن 1600 حرفي لأسباب متعددة. ويزاول ما يزيد عن 4000 حرفي من مجمل الحرفيين المذكورين المسجلين في الفترة الممتدة من 1998 إلى نهاية 2017، إستنادا إلى نفس المصدر، في ميادين منتجات الخدمات وقرابة ال1200 حرفي في إنتاج المواد التقليدية وأزيد من 900 حرفي منهم يزاولون في الصناعة التقليدية الفنية. وتسعى غرفة الصناعة التقليدية، حسب رئيسها، إلى رفع عدد الحرفيين، ليصل إلى نحو 10.000 حرفي من خلال تفعيل التحفيزات والامتيازات التي تقدمها الدولة وتخفيف الإجراءات الإدارية للحصول على بطاقة الحرفي ومواصلة الحملات وتكثيف دورات التكوين والتأهيل والحملات التحسيسية لهذا الغرض.