إجماع إفريقي على تفوق الجزائر وتميزها دبلوماسياً انتخبت الجزائر، مجددا، في مجلس السلم والامن للاتحاد الافريقي من قبل المجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي لعهدة مدتها ثلاث سنوات 2019-2022، وهو ما يعد تميزا هاما للدبلوماسية الجزائرية، مقابل نجاح الجزائر في الحفاظ على أمنها واستقرارها رغم تواجدها في منطقة تتميز باضطربات أمنية حادة، كما انها لعبت دور محوري ورئيسي في الحفاظ على الأمن والإستقرار الإقليمي، رغم ما واجهته من صعوبات كبيرة. انتُخبت الجزائر بالإجماع من قبل مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد الإفريقي لعضوية مجلس السلم والأمن الإفريقي، لعهدة جديدة مدتها 3 سنوات وبنسبة تجاوزت ال92 بالمائة، وذلك بعد أن سبق وأدت عهدات ناجحة خلال السنوات الفارطة، حيث لعبت فيها دور بارز في تسويات النزاعات في القارة، وبادرت إلى نشر مبادرات للسلم والحوار في حل أحنك الأزمات القارية، خاصة منها الإقليمية، والوقوف بجانب دول الجوار للخروج من أزماتها على غرار دورها المتميز بمالي وليبيا وتونس. وجاء انتخاب الجزائر بالأغلبية لتمثل إقليم شمال إفريقيا، على هامش أشغال الدورة العادية ال34 للمجلس التنفيذي المنعقدة بمقر الاتحاد الإفريقي باديس ابابا، تقديرا للدور الذي لعبته في توجه الاتحاد الإفريقي لإرساء مبادئ السلم والأمن في القارة وإسهامها في حل النزاعات القارية. وحظيت الجزائر بتصويت 48 دولة افريقية، وامتناع 4 دول من أصل 52 عضوا مسجلا على قائمة التصويت، على عكس النتائج التي تحصل عليها المغرب في الانتخابات السنة الماضية، عندما حظي ب16 صوتا مع، اي 30.18 بالمائة، و11 صوتا ضد، والباقي ممتنع، من أصل 53 عضوا كان مسجلا على قائمة التصويت. وجاءت نتائج انتخابات التجديد الجزئي لعضوية مجلس السلم والأمن هذه السنة، ولمدة 3 سنوات بنجاح عدد من الدول مثل نيجيريا وليسوتو وكينيا. وانتخبت الجزائر عن جدارة في مجلس السلم و الامن للاتحاد الافريقي. وقال عبد القادر مساهل، وزير الشؤون الخارجية، أن هذا الانتخاب يكرس، مرة أخرى، مصداقية الدبلوماسية الجزائرية بقيادة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، ومساهمته في حفظ السلم والامن في افريقيا وخارجها، كما يعد ذلك عرفانا لإسهام الجزائر في الاستقرار الاقليمي، لاسيما في السياق الراهن الذي يتميز باضطرابات كبيرة، يضيف مساهل. وسبق للجزائر وأن كانت عضوا في مجلس السلم والامن للاتحاد الافريقي لثلاث عهدات على التوالي ما بين 2004 و2007 وما بين 2007 و2010 وما بين 2013 و 2016. وفي إطار هذه المساهمة النشطة ضمن هذه الهيئة الهامة للاتحاد الافريقي، ساهمت الجزائر بشكل كبير في تنفيذ عهدة مجلس السلم و الامن المتمثلة في الوقاية وتسيير وتسوية النزاعات في افريقيا، حسب ما علم لدى مصدر دبلوماسي. وأنشئ مجلس السلم والأمن للاتحاد الافريقي سنة 2002 وأصبح عمليا سنة 2004 كهيئة مصغرة تضم 15 بلدا عضوا مكلف بالمسائل المتعلقة بالسلم والاستقرار والأمن في افريقيا. ومجلس السلم والأمن الإفريقي، هو جهازٌ تابعٌ للإتحاد الإفريقي والمسؤول عن تنفيذ قرارات الاتحاد، وهو مشابه إلى حد ما لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، ويتم انتخاب الأعضاء من قبل الجمعية للاتحاد الأفريقي، بحيث تعكس التوازن الإقليمي في أفريقيا، فضلا عن مجموعة متنوعة من المعايير الأخرى، بما في ذلك القدرة على المساهمة عسكريا وماليا للاتحاد، والإرادة السياسية للقيام بذلك، وجود دبلوماسي فعال في اديس ابابا ويتكون المجلس من خمسة عشر بلدا، منها خمسة بلدان يتم إنتخابها كل ثلاث سنوات، وعشرة دول لمدة سنتين.