أعلن مؤسس موقع »ويكيليكس« جوليان أسانج، هذا الأسبوع، في مؤتمر صحافي عقده في لندن، أن الوثائق ال 400 ألف السرية للجيش الأمريكي التي نشرها الموقع، تكشف »حقيقة« الحرب في العراق. وفيما قوبل نشر الوثائق بإدانة شديدة من واشنطن معتبرة أنه يمكن أن يعرّض للخطر القوات الأمريكية والعراقيين، قالت وزارة حقوق الانسان العراقية إن الوثائق التي كشفها الموقع »لم تشكل أي مفاجأة«. - أحدثَ زوبعة مشاكل في البنتاغون ونشر 400 ألف وثيقة سرية للجيش الأمريكي - سيناريوهات حول الجهة التي تقف وراء تسريب الوثائق ل »ويكيليكس« وأهدافها - من يقف وراء تأسيس موقع »ويكيليكس«؟ - كشفت الوثائق تفاصيل حرب في الظل على الأرض العراقية بين القوات الأمريكيةوإيران - موقع »ويكيليكس« تأسس في جويلية 2007 من خلال حوار بين مجموعة من الناشطين على الأنترنت من أنحاء متفرقة من العالم وفي التفاصيل قال أسانج في المؤتمر الذي لم يعلن عنه حتى اللحظة الأخيرة وعقد في فندق كبير بوسط العاصمة البريطانية، إن »نشر الوثائق يستهدف كشف الحقيقة«. واعتبر موقع ويكيليكس أن نشر 400 ألف وثيقة للجيش الأمريكي يشكل »أكبر عملية تسريب وثائق في تاريخ الجيش الأمريكي«. وقال أسانج إن »عدد القتلى أكبر بخمس مرات في العراق ويمثل حمام دم حقيقياً بالمقارنة مع أفغانستان«. وأضاف مؤسس ويكيليكس »في زمن الحرب، تبدأ الهجومات على الحقيقة قبل بداية الحرب وتستمر بعدها«، وذلك في إشارة إلى تكتم الجيش عن حالات التعذيب وحصيلة العمليات، وانتقادات وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) والحلف الأطلسي لتسريب الوثائق السرية »التي من شأنها تعريض حياة الجنود للخطر«، كما قالا. وأوضح أسانج »نأمل تصحيح بعض الهجومات على الحقيقة التي حصلت قبل الحرب وخلال الحرب والتي تستمر بعد إنهاء الحرب بصورة رسمية«. وأشار أسانج إلى أن التدقيق في التقارير التي جمعها الجيش الأمريكي تتيح التوصل إلى »حصيلة مفصلة لنحو 109 آلاف قتيل منهم 66 ألف مدني«. حرب في الظل من جهته، قال فيل شينر المحامي الذي يمثل منظمة »بابليك إنترست لويرز« للدفاع عن الحقوق المدنية، في المؤتمر الصحافي إن القوات البريطانية في العراق يمكن أن تكون قد تورطت في عدد من التجاوزات الموثقة، التي من شأنها تبرير الملاحقات أمام المحاكم البريطانية. كما كشفت الوثائق تفاصيل حرب في الظل على الأرض العراقية بين القوات الأمريكيةوإيران، خصوصا استعمال طهران ميليشيات لقتل أو خطف أمريكيين. وفي المؤتمر الصحافي نفسه، أعلن المتحدث باسم »ويكيليكس« كريستن هرافنسون عن نشر وثائق عسكرية أمريكية جديدة قريباً حول الحرب في أفغانستان هذه المرة. وقال هرافنسون إن »ويكيليكس« لم يستثمر إلا نحو تقرير واحد من ست من الوثائق المتعلقة بأفغانستان تمهيداً لدرسها والتدقيق فيها، وبات هذا العمل منتهياً والتقارير ستنشر قريباً، موضحاً أن عدد الوثائق الجديدة سيبلغ 15 ألفاً. ودانت الولاياتالمتحدة نشر »ويكيليكس« الوثائق عن حرب العراق، معتبرة أنه يمكن أن يعرض للخطر القوات الأمريكية والعراقيين، ولن يكشف أي جديد بشأن الحرب. وقال الناطق باسم »البنتاغون« جوف موريل: »بكشف معلومات حساسة كهذه يواصل (ويكيليكس) تعريض حياة قواتنا وشركائها في التحالف والعراقيين والأفغان العاملين معنا، للخطر«. وأضاف أن هذه الوثائق »معلومات أولية جمعتها وحدات عسكرية« ولا تتضمن تحليلاً »استراتيجياً ولا معلومات رفيعة المستوى«. من جهتها، دانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون »بأوضح العبارات« أي تسريب لمعلومات يشكل تهديداً لحياة الأمريكيين. ورفضت كلينتون مناقشة تفاصيل المعلومات التي نشرها »ويكيليكس«، وقالت لصحافيين »لكنني أعتقد بقوة أنه علينا الإدانة بأوضح العبارات كشف أفراد أو منظمات عن أي معلومات سرية قد تهدد حياة العاملين الأمريكيين وشركائهم والمدنيين«. بدوره، حذر الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن، في برلين من تسريبات جديدة لموقع ويكيليكس. وأضاف »هذه التسريبات يمكن أن تعرض حياة جنود ومدنيين للخطر«. وفي أول رد فعل عراقي رسمي على نشر الوثائق، صرح الناطق باسم وزارة حقوق الإنسان العراقية كامل الأمين، لوكالة فرانس برس بأن وثائق ويكيليكس »لم تشكل أي مفاجأة«. وقال إن »التقرير لم يشكل أي مفاجأة لأننا أشرنا إلى أمور كثيرة حدثت، بينها ما وقع في سجن أبي غريب، وكثير من الحالات التي قامت بها القوات الأمريكية. وأضاف »بالنسبة إلينا لم نفاجأ بمعلومات جديدة«. أشباح المخابرات الغربية تلاحق مؤسس موقع »ويكيليكس« يعيش جوليان أسانج مؤسس موقع »ويكيليكس« الذي كشف وثائق حرب العراق وقبلها أفغانستان، حياة طريد تلاحقه أشباح مخابرات غربية أطلقت عملاءها لتعقبه.. في المطعم يطلب وجبة طعامه همسا وفي الفنادق يسجل بأسماء مستعارة. يصبغ شعر رأسه بلون مختلف بين حين وآخر، ينام على الأرائك والأرض، ويستخدم النقد بدلا من بطاقات الائتمان، وكثيرا ما تكون النقود مستعارة من أصدقاء. يطالب أسانج مؤيديه أن يستخدموا هواتف خلوية مشفرة ويبدل هاتفه مثلما يبدل الآخرون قمصانهم. وتنقل صحيفة »نيويورك تايمز« عن أسانج أن المآل انتهى به إلى وضع استثنائي بسبب إصراره على السير في هذا الطريق وبدون مهادنة. يرى أسانج أن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون الأخطر في رحلته المحفوفة بالمنزلقات والمطبات. والآن بعدما نشر 391832 وثيقة من وثائق حرب العراق على موقعه، أعلن في مؤتمر صحفي في لندن أن الوثائق تمثل أشمل تقرير عن أي حرب دخلت السجل العام والأغنى بالتفاصيل. جرى كثير من الماء منذ عام 2006 الذي استخدم فيه أسانج، وهو أسترالي في التاسعة والثلاثين من العمر، خبرة سنوات من القرصنة الإلكترونية وما يسميه أصدقاؤه ذكاء يقرب من العبقرية، لتأسيس موقع »ويكيليكس«. وأحدث موقعه انقلابا في طريقة الكشف عن الفساد والجرائم السياسية بجمع الأسرار بالجملة ثم نشرها فورا وفي سائر أنحاء العالم. وتلاحظ صحيفة »نيويورك تايمز« أن الحكومات ليست وحدها التي تحقد عليه بل ينتقده البعض من رفاقه أيضا ممن تخلوا عنه بسبب ما يرون أنه سلوك متعالٍ وشعور بالعظمة لا يضاهيه إدراك لعواقب ما ينشره من أسرار رقمية. يقول العديد من زملاء أسانج أنه قرر بمفرده نشر وثائق الحرب في أفغانستان دون أن يشطب أسماء مصادر في المخابرات الأفغانية. وقالت عضو البرلمان الإيسلندي »بريجيتا يونسدوتير« التي عملت متطوعة في موقع »ويكيليكس« أن ما فعله وطريقته في الحديث عنه بعد ذلك أزعج عاملين معه. كما يخضع أسانج للتحقيق في قضية اغتصاب وتحرش جنسي رفعتها ضده امرأتان سويديتان. ولكن الادعاء السويدي لم يصدر موافقته على التهم ولا قرر إساقطها بعد ثمانية أسابيع على رفع الدعوى ضده. ويؤكد أسانج أن التهم تهدف إلى التشهير به والنيل من سمعته لكنه لا ينكر أن القضية زادت من الضغوط على حياته التي يعيشها متخفيا. وفي هذا الشأن قال أسانج وهو يتناول الغداء في مطعم منزوٍ في لندن أن المرء حين يصل إلى حد التطلع أحيانا إلى السجن ليكون قادراً على قضاء يوم في قراءة كتاب لعله يدرك حينذاك أن الوضع اصبح أصعب مما يتمنى. شب أسانج على الطوق وهو يغني خارج السرب، وتفادى دخول السجن في أستراليا بمعجزة بعد إدانته في 25 قضية قرصنة إلكترونية عام 1995 حين كان في الرابعة والعشرن من العمر. إن الشوط الذي قطعه أسانج منذ ذلك الحين زاخر بالجواسيس والمنشقين والمتمردين والمشاكسين الذين كشفوا أخطر الأسرار التي مرت عليهم خلال سنوات عملهم في ميادين حيوية شتى وعلى مستويات عليا. وبدا أسانج شخصية فُصلت الأنترنت على مقاسة واختُرعت له خصيصا بتداعيات ما زالت مجهولة سواء عليه هو أو على حافظي أسرار العالم. من يقف وراء موقع »ويكيليكس«؟ موقع »ويكيليكس« وكما جاء في موسوعة »ويكيبيديا« تأسس في جويلية 2007، من خلال حوار بين مجموعة من الناشطين على الأنترنت من أنحاء متفرقة من العالم مدفوعين بحرصهم على احترام وحماية حقوق الإنسان ومعاناته، وبذلك هو مخصص لحماية الأشخاص الذي يكشفون الفضائح والأسرار التي تنال من المؤسسات أو الحكومات الفاسدة، وتكشف كل الانتهاكات التي تمس حقوق الإنسان أينما وكيفما كانت. نشر موقع »ويكيليكس« أكثر من أربعمائة ألف وثيقة تكشف أسرار الحرب على العراق، ومصدر تلك الوثائق هو الجيش الأمريكي، وهذا يثير علامات استفهام حول عدم مقدرة البنتاغون ورئاسة الأركان الأمريكية على حفظ هذه الكمية الهائلة من الوثائق! وهذا يطرح عدة سيناريوهات حول الجهة التي تقف وراء تسريب الوثائق وأهدافها: - السيناريو الأول: قد تقف الولاياتالمتحدةالأمريكية وراء تسريب الوثائق لموقع »ويكيليكس« رغم شجب واستنكار وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون للتسريب، كونه يؤثر على الأمن القومي الأمريكي، ويعرض أصدقاء الولاياتالمتحدةالأمريكية للخطر، ولكن ربما تكون مصلحة الولاياتالمتحدة في تسريب الوثائق تفوق ما ذهبت إليه هيلاري كلينتون، وهذا يعكس أخلاق الولاياتالمتحدة في تعاملها مع حلفائها، وبذلك تحقق عدة أهداف سياسية من وراء التسريب منها: 1 - إطلاق رصاصة الرحمة على المستقبل السياسي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. 2 - تأجيج الصراع السني الشيعي في المنطقة. - 3 التأسيس لبيئة سياسية تقوم على المذهبية والطائفية، من أجل ضرب أي مشاريع وحدوية، وما دفع الولاياتالمتحدة لذلك هو طبيعة التقارب الإيراني التركي، وخشية واشنطن من تأثير هذا التقارب على الوضع الداخلي في العراق، وبذلك دفعت أطرافا من وزارة الدفاع الأمريكية بتسريب تلك الوثائق إلى موقع »ويكيليكس« كونه موقعا دوليا ومتخصصا بهكذا قضايا، ولا أحد يستطيع حجبه عن الشبكة العنكبوتية (الأنترنت). 4 - من خلال الإجرام الكبير للجيش الأمريكي، تريد الولاياتالمتحدةالأمريكية إعادة هيبة تلك القوات والتي بدأت بالانحسار والانكسار في العراق وأفغانستان. - السيناريو الثاني: ربما يكون هذا الموقع العالمي استطاع تحقيق اختراق لشبكات الحاسوب الخاصة بالبنتاغون، أو شراء ذمة أحد موظفي وزارة الدفاع الأمريكية، للحصول على الكم الهائل من الوثائق، ولكن هذا السيناريو لم يكن قوياً انطلاقاً من خشية أصحاب الموقع الإلكتروني على حياتهم من جبروت المخابرات الأمريكية. وبذلك نستطيع القول إن السيناريو الأول هو الأكثر واقعية، ويأتي استكمالاً لضرب نفوذ إيران في العراق بعد فرض حزمة العقوبات الجديدة على طهران، وهذا يندرج ضمن إستراتيجية تقليم الأظافر، وهي استراتيجية يبدو أنها جديدة في الفكر السياسي الأمريكي، وتقوم على أساس ضرب كل أوراق القوة في المنطقة التي تمتلكها إيران، وربما يكون تأجيج الصراع المذهبي في الشرق الأوسط أكبر عائقاً أمام تمدد نفوذ إيران في المنطقة، وهذا يصب في مصلحة المشروع البديل، وللأسف هو المشروع الصهيو أمريكي، كوننا كعرب لا نمتلك أي مشروع آخر لحتى اللحظة! حسام الدجني (العرب أون لاين) وثائق ويكيليكس تؤكد »عار أمريكا« كتب المحلل البريطاني البارز بصحيفة الإندبندنت روبرت فيسك عن الوثائق الخاصة بحرب العراق، والتي سربها موقع ويكيليكس، وأكد أنها تؤكد »عار أمريكا«. وقال فيسك في مقاله الأخير بالصحيفة: »العرب يعرفون كالعادة كل ما يتعلق بالتعذيب الجماعي، وإطلاق النار على المدنيين، واستخدام القوة الجوية بإسراف ضد منازل العائلات، والاستعانة بالمرتزقة الأمريكيين والبريطانيين ومقابر القتلى الأبرياء، وكل من في العراق يعلم لأنهم كانوا الضحايا«. وأضاف: »أما نحن في الغرب فلا يسعنا سوى أن نواجه أي زعم أو أي قول ضد الأمريكيين أو البريطانيين بإنشاء سياج من الأكاذيب من خلال ما يقوله الجنرالات«. وأردف فيسك: »إذا وجدنا رجلاً يتعرض للتعذيب، سيقال لك إنه يروج للإرهابيين، وإذا وجدت منزلاً مليئًَا بالأطفال القتلى بسبب ضربة جوية أمريكية، فإنه هذا سيفسر على أنه مواجهة الدعاية للإرهاب أو سيكون الرد جملة بسيطة وهي »ليس لدينا معلومات بشأن ذلك«. وشدد المحلل البريطاني على أن الشعوب الغربية باتت تدرك أن القادة يعرفون ما يتعلق بهذه الحوادث، وهذا هو ما أثبتته آلاف الوثائق السرية التي تم الكشف عنها. تعليق: مؤسس موقع »ويكيليكس« جوليان أسانج خلال مؤتمره الصحافي في لندن