رافع الأمين العام لوزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، رابح حمدي، بصفته رئيس الوفد الجزائري في أشغال الدورة ال38 للجنة المرأة العربية، مطولا للإنجازات الرائدة التي تحققت في الجزائر في مجال حماية المرأة وترقيتها، وتمكينها في كل المجلات، حيث أبرز أن هذه المكتسبات بوأت الجزائر المراتب الأولى في هذا المجال، وجاءت بفضل العناية الكبيرة التي يوليها رئيس الجمهورية، لإعطاء المرأة المكانة الحقيقية التي تليق بها، والمستمدة من مبادئ ثورتنا التحريرية المباركة، حيث شاركت المرأة جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل في معركة تحرير البلد من براثن الاستعمار. وقال الأمين العام في كلمته التي ألقاها، أمس، بمناسبة انعقاد الدورة ال38 للجنة المرأة العربية، أن تاريخ الجزائر حافل بالبطولات التي صنعتها قائدات ملهمات ومجاهدات باسلات. وأضاف حمدي أن الترسانة القانونية والتشريعية الجزائرية قد رسخت حقوق المرأة وضمنت حمايتها وصون كرامتها بعد تعديل قانوني الأسرة والجنسية، وقانون العقوبات الذي جرّم التحرش في أماكن العمل والأماكن العمومية وفي الفضاء الخاص، وكذا العنف الاقتصادي والنفسي ضدها حتى من طرف الزوج. واضاف المتحدث أنه من اجل تمكينا للمرأة في المجال السياسي، كرس التعديل الدستوري لسنة 2008 مبدأ الحصص في تمثيلها بمختلف المجالس المنتخبة، مشيرا إلى أن تطبيق القانون العضوي المحدد لكيفيات توسيع حظوظ المرأة في المجالس المنتخبة والقانون العضوي المتعلق بالأحزاب سنة 2012، أسفر على تسجيل نسبة 31,60 % من النساء في المجلس الشعبي الوطني خلال الانتخابات التشريعية لسنة 2012، ما يعادل 146 امرأة منتخبة من أصل 462 نائب. وقد سمحت هذه النسبة بتصنيف الجزائر، آنذاك، كأول دولة عربية في هذا المجال والمرتبة التاسعة على المستوى الإفريقي واحتلت المرتبة السادسة والعشرين عالميا، وهو المكسب الذي تعزز سنة 2016 بإدراج المادة 36 في الدستور المعدل لإقرار مبدأ المناصفة في سوق الشغل وتشجيع ترقية المرأة في مناصب المسؤولية في الهيئات والإدارات العمومية وعلى مستوى المؤسسات. وعدّد حمدي المكتسبات التي حققتها المرأة في جميع المجالات والميادين، وعلى كل الاصعدة، في العشرية الاخيرة حيث عرفت ولوج المرأة لمختلف الميادين دون استثناء، وبلوغ أعلى المراتب والمناصب بجدارة واستحقاق بما فيها تلك التي كانت فيما مضى حكرا على الرجل. وخير مؤشر على ذلك تواجد أربع وزيرات في حكومتنا الحالية، وتعيين ثلاث نساء برتبة عميد وسيدة برتبة لواء بالجيش الشعبي الوطني، كما أوكلت مهمة رئاسة أعلى هيئة قضائية في البلاد وهي مجلس الدولة لسيدة، وتم تنصيب سيدة على رأس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، مشيرا إلى انه ما كان بلوغ المرأة الجزائرية لهذه المستويات، قال حمدي إلا ثمرة سياسة الدولة المبنية على التعليم الإجباري والمجاني. وختم المتحدث أن المجهودات التي بذلتها الدولة الجزائرية في مجال حماية المرأة وتمكينها، قد حظيت بالاعتراف الدولي والإقليمي، حيث منح الإتحاد الإفريقي في قمة كيغالي جائزة الجوائز وجائزة التنمية الاجتماعية الأولى لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، كما تحصلت بلادنا على الجائزة الخاصة الممنوحة من طرف المنتدى العالمي نساء في البرلمانات في قمته السنوية المنعقدة بالأردن سنة 2016. وأشادت الوفود العربية المشاركة في أشغال الدورة ال38 للجنة المرأة العربية المنعقدة بالجزائر بالتنسيق مع جامعة الدول العربية، مؤكدة أن دورة الجزائر كانت ناجحة على كل الأصعدة، سواء من حيث التنظيم أو من حيث التوصيات التي توجت بها، وكرمت الوفود المشاركة رئيس الجمهورية نظير المجهودات التي يبذلها في سبيل ترقية المرأة في الجزائر، وكذا عرفنا له بالإسهامات الكبيرة في هذا المجال على المستوى العربي والإقليمي والدولي.