يستحق الصحفيون الجزائريون، الذين لقوا حتفهم منذ 45 سنة خلال مهمة عمل في حادث طائرة بالفيتنام، تكريما أحسن لأنهم يعتبرون شهداء الواجب الوطني ، حسب ما أكده امس بالجزائر العاصمة رئيس وفد هذه البعثة، محي الدين عميمور. وفي تدخله خلال منتدى يومية المجاهد، قال عميمور أن الصحفيين الذين لقوا حتفهم في حادث طائرة في فييتنام يستحقون تكريما أحسن. لا تحمل أية قاعة أسماء هؤلاء كما لا ترد أسماؤهم على النصب التذكاري لساحة حرية الصحافة، مع أنهم كانوا شهداء الواجب الوطني، على غرار أولئك الذين ترد أسماؤهم عليها . وخلال زيارة عمل إلى جمهورية فييتنام، كان الرئيس هواري بومدين قد عين هذا الأخير على رأس وفد الصحفيين الذين كانوا في مهمة لتغطية هذا الحدث بصفته مستشار مكلف بالاتصال، حسب ما أشار إليه، مضيفا أن هناك شارع واحد ببلدية حيدرة (الجزائر العاصمة) يحمل تسمية شهداء فييتنام، يذكّر بهذا الحادث المأساوي الذي راح ضحيته خيرة أبناء الجزائر. وأضاف أن ذلكيعد أدنى الحقوق لأولئك الذين ضحوا بأنفسهم من أجل الوطن خلال مهمة سياسية شاركوا فيها، مؤكدا الصدمة التي أصابت الراحل بومدين الذي كان يعرفهم جميعا وتابع عملهم، حيث كان الصحفيون أن ذاك أقرب الأشخاص من رئيس الدولة، يضيف المتحدث. وقال عميمور، أن الرئيس بومدين اصر على ان يستقبل بنفسه جثامين الضحايا في مطار الجزائر وقد رأيته حينها يذرف الدموع، مبرزا في ذات السياق أن أثر هذا الحدث على السياسة الوطنية من حيث القرارات التي اتخذها الرئيس الراحل في الأشهر التي تلت هذه الواقعة خاصة استفتاء الميثاق الوطني ثم دستور 1976. من جهته، أشاد الصحفي السابق بجريدة المجاهد، محمود بوسوسة، بمناقب زملائه الذين قضوا نحبهم في هذا الحادث الأليم، متذكرا أسمائهم: صالح ديب، عبد الرحمان قهواجي، محمود ميدات، مصطفى كبوب، عبد القادر بوهمية، محمد بكاي، لعرج بوطريف، رابح حناد وسبتي مواقي (التلفزيون الجزائري)، اضافة إلى اثنين من وكالة الأنباء الجزائرية أحمد عبد اللطيف (صحفي) ومحمد طالب (مصور)، وممثلي مؤسسات اعلامية عمومية محمد صحراوي وطيب حركات وجيلالي جدار ومحمد عطاالله. نظرا لفظاعة الحادثة، يضيف بوسوسة، استلزم الأمر 4 أيام من الفريق الطبي الفييتنامي لتحديد جثث الضحايا قبل استقدامهم للجزائر تحضيرا لدفنهم. وقد تعرضت الطائرة العسكرية التي كانت تقل صحافيين جزائريين وفييتناميين قادمة من المطار الدولي هانوي (فيتنام) في الثامن مارس 1974 لحادث أليم بعد تحطمها على ارضية المطار العسكري بنفس المدينة، والتي كانت في طريق العودة لأرض الوطن. وكان (09) صحافيين فييتناميين و(03) من طاقم الطائرة قد فقدوا حياتهم، إلى جانب (15) صحافيا جزائريا في هذا الحادث.