أبدت العديد من الحرفيات بولاية البليدة، في الآونة الأخيرة، اهتماما كبيرا بحرف جديدة كصناعة الأجبان وتوابل الطبخ، وذلك بعد تشبع عدد من التخصصات التقليدية، على رأسها الطرز والخياطة وصناعة الحلويات. وتعد حرفة صناعة الأجبان من أبرز هذه الحرف الجديدة التي تلقى رواجا وسط النساء الماكثات في البيت ممن يقصدن غرفة الصناعات التقليدية بهدف مساعدتهن على اختيار حرفة ما تضمن لهن مصدر دخل، يقول مدير هذه المؤسسة العمومية، آيت رزوق سعدي على هامش صالون المرأة الحرفية الذي انطلقت فعالياته بدار الصناعات التقليدية بأولاد يعيش. وبهدف تأطير وتكوين الراغبات في هذا الحرفة التي كانت في وقت قصير مضى حكرا على المرأة الريفية، يقول آيت رزوق، بادرت الغرفة لأول مرة لتنظيم دورة تكوينية في صناعة الأجبان والتي أشرف عليها مختصون من المعهد التقني لتربية الحيوانات بحيث تطرقت إلى التقنيات والمهارات الخاصة بهذه الحرفة التي تستهوي أيضا الرجال. كما تم بالموازاة مع هذه الدورة التكوينية، تنظم دورة أخرى حول كيفية إنشاء مؤسسة خاصة تم خلالها التعريف بمختلف أجهزة التشغيل وكذا الخطوات الواجب إتباعها للاستفادة من قرض يمول مشروعهن الحلم. وفي هذا السياق، أكدت إحدى المستفيدات من هذه الدورة التكوينية أنها تمكنت، من خلال امتهانها لهذه الحرفة، من تحقيق هدفها الذي لا طالما سعت لتحقيقه لمساعدة عائلتها ألا وهو توفير مصدر دخل خاصة أن حرفة صناعة الأجبان لا تحتاج، حسب رأيها، إلى معدات، وإنما تحتاج فقط لإمكانيات ومواد أولية متوفرة في أي منزل مشيرة إلى أنها تطمح، رفقة صديقتها التي استفادت هي الأخرى من هذه الدورة التكوينية، إلى إنشاء مؤسسة خاصة بهما. من جهتها، أكدت رئيسة جمعية المرأة الحرفية، نجية جعبوب، انها بادرت إلى استحداث حرفة صناعة الأجبان التي ورثتها عن والدتها لتضاف لمختلف التخصصات التي تضمنها للراغبات في تعلم حرفة ما وهذا على غرار الخياطة والطرز وتربية النحل وهو المشروع الذي لاقى إقبالا كبيرا من النساء الماكثات في البيت. وأضافت ذات المتحدثة أن مختلف أنواع الأجبان التي تقوم بتحضيرها سواء التقليدية منها على غرار الجبن المصنوع من حليب الماعز وآخر المصنوع من اللبن ونوع الكمارية الذي تضاف اليه مواد عشبية وكذا أنواع جبن عصرية كشيدار ومتزريلا تلقى رواجا كبيرا سواء على مستوى المطاعم والفنادق أو المساحات التجارية خاصة وأن المستهلك الجزائري معروف بحبه للمنتجات التقليدية المصنوعة في البيت الخالية من المنتجات الحافظة التي تؤثر على الصحة. كما عمدت جعبوب، التي أكدت أن جمعيتها تمنح الأولوية للنساء الأرامل أو المطلقات لمساعدتهن على إعانة عائلاتهن، إلى ابتكار أنواع جديدة على غرار الجبن الحلو الذي أضافت إليه مكونات أضفت عليه مذاقا جد طيب كالمكسرات والفواكه الجافة والعسل والذي لاقى هو الآخر رواجا كبيرا مشيرة إلى أنها تحضر لاستحداث مؤسسة خاصة بها لتوسيع نشاطها. من جهتها، اختارت الشابة الجامعية الحاصلة على ليسانس في المحاسبة والتسيير، سارة سيرداني، تخصص تحضير توابل الطبخ بعد أن تعذر عليها العثور على منصب عمل في مجال تخصصها مؤكدة أنها تعمل في الوقت الراهن على تحضير العلامة الخاصة بمشروعها المستقبلي. وأوضحت هذه المتحدثة، التي حظي الجناح الخاص بها في هذا المعرض باهتمام كبير من طرف الزوار، أنها تراهن لإنجاح مشروعها المستقبلي على ابتكار أنواع جديدة من التوابل خاصة بالأطباق العصرية كتلك المخصصة لوصفات تحضير الأسماك أو الدجاج وحتى الحلويات. ويضم هذا المعرض المنظم بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة عدة أجنحة خاصة بمختلف الصناعات التقليدية كالخياطة والطرز والطبخ والأشغال اليدوية وحتى الفن التشكيلي بحيث عكست المنتجات المعروضة التي أبدعت في صناعتهن الحرفيات في مجال تخصصهن. للإشارة، يعرف هذا المعرض أيضا مشاركة مختلف أجهزة التشغيل على غرار الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب وكذا الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة بحيث كشف ممثل عن هذا الأخير، وليد قاسي، عن تمويل خلال الخمسة عشر سنة الأخيرة ل283 مشروع لفائدة نساء اخترن ولوج عالم الشغل في مختلف المجالات على غرار الصناعة والفلاحة والخدمات والنقل.