قرر الوزير الأول، نور الدين بدوي، وقف كل إجراءات التنصيب أو التحويل أو إنهاء المهام في قطاعات الوظيف العمومي، وبالأخص في الوظائف السامية وتطبيقها بأثر رجعي. وشدد قرار بدوي الخاص على وقف وإلغاء كافة التعيينات التي جرت بعد تاريخ 11 مارس، وهو يوم استقالة الوزير الأول السابق أحمد أويحيى. وقالت مصادر متطابقة، أمس، إن نور الدين بدوي قد أعطى تعليمات لأعضاء الحكومة بتعليق كل اقتراح تعيين أو إنهاء مهام في وظيفة أو منصب سام تمت بعد تاريخ 11 مارس 2019، وكذا إلغاء كل عملية تنصيب للإطارات بعد هذا التاريخ. وأرجع مراقبون هذا القرار إلى تسجيل عدة تجاوزات أعقبتها شكاوى من عدة إطارات، بشأن تعرضهم للتعسف من طرف مسؤولين وحتى وزراء، من خلال عزلهم من مناصب المسؤولية وتنصيب من يخلفهم. وكانت معلومات متداولة، وفقا لشكاوى، وردت من إطارات سامية في عدة قطاعات، قد أثارت مسألة وجود تعيينات وحركات تحويل في مناصب عليا، قام بها مسؤولون كبار وحتى وزراء في الحكومة، في العديد من القطاعات. ومنذ تكليفه بتشكيل حكومة كفاءات تكنوقراطية توافقية في 11 مارس، يجد الوزير الاول نور الدين بدوي، صعوبة في إقناع الأحزاب والنقابات والشخصيات الوطنية بالمشاركة في تشكيل الحكومة المنتظرة، ما جعل الإعلان عن الحكومة يؤجل مرتين. وأمام تواصل غياب التوافق على حكومة لم تر النور بعد، لا تزال العديد من الملفات تتراكم فوق مكاتب الوزراء وتنتظر توقعيهم، خاصة في قطاعات الصناعة المالية والتجارة وحتى الصحة. وتضاربت الأنباء مؤخرا بخصوص المشاورات الخاصة بتشكيل الحكومة الجديدة التي أعلن عنها الرئيس بوتفليقة في رسالته الأخيرة وكلف الوزير الأول نور الدين بدوي بتشكيلها، هذا الأخير يجد صعوبات كبيرة في مهمته، وسط حديث عن الاستعانة بالأمناء العامين للوزارات من اجل تسيير القطاعات مؤقتا، بالمقابل، تحدثت مصادر أخرى عن استمرار وزراء الحكومة السابقة في أداء مهامهم إلى غاية تشكيل حكومة بدوي. ويواصل الوزير الأول نور الدين بدوي مشاوراته مع ممثلين عن أحزاب المعارضة وناشطين جمعويين لتشكيل الحكومة الوطنية الجديدة، بعد استقالة حكومة سابقه أحمد أويحيى. وتستمر المشاورات من أجل تشكيل حكومة كفاءات وطنية قادرة على معالجة الرهانات المطروحة.