من اجل الخروج من الأزمة التي طال أمدها الجزائر تدعو المجتمع الدولي إلى مرافقة "صادقة وصريحة" لليبيين
جدد وزير الشؤون المغاربية و الإتحاد الإفريقي و جامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، بأديس أبابا دعوة الجزائر إلى احترام إرادة الشعب الليبي في مسار تسوية أزمة بلاده داعيا المجتمع الدولي إلى مرافقة "صادقة و صريحة" لليبيين من اجل الخروج من هذه الأزمة. وأوضح مساهل خلال أشغال اجتماع القمة للجنة رفيعة المستوى للإتحاد الإفريقي حول ليبيا أن "الجزائر على قناعة بان الليبيين قادرون على تجاوز خلافاتهم و لذلك فان بلادي تدعو مجددا إلى احترام إرادة الليبيين المطالبين بالتكفل بمسار تسوية الأزمة و تدعو المجتمع الدولي إلى مرافقة صادقة و صريحة لمساعدتهم على إخراج بلدهم نهائيا من الأزمة التي طال أمدها و من الأخطار التي تتربص بهم". كما ذكر بان "الجزائر ما فتئت منذ بداية الأزمة في ليبيا تنبه إلى أخطار وقوع انسداد في هذا البلد و دعت إلى ضرورة الإسراع في إشراك جميع الأطراف الليبية السياسية و الأمنية و الثقافية و الدينية و ممثلي القبائل و المجتمع المدني باستثناء الجماعات الإرهابية المصنفة كذلك من قبل الأممالمتحدة في المسار السياسي و العمل على إعادة الاستقرار و الأمن إلى ليبيا". كما أشار إلى أن هذا الاجتماع جرى في ظرف "حاسم لمسار تسوية الأزمة في ليبيا و التي تكون آثارها ونتائجها أكيدة على بلداننا". وأضاف "انه يمنحنا فرصة لكي نقيم معا الجهود الجارية على طريق العودة إلى السلم و الأمن و الاستقرار في ليبيا التي تعاني منذ أكثر من خمس سنوات من المواجهات و يساهم كذلك من خلال هذا الالتزام المتجدد لمنظمتنا القارية في مرافقة الأطراف الليبية حتى تستكمل إلى النهاية مشروع العودة النهائية و الدائمة للسلم الذين توصلوا إليه بالتوقيع على الاتفاق السياسي ل17 ديسمبر 2015". وذكر في ذات الصدد بأنه "منذ بداية الأحداث التي يعرفها هذا البلد الجار و الشقيق عملت الجزائر بقوة من اجل تسوية الأزمة في ليبيا و ساهمت بشكل كبير في التوصل إلى الاتفاق السياسي الليبي بشكل حاسم من خلال احتضان عديد اللقاءات لأحزاب سياسية و نشطاء ليبيين وتشجيع التقارب بين الأطراف الليبية و تفضيل طريق الحوار والمصالحة الوحيدين الكفيلين بضمان سلام دائم و نهائي في هذا البلد". و اضاف الوزير "ان بناء ليبيا الغد يتطلب إنشاء هيئات قوية و موحدة وعادلة تخدم جميع الليبيين بدون أي تمييز". كما أشار مساهل أن الجزائر تحيي "الانتصارات التي حققتها القوات الليبية في مكافحة الإرهاب بسرت و بنغازي وفي أماكن أخرى من البلاد" موضحا أنه "لا يمكن لمحاربة الإرهاب وامتداداته أن تنجح إلا بإنشاء هيئات عادلة وقوية وذات مصداقية قادرة على القضاء على الإرهاب الذي يرتبط بالجريمة المنظمة ويهدد أمن واستقرار البلدان المجاورة". فبالنسبة للجزائر "يجب رفع التجميد عن الأموال و غيرها من الموارد الليبية من أجل تمكين السلطات الشرعية والمعترف بها من تلبية الحاجيات الضرورية للسكان سيما في ما يتعلق بالتزويد بالكهرباء والماء وكذا في ميادين الصحة والتربية وتحسين ظروف المعيشة". كما أوضح مساهل أن الجزائر أكدت بأنه "يجب على الاتحاد الإفريقي الذي لم يدخر اي جهد سنة 2011 لتجنيب هذا البلد الشقيق والجار ويلات التدخل العسكري أن يشارك بشكل أكبر إلى جانب هيئة الأممالمتحدة من أجل جعل الأطراف الليبية والمجموعة الدولية تساهم في المسار السياسي بهدف استرجاع السلم و الاستقرار والأمن في هذا البلد وكذا العمل مع بلدان الجوار نظرا للتداعيات المباشرة لهذه الأزمة على أمنها".
الاتحاد الإفريقي يعلن عن مبادرة لحل الأزمة في ليبيا بالتعاون مع دول ومنظمات أخرى
إلى ذلك أعلن الرئيس التشادي رئيس الاتحاد الافريقي إدريس دبي عن مبادرة للاتحاد لحل الأزمة في ليبيا بالتعاون مع دول الجوار لهذا البلد والأممالمتحدة والجامعة العربية تستهدف "إشراك واسع للأطراف الليبية وإعطاء دفعة جديدة للمفاوضات والخروج من الأزمة المؤسسية".
وقال ادريس دبي خلال اشغال اجتماع القمة للجنة رفيعة المستوى للإتحاد الإفريقي حول ليبيا بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا أن "إفريقيا تأثرت بالأوضاع في ليبيا وإدراكا منا يعلن الاتحاد الإفريقي عن مبادرة لحل الأزمة في البلاد بالتعاون مع دول جوار ليبيا والأممالمتحدة والجامعة العربية في إطار نهج ثلاثي للبحث عن مصالحة هناك". وأضاف أن "الأوضاع في ليبيا معقدة للغاية بسبب غياب الاتفاق بين الأطراف هناك والانقسامات وتناقض المصالح التي يسودها المشهد في البلاد". وتضمنت المبادرة بحسب ما جاء في كلمة الرئيس التشادي ضرورة أن يكون "الوفاق الوطني شامل الجميع ورفض أي عملية تقصي أي طرف في البلاد ويكون مرجعيته الاتفاق السياسي الموقع شهر ديسمبر الماضي واعتماد الحوار واستبعاد الخيار العسكري". وطالب الرئيس التشادي بضرورة "تجنيب الأطراف الليبية التدخلات الخارجية" وإثبات تحمل مسؤولياتها من أجل تشكيل حكومة الوفاق الوطني" لافتا إلى سعي الاتحاد الافريقي إلى جلب جميع الأطراف في العملية السياسية بشأن ليبيا. وفي اجتماع القمة للجنة رفيعة المستوى للإتحاد الإفريقي حول ليبيا مثل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وزير الشؤون المغاربية و الإتحاد الإفريقي و جامعة الدول العربية, عبد القادر مساهل الذي جدد دعوة الجزائر إلى احترام إرادة الشعب الليبي في مسار تسوية أزمة بلاده داعيا المجتمع الدولي إلى مرافقة "صادقة و صريحة" لليبيين من اجل الخروج من هذه الأزمة. وشارك في القمة التي حضرتها رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي دلاميني زوما رؤساء ست دول هم السوداني عمر البشير والجنوب إفريقي جاكوب زوما والكونغولي دينيس ساسو نغيسو والأوغندي يوري موسي فيني والنيجري محمدو إيسوفو إضافة إلى الرئيس التشادي ادريس دبي. كما حضرها رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين ووزراء خارجية كل من مصر سامح شكري وموريتانيا أسيلكو ولد أزيديه وممثل ليبيا نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني موسى الكوني.