اكد مصدر دبلوماسي فرنسي، اول امس، بان فرنسا لن تعترف باي شرعية اذا تمكن المشير خليفة حفتر من السيطرة عسكريا على طرابلس، مشيرا الى دعم باريس للحكومة فايز السراج الشرعية. واضاف ذات المصدر، ان باريس بعثت برسالة مفادها ان لا وجود لحل عسكري وبضرورة التفاوض، وان الحكومة الشرعية الوحيدة هي تلك التي يراسها فايز السراج. وتابع المصدر الدبلوماسي الفرنسي: إننا نقول دوما بان لفرنسا رغبة في تمكين حفتر من السلطة، وانه لطالما عملنا كل شيء من اجل تعزيز مكانة الحكومة الشرعية وجعل الاممالمتحدة محورا للعملية السياسية. فليس هناك مخطط خفي ولا خطاب مزدوج ، مؤكدا ان المشير حفتر يعد بالنسبة لفرنسا شريكا هاما في مكافحة الارهاب والهجرة غير الشرعية. واضاف انه من اجل تحقيق الاستقرار السياسي، من البديهي ان ذلك سيكون مع الحكومة الشرعية وفاعلين ليبيين اخرين ولا يمكننا الوصول الى اهدافنا بتبني استراتيجية داعمة لحفتر، فذلك غير ممكن وغير منطقي. كما اشار المصدر ذاته، الى ان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، وبتحريض من اولئك الذين يرون ان فرنسا وراء مخطط خفي، قد طلب من السفيرة الفرنسية بياتريس فرابر تقديم توضيحات حول دور فرنسا في هذه الازمة، وقد جددت له التأكيد بانه ليس لدينا اي علاقة بهذا الهجوم العسكري، بل بالعكس من ذلك قد وجهنا رسالة الى المشير حفتر من اجل ثنيه عن مواصلة السير نحو طرابلس، مضيفا انه في حالة تمكن المشير حفتر من السيطرة عسكريا على العاصمة الليبية، فانهيجب التوصل الى حل سياسي و ان فرنسا لن تعترف له باي شرعية مؤسساتية في ظل هذه الظروف. و تابع يقول: اننا نامل في مواصلة جعل حكومة السراج محورا للعملية السياسية ومحاولة التوصل الى استكمال المسار السياسي الذي تم التفاوض حوله في ابو ظبي في نهاية شهر فيفري، حيث اتفق القائدين على ضرورة تنظيم انتخابات لكن دون تحديد الرزنامة . في هذا الصدد، اوضحت يومية لوموند في طبعتها ليوم الاثنين، ان هجوم قوات المشير خليفة حفتر على طرابلس يعد فشلا ذريعا لباريس، مبرزة الموقف المحرج لفرنسا ازاء هذه الازمة الليبية الجديدة. وجاء في الصحيفة الفرنسية، أن هجوم قوات المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، يعد ضربة موجعة للمسار السياسي الذي يقوده المبعوث الخاص للأمم المتحدة، غسان سلامة، كما يشكل كذلك فشلا ذريعا لباريس التي تعتبر العاصمة الأكثر التزاما بإيجاد حل وسطي للأزمة الليبية. وكانت فرنسا قد نظمت شهر ماي 2018 ندوة جمعت فيها المسؤولين الليبيين تحت اشراف الأممالمتحدة، حيث أرادت ان تجعل من هذا الاجتماع خطوة جديدة في مسار الحوار من اجل انهاء الازمة الليبية. ويذكر أنه في ختام هذه الندوة، كان المسؤولون الليبيون قد التزموا بتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في ديسمبر 2018، وهو الإعلان الذي بقي جامدا. وكتبت جريدة لوموند : وبالفعل، فإنه بفضل السلطات الفرنسية تمكن الرجل القوي في شرق البلاد من فرض نفسه كطرف أساسي في الأزمة الليبية ، مشيرة الى ان وسائل الاعلام الليبية التي تدعم حكومة فايز السراج قد تطرقت الى تضايق هذا الاخير مما اعتبره دعما فرنسيا للمشير.