شهدت، أمس، أسعار العملة الصعبة الدولار التهابا حادا بسوق العملة الصعبة بالسكوار أو ساحة بور سعيد بالعاصمة، حيث تجاوزت العملة الأمريكية 192 دينار، في سابقة أولى من نوعها، ليقترب بذلك سعرها من سعر العملة الأوروبية الأورو التي انخفضت هي الأخرى ولامست 210 دينار بعدما تجاوزت في وقت سابق 215 دينار، ويأتي ذلك تزامنا مع الحراك الاجتماعي الذي تعيشه الجزائر منذ 22 فيفري الفارط. ووفقا لما يؤكده صرافو سوق العملة الصعبة بساحة بور سعيد بالعاصمة، تشهد أسعار العملات الصعبة تفاوتا على مستوى سوق السكوار، حيث التهبت العملة الأمريكية بعد تهافت الطلب عليها خاصة من قبل التجار والمستوردين ورجال المال والأعمال الذين يعيشون حالة لا استقرار عقب إلقاء القبض على عدد من رجال الأعمال، وفتح تحقيقات مع آخرين وإثارة شبهات حول البعض الآخر. وبالمقابل، يؤكد الصرافون أن الأزمة التي تشهدها فرنسا ومنطقة الأورو المهددة بانسحاب ألمانيا بعد بريطانيا من شأنها أن تؤدي بشكل أو بآخر إلى انخفاض جديد لقيمة الأورو الذي قد يتراجع إلى أدنى مستوى خلال المرحلة المقبلة في السوق الجزائرية، بحكم انه لن يكون ملاذا آمنا بالنسبة للكثير من الجزائريين الذين يفضلون تخزين أموالهم على شكل دولار أمريكي بدل الدينار الجزائري، في ظل التوتر السياسي الذي تشهده الجزائر، وحتى بدل الأورو في ظل الظرف الذي تعيشه السوق الأوروبية.