جددت رئاسة الجمهورية تمسكها بإجراء الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 4 جويلية 2019 في موعدها، وهذا رغم اتساع رقعة الرفض الشعبي والسياسي لإجرائها في الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا منذ 22 فيفري الفارط، فضلا عن مقاطعة قضاة ومنتخبين محليين للعملية الانتخابية ما يعقد أكثر من مهمة تأطيرها وضمان مصداقية نتائجها، بحسب العديد من الخبراء والمحللين. وأكد الأمين العام لرئاسة الجمهورية، حبة العبقي، أمس بالجزائر العاصمة، أن المشاورات التي باشرها رئيس الدولة مع الأحزاب والشخصيات الوطنية ستتواصل الى غاية الانتخابات الرئاسية التي ستجري في موعدها المفروض دستوريا المحدد يوم 4 جويلية القادم. وقال الأمين العام للرئاسة، في تصريح للصحافة على هامش اللقاء التشاوري المنعقد بقصر الأمم بنادي الصنوبر، والمتعلق بآليات إنشاء هيئة وطنية مستقلة تتولى تنظيم وتحضير الانتخابات، أن الانتخابات الرئاسية القادمة التي حدد تاريخها ب4 جويلية القادم مثلما أعلن عنه رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، هو أمر مفروض دستوريا. وبخصوص اللقاء التشاوري، أوضح حبة العقبي أن المشاورات التي باشرها رئيس الدولة مع الأحزاب والشخصيات الوطنية ستتواصل، لكونها ترتبط بمستقبل البلاد وبتنظيم انتخابات حرة ونزيهة، مضيفا أن هذه المشاورات ترمي الى إرساء الديمقراطية وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة والتأسيس لنظام سياسي جديد. وفي رده عن سؤال يتعلق بالأطراف التي قاطعت هذا اللقاء، أوضح أن رئاسة الجمهورية وجهت الدعوة للجميع من أجل التشاور حول موضوع هام، وأن للمعارضة، كما قال، منطقها الخاص. تمسك الرئاسة بإجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة في موعدها، لاقى استغرابا كبيرا من طرف عديد الخبراء والفاعلين في المجال السياسي في الجزائر، لاسيما في ظل اتساع رقعة الرفض لإجراء هذه الانتخابات من قبل الشارع وعزوف السياسيين عن الترشح لها رغم فتح المجال أمام استقبال الملفات، الأمر الذي جعل عديد الخبراء والفاعلين يتنبئون بسقوط الانتخابات الرئاسية، تماما كما سقط الاستحقاق الذي كان من المقرر تنظيمه 18 أفريل الجاري. وعلى صعيد مواز تتواصل عملية المراجعة الاستثنائية للقوائم الانتخابية تحسبا لرئاسيات 4 جويلية 2019، في ظل مقاطعة قضاة ورؤساء بلديات للعملية الانتخابية التي رسمها رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، وأعلن قضاة منتمون ل نادي القضاة الأحرار عن مقاطعتهم الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها يوم 4 جويلية القادم، وأيضا مقاطعتهم لباقي مراحل التحضير للاستحقاق الانتخابي، تضامنا مع الحراك الشعبي الذي تعرفه الجزائر. بينما اعتبر محامون أن الانتخابات الرئاسية المقبلة لا تؤدي إلى الانتقال الديمقراطي، ولن تكون ذات مصداقية، تبعًا لتنظيمها تحت إشراف الحكومة الحالية المرفوضة جماهيريًا، حيث أنّ القوانين السارية المفعول في الجزائر لا تتوفر على الحد الأدنى لضمان انتخابات نزيهة وشفافة، حسبهم. وكان رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، قد وقّع مرسوما رئاسيا يوم 9 أفريل يتضمن استدعاء الهيئة الناخبة لانتخاب رئيس الجمهورية يوم 04 جويلية 2019، وهذا في ظل استمرار الرفض الشعبي لقيادة وجوه النظام السياسي القديم للفترة الانتقالية في البلاد بعد الإعلان عن استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.