الإضراب المفتوح يقارب شهره الثالث لا تزال الأزمة التي تعيشها مختلف المؤسسات الجامعية عبر التراب الوطني مستمرة منذ بداية الحراك الشعبي بتاريخ 22 فيفري الماضي والى يومنا هذا، عقب دخول الطلبة والأساتذة في إضراب مفتوح دام لمدة سبعة أسابيع متتالية، تسبب في تعطيل الدراسة بنسبة 95 بالمائة، ورغم ظهور بوادر انفراج على مستوى بعض الجامعات التي قررت العودة إلى مقاعد الدراسة، يأبى البعض الأخر وقف الإضراب، ومع اختلاف المواقف والآراء تسبب هذه الأزمة في لجوء بعض الطلبة إلى استعمال العنف من خلال غلق أبواب الجامعة ومنع زملائهم من اجتياز الامتحانات الاستدراكية للسداسي الأول. في هذا السياق، ومن بين الجامعات التي عاشت هذا الموقف كلية الحقوق بجامعة قسنطينة، حيث تجرأ بعض الطلبة على اللجوء إلى إغلاق أبواب الكلية بالقوة لمنع زملائهم من الالتحاق بها وإجراء الامتحانات الاستدراكية للسداسي الأول، والتي تم برمجتها خلال الأسبوع الجاري، حيث كان من المفترض تنظيمها قبيل عطلة الربيع الإجبارية التي دامت لمدة شهر كامل. وفي الوقت الذي يتم برمجة الامتحانات الاستدراكية على مستوى مختلف الجامعات التي شهدت نسبة كبيرة في الإضراب الوطني المفتوح، تسعى بعض الجامعات الأخرى إلى تنظيم جمعيات عامة يشارك فيها الطلبة والأساتذة من اجل مناقشة إمكانية العودة إلى الدراسة لإنقاذ السنة الجامعية من شبح السنة البيضاء، خاصة بعد تسجيل نسبة تأخر 95 بالمائة من السداسي الثاني للموسم الجامعي الجاري. وكان منسق الكناس ، عبد الحفيظ ميلاط، قد دعا الطلبة إلى التحاق باقي الجامعات قبل نهاية الأسبوع الماضي، على أن يكون بداية الأسبوع الجاري بعودة جماعية في كل الجامعات ليكون بداية فشل الإضراب العشوائي تحت شعار نعم لدعم الحراك الشعبي والجامعي ولشل الجامعات . وشرعت نقابة الكناس وآلاف أساتذة الجامعات في تجنيد الطلبة من أجل العودة إلى الدراسة، وهذا بعد أن تبين أن شل الجامعات بالإضرابات لا يخدم الحراك ولا الطالب في شيء، كما تقرر تخصيص يوم الثلاثاء كفضاء أسبوعي لمساندة الحراك تتخله أنشطة متنوعة من ندوات ومسيرات، مع التكفل بجميع انشغالات الطلبة البيداغوجية والمتمثلة في إلغاء جميع الغيابات المحتسبة خلال فترة الإضراب وإلغاء أو تعويض الفروض التي أجريت خلال فترة الإضراب، وإعادة برمجة رزنامة الامتحانات الاستدراكية بما يتوافق مع ظروف كل كلية وتأجيل اختبارات السداسي الثاني إلى ما بعد عيد الفطر، وتمديد فترة إيداع المذكرات بما يراعي مصلحة الطالب مع دعوة الأساتذة والطلبة إلى المساهمة الإعلامية والميدانية الفعالة في نشر الوعي الذي يخدم المطالب الحضارية للحراك الشعبي.