المتابعات تبقى مفتوحة لكل من تورط في المؤامرة تتجه الأنظار في الجزائر، بعد الضربة القوية التي تلقتها العصابة باعتقال سعيد بوتفليقة، توفيق وعثمان طرطاڤ، وإيداعهم السجن الموقت بتهم ثقيلة، إلى البقايا التي تشكلت خلال أكثر من 20 سنة، حيث تشير معطيات عديدة إلى أن الأيام المقبلة ستشهد سلسلة اعتقالات أخرى تشمل الكثير من الأسماء السياسية ورجال الأعمال، خصوصا وأن القضاء العسكري أكد أن المتابعة القضائية تبقى مفتوحة وستطال كل شخص يثبت التحقيق تورطه من أجل تهم المساس بسلطة الجيش والمؤامرة ضد سلطة الدولة. و تحدث العديد من الخبراء والفاعلين في المجال القانوني والسياسي عن متابعة مصالح الأمن لأذرع العصابة التي تشكلت خلال أكثر من 20 سنة، خصوصاً أن العديد من الشخصيات والمسؤولين والسياسيين ورجال الأعمال قد تورطوا مع زعماء العصابة في المؤامرة التي تمت ضد سلطة الجيش والدولة. وفي السياق، قال عبد الرحمن هنانو، رئيس حزب الجزائر للعدالة والبناء ، إنه سيلقي القبض في الأيام المقبلة على عشرات الأسماء، خاصة في ظل استمرار التحقيقات التي تكشف عن الكثير منهم. وأضاف، في تصريحات ادلى بها لوكالة سبوتنيك الروسية، أن القبض على القيادات الكبيرة خلال الأيام الماضية سيفتح الباب للكثير من الأسماء السياسية ورجال الأعمال. بدوره، قال العقيد السابق في الجيش، رمضان حملات، إن مصالح الامن وبعد اعتقال رؤوس العصابة المتمثلين في السعيد بوتفليقة والجنرالين توفيق وطرطاڤ، وضعت كل المشتبه في تعاونهم مع العصابة تحت المراقبة، من منطلق الملفات الثقيلة التي قدمتها الجهات المختصة لجهاز العدالة في انتظار دراستها. وحسب حملات، فإن ملفات الفساد الثقيلة التي تحدث عنها الفريق ڤايد صالح لم يقصد بها رجال الأعمال فقط، بل إنها تتضمن أسماء أخرى ينتظر الإطاحة بها قريبا. وأوضح حملات، ان الفساد السياسي ينجر عنه المحسوبية وتأثيراتها واستعمال النفوذ وهذا الذي أدى بنا إلى الفساد المالي. ومعلوم بأن قاضي التحقيق لدى المحكمة العسكرية بالبليدة، قد اصدر أمس الأول أوامر بإيداع كل من عثمان طرطاڤ ومحمد مدين والسعيد بوتفليقة الحبس المؤقت بتهم المساس بسلطة الجيش والمؤامرة ضد سلطة الدولة، حسب ما افاد به بيان لمجلس الاستئناف العسكري بالبليدة. وجاء في البيان أنه طبقا لأحكام المادة 11 فقرة 3 من قانون الاجراءات الجزائية، وفي إطار الاحترام التام لأحكامه، يحيط السيد النائب العام العسكري لدى مجلس الاستئناف العسكري بالبليدة الرأي العام علما بالمتابعة القضائية المفتوحة هذا اليوم 5 ماي 2019 ضد كل من المدعوين عثمان طرطاڤ، محمد مدين والسعيد بوتفليقة، وضد كل شخص يثبت التحقيق تورطه من أجل تهم المساس بسلطة الجيش والمؤامرة ضد سلطة الدولة، الأفعال المنصوص والمعاقب عليها بموجب المواد 284 من قانون القضاء العسكري و77 و78 من قانون العقوبات.