هل سيأخذ الحراك الشعبي أشكالاً جديدة في رمضان؟ تتجه أنظار الجزائريين إلى الجمعة الثانية عشر من الحراك الشعبي المستمر منذ 22 فيفري 2019 للمطالبة بالتغيير الجذري ومحاسبة الفاسدين، لاسيما وأنها تأتي بعد أسبوع حافل بالمستجدات والقرارات التي اعتبرت تاريخية، وعلى رأسها إيداع رؤوس العصابة السجن المؤقت ودعوة بن صالح الثانية إلى المشاورات السياسية، كما أن المسيرات المرتقبة الجمعة المقبلة تعتبر الأولى خلال شهر رمضان. واستبق الطلبة في العديد من الولايات الجمعة 12 للحراك الشعبي، بمسيرة هي الأولى خلال شهر رمضان تم فيها التشديد على ضرورة التغيير الجذري ورحيل كل رموز النظام السابق، مع تأكيد الإصرار على مواصلة الحراك الشعبي خلال شهر رمضان. من جهتهم، شرع بعض الناشطين في التفكير في حلول جديدة لإبقاء التعبئة الشعبية في شهر رمضان، كما هي حاليا، لغاية رحيل جميع رموز النظام السابق، ومن الحلول المقترحة مظاهرات ليلية، إفطار جماعي في الشوارع، نقاشات ومحاضرات في الساحات العمومية بالعاصمة ومدن أخرى. و في حوار مع موقع فرانس 24 ، قال عبد النور باكور، وهو ناشط في جمعية راج : لغاية الآن، لم نتفق على صيغة جديدة للمظاهرات. قررنا مع ممثلين آخرين في أحياء الجزائر العاصمة إبقاء موعد مظاهرة الجمعة المقبل بنفس التوقيت، وسنرى بعد ذلك نسبة الإقبال . وواصل: إذا لاحظنا أن عدد المتظاهرين تراجع بشكل لافت مقارنة بالمظاهرات السابقة، سنشرع في تنظيم عمليات إفطار جماعية في أحياء العاصمة وندوات ليلية في الساحات العامة ، طالبا من سكان المدن الأخرى إلى القيام بنفس الشيء. ودعا عبد النور باكور إلى عدم ربط نجاح أو فشل المظاهرات بعدد المشاركين فيها، بل بالنقاشات والحوارات التي يمكن أن تنظم وبالمستوى العالي والراقي للمتظاهرين وقدرتهم على فهم رهانات وتحديات الفترة التي تمر بها الجزائر . وإلى ذلك، أكد حسني عبيدي، المحلل السياسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن مظاهرة الجمعة السابقة كانت بمثابة اختبار حول إمكانية الحراك الشعبي لمواصلة أم لا التعبئة خلال شهر رمضان وقدرته على احتلال المواقع العامة، رغم المشاكل الأمنية التي يمكن أن تطرح خلال الليل. من جهته، توقع ناصر جابي، أستاذ في علم الاجتماع السياسي، أن تستمر الاحتجاجات والتجمعات خلال الليل بالمدن خلال رمضان، خاصة بعد خطاب بن صالح المستفز ، حسب تعبيره. وقال: السهرات في الجزائر خلال شهر رمضان تشبه عادة المسيرات بسبب كثرة الناس في الشوارع. لذا نتوقع أن تكون هناك مظاهرات بعد صلاة العشاء . وأضاف: الجزائريون سينظمون أنفسهم وسيطلقون حوارات ونقاشات في أماكن آمنة تتوفر على الإضاءة. فهم يريدون حل مشاكلهم لأن لغاية الآن لم يتوصلوا إلى مبتغاهم الأساسي، وهو تنحية النظام . من ناحيته، أكد الناشط عبد الكريم بودراع، أن المظاهرات ستستمر خلال شهر رمضان لأن الشعب لا يمكن أن يتراجع إلى الوراء حسب تصريح لموقع كل شيء عن الجزائر . وأضاف: لدينا معلومات أن جمعيات ومنظمات جزائرية ستنظم وستشارك في مسيرات شعبية يوم الجمعة المقبل. ربما طريقة التنظيم ستختلف مقارنة بالمظاهرات السابقة، لكن هناك تأكيد بأن هناك جزائريون سيخرجون إلى الشارع للقول لا للنظام الحالي . وأنهى: الجزائريون أكدوا أنهم ضد العنف واختاروا الطريقة السلمية، بالتالي سيخرجون إلى الشوارع للتظاهر لأن هذه هي الطريقة التي اختاروها للتعبير عن مواقفهم . ويتطلع الجزائريون لمعرفة الشعارات التي سترفع خلال الجمعة الثانية عشر من الحراك الشعبي، خاصة بعد أسبوع حافل بالمستجدات والقرارات التي اعتبرت تاريخية وعلى رأسها إيداع السعيد بوتفليقة، الجنرال توفيق والجنرال طرطاڤ السجن المؤقت بالبليدة ودعوة بن صالح الثانية إلى المشاورات السياسية من أجل إنجاح الرئاسيات المقبلة.