إشادة واسعة بدور الجيش في الحفاظ على استقرار البلاد المتظاهرون يعدون بمواصلة الحراك الشعبي في رمضان الوحدة الوطنية خط أحمر تدوي في المسيرات تواصلت، أمس للجمعة ال11 على التوالي، بالجزائر العاصمة ومختلف ولايات الوطن، المسيرات الشعبية السلمية المطالبة برحيل كل رموز النظام ومحاسبة المتورطين في قضايا الفساد. فبالجزائر العاصمة، وبالرغم من برودة الطقس، إحتشد المواطنون كعادتهم على مستوى الساحات الكبرى، لاسيما البريد المركزي وموريس اودان، قادمين اليها من مختلف الاحياء، مطالبين بالتغيير الجذري وباستقلالية العدالة وبإرساء نظام ديمقراطي حقيقي. وقد رفع المتظاهرون، الذين ازداد عددهم بعد صلاة الجمعة، شعارات ولافتات من بينها رحيل كل رموز النظام ، عدالة مستقلة ، كما حملوا شعارات تطالب ب حرية الصحافة ، خاصة وأن المسيرة تزامنت مع اليوم العالمي لحرية الصحافة. ومن قلب الجزائر العاصمة، صدع آلاف الجزائريين بصوت واحد الجزائريين خاوة خاوة ، إضافة إلى الشعارات التي رفعوها والتي تمثل رسالة واضحة الى كل من يحاول تشتيت تركيز الحراك الشعبي وتقسيم الجزائريين، وتثبث محافظة الجزائريين على وحدتهم، ووحدة مطالبهم وهي رحيل رموز النظام. ومثل الجمعات الفارطة، رفع المحتجون شعارات حملت المطالب التي تتكرر منذ أول مسيرة، وأخرى جديدة تتناسب والمستجدات الأخيرة التي شهدتها الساحة السياسية بحر هذا الأسبوع، والتي تصب كلها في خانة محاربة الفساد وأهله والدعوة إلى فتح المجال أمام الطاقات الوطنية الحية التي تتمتع بالنزاهة والكفاءة لحمل المشعل. وردد المتظاهرون بالعاصمة ومختلف ولايات الوطن شعارات تطالب بالتغيير الجذري والشامل للنظام وبناء دولة الحق والقانون، تطبيق أحكام الدستور وكذا احترام إرادة الشعب ومحاربة الفساد، بالإضافة الى رفض التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي للبلاد، والعمل على تطبيق المادة 07 من الدستور التي تشير إلى أن الشعب هو مصدر كل السلطات. كما أشاد المتظاهرون، خلال هذه المسيرات الشعبية، بالجيش الوطني الشعبي وبدوره في الحفاظ على استقرار البلاد وحماية ترابها ووحدتها الوطنية، حيث رفع المتظاهرون شعار الجيش الشعب.. خاوة خاوة . وقد تم، للجمعة الثانية على التوالي، غلق النفق الجامعي على مستوى ساحة موريس أودان من طرف عناصر الأمن لتفادي وقوع أي انزلاق. وقد أبدى الجزائريون من مختلف ولايات الوطن إصرارهم على مطالبهم المشروعة التي رفعت خلال الجمعات السابقة، وتعهدوا بالاستمرار في الإحتجاج حتى خلال شهر رمضان الفضيل، وذلك إلى غاية الاستجابة إلى مطالبهم. للإشارة، فان مظاهرات هذه الجمعة التي تأتي شهرا بعد استقالة الرئيس بوتفليقة في الثاني افريل الماضي، جاءت متزامنة مع ما تشهده الساحة الوطنية من محاكمات لرجال أعمال ومسؤولين متهمين في قضايا فساد وتبديد المال العام واستغلال النفوذ، وهي المطالب التي رفعها المتظاهرون منذ بداية المسيرات السلمية في 22 فيفري الماضي.