رشاوي بمبالغ ضخمة لكل راغب في الإستثمار بالبلاد فضح وزير السياحة الأسبق، ورئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، حقائق صادمة حول امبراطور الفساد السياحي في الجزائر، حميد ملزي، وكيف كان يعيث فسادا في أكبر الإستثمارات الفندقية في البلاد، حيث كان يملك صلاحيات أوسع وأكبر من منصبه، لدرجة أنه كان يتجاوز قرارات وزير القطاع ويرضخه لحساباته القذرة. وكشف بن قرينة بالأرقام عن حجم الفساد الذي قام به حميد ملزي، مدير إقامة الدولة ورئيس شركة الاستمار الفندقي، الذي تم إيداع الحبس المؤقت مؤخرا بتهمة الجوسسة، وقال بن قرينة، الذي خرج عن صمته بعد عشرين سنة كاملة، أنّه لم يستطع تنحيته حين كان وزيرا للسياحة: عندما أردت إنهاء مهامه في 1999 لأنني كنت مسؤولا عنه، قام بنزع منزلي مني في نادي الصنوبر، ثم أصدروا مرسوما أصبح نادي الصنوبر وموريتي غير تابعين لوزارة السياحة، وألحقوها برئاسة الحكومة حيث كان أويحيى رئيسا للحكومة حينها، فكتبت رسالة احتجاج ورفض وقاطعت ذلك الاجتماع . وأضاف: لقد باعوا فيلات مورتي بالدينار الرمزي، التي كان سعرها بين 20 و30 مليار سنتيم بيعت ب 14 مليون سنتيم . ويكشف بن قرينة، أن فندق الشيراطون من المفروض أن يشرف عليه وزير السياحة، لأنه تابع للخزينة العمومية وليس للخواص، فرفضوا وأشرف عليه حميد ملزي الذي أعطاه بالتراضي بما يقارب 200 مليون دولار، وفندق الدار البيضاء كان هبة من الصين بنته ب45 مليون دولار. وأضاف: أقاموا شراكة بين شركة سياحة التي يسيرها ملزي مع شركة الاستثمارات الخارجية الليبية التي كانت تملكها الحكومة الليبية، وكان يشرف عليها صديقي، نفس الشركة الصينية التي بنت الشيراطون ب200 مليون دولار، بنت شيراطون وهران ب85 مليون دولار، وقال لي صديق من ليبيا كانت هناك عمولات كثيرة . ويروي بن قرينة كيف بلّغت معلومات فساد ملزي إلى بوتفليقة، غير أنه لم يقُم بتنحيته، حيث يقول: أتوقع أن بعض الخيرين في هذا الوطن قدموا ملفا للرئيس بوتفليقة في هذا المشكل، وأنا بدوري قدمت ملفا، ورأينا كيف بث التلفزيون العمومي أثناء تدشين فندق بوهران، كيف شتم بوتفليقة ملزي وقال له ابتعد عني توقفوا عن أكل الأموال تحت الطاولة، ولكن هناك قاعدة تتمثل في أن من يسبه بوتفليقة يبقى والذي يمدح يقوم بتنحيته، فقد تركه عشرين سنة . وأضاف بن قرينة: كلّمت الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني، مسؤول الاستثمارات في السياحة في قطر، فجاء بأمر من أمير قطر بغلاف مالي يقدر ب10 مليار دولار ولما جاء واستقبله وزير السياحة حينها أحاله على ملزي، فرجع وقال لي إنهم يطلبون الرشوة وفي بلدي لا يسمحون لي بذلك ، كما يكشف أن نفس الأمر وقع مع الوليد بن طلال، الذي فر بسبب الفساد واستقبله ملك المغرب بالأحضان.