مسيرات طلابية بمختلف ولايات الوطن عاود آلاف الطلبة، أمس، النزول إلى الشارع في خامس مسيرة رمضانية بمختلف ولايات الوطن، مؤكدين على ضرورة تحقيق المطالب الشعبية التي خرج من أجلها في 22 فيفري المنقضي، وعلى راسها رحيل رموز النظام السابق. وردد الطلبة النشيد الوطني وأهازيج وطنية قبل انطلاق المسيرة، أين تجمعوا بساحة البريد المركزي وأخذوا الطريق السيار متوجهين نحو ساحة الشهداء، بعدما تم غلق سلالم البريد المركزي والتي تخضع للترميم، غير أنهم اصطدموا بحاجز أمني كبير حال دون وصولهم إليها. ورفع الطلبة في خامس مرة من المسيرات الرمضانية شعارات مناهضة لحكومة بدوي ورئيس الدولة بن صالح، وهتفوا مطولا: ديڤاج ديڤاج حكومة البريكولاج ، وكذا مراناش حابسين كل يوم خارجين ، ليواصل الطلبة مسعاهم في التغيير والحفاظ على موعدهم في التظاهر السلمي. وانطلقت مسيرات الطلبة منذ الأسابيع الأولى لبداية الحراك الشعبي الذي بدأ في 22 فيفري الماضي، حيث شهدت جامعات الوطن حالة من الغليان والرفض الطلابي للوضع الراهن. وكان 22 من شهر فيفري موعدا لكسر حاجز الخوف ومحطة صنع الجزائريون من خلالها تاريخ جديدا سيحفر في ذاكرتهم. ولم تقتصر مسيرات الطلبة على الحرم الجامعي فحسب، بل كانت نقطة انطلاق للخروج إلى الشارع من أجل إسماع صوتهم وتنديدا بكل ما هو حاصل من تلاعبات ومحاولات لمصادرة الإرادة الشعبية، كما صاحب المسيرات الطلابية التفاف الأساتذة والإداريين فأصبحوا يشاركون في هاته المسيرات السلمية التي كانت تجوب مختلف كليات الحرم الجامعي، باعتبار أن الجامعة تعد مؤسسة فعالة في صنع القرار، حسب ما كان يصرح به الطلبة في كل موعد مع المسيرة بأن الطالب جزء لا يتجزأ من الحراك الشعبي، وأنهم مستمرون في الاحتجاجات السلمية والبقاء على وحدة الكلمة حتى رحيل رموز نظام بوتفليقة، ومطالبين في كل مرة بالتغيير الجذري ومحاربة رؤوس الفساد. هذه المسيرات الطلابية تصاعدت وتيرتها داخل الجامعة خلال الأسابيع الأولى من الحراك الشعبي، مما أدى بها إلى التأثير عن صيرورة الدراسة والتدريس، فترك الطلبة مقاعد الدراسة، حتى كادت هاته المسيرات تكون بشكل يومي مما أدى إلى فوضى داخل الجامعة من ناحية مزاولة الدراسة، فشهدت جل جامعات الوطن إضرابات متكررة وعزوف عن العودة إلى الدراسة، هذا ما دق ناقوس الخطر من شبح سنة بيضاء تلوح في الأفق، غير أن العقلاء من الطلبة على مستوى مختلف الجامعات عقدوا جمعيات عامة للنقاش السياسي لاتخاذ قرار بالدخول في إضراب عام حتى رحيل رموز النظام أو الاستمرار في الدراسة، حيث تباينت المواقف من جامعة إلى أخرى، وعاد الطلبة في أغلب الجامعات إلى الدراسة مع تخصيص يوم الثلاثاء كيوم للحراك الشعبي. قرار تخصيص يوم واحد للتظاهر الطلابي، جنّب الجامعة في الدخول في نفق مظلم كان سيرهن مستقبلها بشكل عام ومستقبل الطلبة بشكل خاص، لكن اليوم جل جامعات الوطن تشهد هدوء وحالة من الاستقرار وهم بصدد إجراء الامتحانات النهائية من هاته السنة الحافلة في مشوارهم الدراسي.